حوار بين شخصين عن الصدق

حوار بين شخصين عن الصدق

يُمكن إجراء حوار بين شخصين عن الصدق من خلال تعريف الصدق، وذكر الآيات القرآنية التي حثّت على الصدق، وذكر الأحاديث النبويّة التي دلّت على أن الصدق فضيلة من الفضائل النبيلة، وذكر بعض المواقف من حياة الصحابة أو التابعين التي تدُل على أن الصّدق منجاة، وأن الكذب مهواة، وأن من يلتزم الصدق في كل أقواله وأفعاله؛ يُكتب عن الله من الصدّيقين، وفيما يلي سنتعرف على حوار بين شخصين عن فضيلة الصدق.

حوار بين شخصين

يدور الحديث في هذا الحوار عن العلم وفضله، وأن العلم هو جنّة الدّنيا التي تصل بالإنسان إلى جنّة الآخرة، وقد جرى الحوار بين التلميذ وأستاذه كالآتي:

التلميذ: ما فائدة هذا العلم الذي نتعلمه يا أستاذي؟

الأستاذ: العلمُ يُوسع مدارك تفكيرك يا ولدي، ويجعلك أكثر ثقافةً، ويجعلك تتعامل مع ما يُواجهك من مواقف بصورة أفضل، ويُنظّم  العلاقة بينك وبين غيرك، فتُعامل كلّ شخصٍ على قدر عقله، وقدر تفكيره، ويجعلك لا تلتفت إلى الصغائر التي قد تخرج من ضعاف النفوس، ولذا قالوا قديمًا:

” كلّ إناءٍ كُلّما أفرغت فيه ضاق إلا العقل؛ كلّما أفرغت فيه اتّسع”

وهذه دعوةٌ صريحةٌ إلى أن كثرة المطالعة، وكثرة القراءة هما سبيل اتّساع المدارك والأُفق.

التلميذ: هل القراءة هواية كما يُقال؟

الأستاذ: القراءة ليست هواية كما يدّعي بعض الناس يا ولدي، القراءة واجبةٌ على كلّ من استطاع ذلك، والدليل على ذلك أن أول آية نزلت في القرآن كانت:

” اقرأ باسم ربك الذي خلق” (العلق:1)

فــ(اقرأ) فعل أمرٍ، وكلّ أمرٍ للنبي -صلى الله عليه وسلّم- هو أمر لأمته؛ فيجب على الجميع أن يجعل لنفسه وردًا يوميًّا للقراءة، ولو صفحة واحدة، المُهمّ أن يُداوم الإنسان عليها؛ لأن خير العمل أدومه وإن قلّ.

شاهد أيضًا: حوار بين العلم والجهل

حوار بين شخصين عن الصدق

يدُور هذا الحوار بين الطالب ومعلّمه عن فضيلة من أهم الفضائل، وهي فضيلة الصدق، ودار الحوار كالآتي:

المعلم: السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الطلاب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المعلم: اقترحوا عليّ موضوعًا نتحدّث فيه اليوم.

أحد الطلاب: كثُر الكذب بيننا، ونريد أن تُحدثنا يا معلمنا عن سوء عاقبة الكاذب، وعاقبة الصادق.

المُعلّم: أحسنت يا بُنيّ، ففضيلة الصدق من أنبل الفضائل وأسماها، وقد قال بعض العلماء أن الإيمان يكمُن في أن تقول الصّدق مع ظنّك أن الكذب قد ينفعُك، وألا تقول الكذب مع علمك أن الصدق قد يضرّك.

الطالب: هل في القرآن الكريم ما يدُل على ذلك؟

المعلّم: نعم، فالقرآن الكريم قد ذخر بالكثير من الآيات التي تدُل على أن الصدق سبيل النجاة، وأن التقوى لن تكتمل إلا بالصّدق، ومن ذلك قوله -تعالى-:

” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ” (التوبة:119)

وفي هذه الآية، قرن -سبحانه- بين الأمر بالتّقوى والأمر بالتزام الصّدق؛ وكأنه يقول: العمل الذي لا يُداخله الإخلاص والصّدق ناقصٌ.

أحد الطلاب: هل ورد في السنة النبويّة ما يحُث على الصدق، ويُرهّب من الكذب؟

المعلّم: نعم، وردت أحاديث كثيرة في ذلك، ومن تلك الأحاديث ما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلّم- أن الصدق طريقًا للبرّ الذي يصل بالإنسان إلى الجنة، وجعْل الكذب طريقًا للفجور الذي يصل بالإنسان إلى النّار، حيث يقول المُصطفى:

عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((عليكم بالصِّدق، فإنَّ الصِّدق يهدي إلى البرِّ، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّة، وما يزال الرَّجل يصدق، ويتحرَّى الصِّدق حتى يُكْتَب عند الله صدِّيقًا. وإيَّاكم والكذب، فإنَّ الكذب يهدي إلى الفُجُور، وإنَّ الفُجُور يهدي إلى النَّار، وما يزال الرَّجل يكذب، ويتحرَّى الكذب حتى يُكْتَب عند الله كذَّابًا))

المعلّم: والآن ماذا تعلّمت يا بُنيّ من هذا الحوار؟

الطالب: تعلمتُ أن من التزم الصّدق في كل مُعاملاته؛ نال من الجزاء أفضله، ومن تحرّى الكذب؛ عاش في ظلام دامس، لا يوجد فيه بصيص خير وبركة.

شاهد أيضًا: حوار بين شخصين عن الوطن

حوار قصير بين شخصين عن الصدق

يدُور هذا الحوار بين شخصين عن أهم المواقف التي حدثت مع التّابعين والتي تُبيّن أهمية فضيلة الصدّق، ودار الحوار كالآتي:

الطالب: هلّا قصصت لنا يا أستاذي قصّة من قصص التابعين أو الصّحابة لمعرفة عاقبة الصادقين والكاذبين.

الأستاذ: على الرّحب والسّعة يا بُنيّ، من أشهر القصص التي تُقصّ في الصدق، هي قصة أبي اليزيد البُسطامي، فقد كان ذاهبًا إلى العراق؛ لطلب العلم، وكان لا يزال صغيرًا، وأعطته أمه بعض النّقود؛ ليقتات بها خلال سفره، وقبل ذهابه، قال لأمه: يا أُمّي، أوصني؟، قالت له: لا تكذبْ، فقال لها زيديني، فقالت له: لا تكذب، فقال: زيديني، فقالت له: لا تكذب، وفي أثناء سيره مع القافلة ذاهبًا إلى العراق، إذ خرج عليه مجموعةٌ من اللُّصوص، فوجدوه رثّ الهيئة.

فسألوه: من أنت؟، فقال: أبا اليزيد البسطامي، وإلى أين أنت ذاهب؟، قال: إلى العراق؛ لطلب العلم، وكم معك من المال، قال: خمسين دينارًا، فلم يُصدّقوه، وقالوا: كيف لرجل رثّ الهيئة معه هذا المقدار من النّقود، وأخذوه لزعيمهم، فسأله نفس الأسئلة، وأجاب بنفس الأجوبة؛ ففتّشوه، فوجدوا ما قاله صحيحًا، فقال له زعيم اللصوص: لم لا تكذب، وتقول ليس معي مال، وأنت تعرف أننا سنأخذ مالك؟، قال: خشيت أن أُخلف وعد أمّي، فقال زعيم اللصوص: تخاف أن تُخلف وعد أمك، ولا نخاف أن نُخلف وعد ربّنا؛ فتابوا جميعًا لله؛ لأن ابا اليزيد لم يكذب، وخشي أن يُخلف وعد أمه.

شاهد أيضًا: حوار عن حب الوطن

حوار بين شخصين عن الصدق سؤال وجواب

تكثُر الأسئلة في الحوار الذي يُجرى عن الصدق، ومن ضمن تلك الأسئلة:

  • ما هو الصدق؟، الجواب: أن تقول الحقيقة دون تزييفٍ.
  • ما هو الكذب؟، الجواب: القول الذي يكون خلاف الحقيقة.
  • إلى ما يهدي الصدق؟ الجواب: إلى الجنة.
  • إلى ما يهدي الكذب؟، الجواب: إلى النار.
  • ماذا يُسمّى من يتحرى الصّدق؟ الجواب: صدّيقًا.
  • ماذا يُسمّى من يتحرى الكذب؟، الجواب: كذّابًا.

ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرف على حوار بين شخصين عن الصدق ، وحوار بين شخصين عن العلم، وفضله، وأهميته بالنسبة للإنسان، وهل القراءة هواية كما يدّعي بعض النّاس، أم أنها فريضة، وحوار بين شخصين عن الصدق عن طريق السؤال والجواب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *