خطبة الجمعة عن ليلة النصف من شعبان

خطبة الجمعة عن ليلة النصف من شعبان

خطبة الجمعة عن ليلة النصف من شعبان هو ما سيتناوله موضوع هذا المقال، حيث ورد في ليلة النصــف من شهــر شعبــان بعض الأحاديث النبويّة الشريفة التي ذكرت فضائل هذه الليلة المباركة، ويهتمّ موقع محتويات عبر هذا المقال بتقديم أجمل خطبة عن هذه الليلة المباركة ليوم الجمعة، مع بيان الأقوال الواردة في إحياء هذه ليلة النصـف من شعبـان.

خطبة الجمعة عن ليلة النصف من شعبان

إنّ المواقيت لها خصائص وفضائل خصّها الله -سبحانه وتعالى- عن غيرها من سائر الأزمنة، فجعل في بعضها من الفضل والثواب الكبير ما يميّزها عن غيرها، وكذلك شهر شعبان، كان من الأشهر التي يغفل عنها المسلمون كما أخبرنا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقد ارتأى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- للمسلمين كثرة الصيام في هذا الشهر والأعمال الصالحة، لأنّ فيه ترفع الأعمال إلى الله عزّ وجل، ويكون العمل الصالح فيه تدريبًا للنفس وتمهيدًا لدخول شهر رمضان المبارك، ونظرًا لأهميّة شهر شعبان لا بّد من تقديم خطبة الجمعة عن ليلة النصف من شعبان فيما يأتي:

شاهد أيضًا: متى ليلة النصف من شعبان 2022

الخطبة الأولى عن ليلة النصف من شهر شعبان

إنّ الحمــد لله رب العالمين نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفــره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، وصفيّه وخليله، خير رسالةٍ إلى العالمين أرسله، اللهم صلّ على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه الطيّبين الطاهرين أجمعين، أمّا بعد:

أيّها المسلمون، إنّ شهر شعبان هو من المواقيت التي خصّها الله -عزّ وجل- برفع أعمال المسلمين إليه كما أخبرنا النبيّ الكريم صلّى الله عليه وسلّم، وكان النبيّ يحبّ أن يرفع عمله إلى الله -سبحانه وتعالى- وهو صائم، وقد ثبت ذلك في الحديث حسن الإسناد عن أسامة بن زيد -رضي الله عنه- قال: “كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يصومُ يومينِ مِن كلِّ جُمعةٍ، لا يَدعُهُما فقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، رأيتُكَ لا تدَعُ صومَ يومينِ مِن كلِّ جمعةٍ قالَ أيُّ يومَينِ ؟ قُلتُ: يومَ الاثنينِ ويَومَ الخميسِ، قالَ: ذاكَ يومانِ، تُعرَضُ فيهما الأَعْمالُ على ربِّ العالمينَ، فأُحبُّ أن يُعرَضَ عَملي وأَنا صائمٌ وما رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يصومُ شَهْرًا، ما يَصومُ مِن شَعبانَ، فَقُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، رأيتُكَ تَصومُ مِن شعبانَ، ما لا تَصومُ مِن غيرِهِ منَ الشُّهورِ قالَ هوَ شَهْرٌ يَغفلُ النَّاسُ عنهُ، بينَ رجَبٍ ورمَضانَ، وَهوَ شَهْرُ ترفعُ فيهِ الأعمالُ إلى رَبِّ العالمينَ، فأُحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ“،[1] فشهر رمضان هو شهر الصيام، وصيامه من أركان الإسلام الخمسة، وأمّا شهر رجب فهو من الأشهر الحرم، فلمّا كان شهر شعبان فيما بينهما كان النّاس يغفل عن هذا الشهر وفضله، فكان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يصوم في غالبيّته وهو هدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

وإنّ في هذا الشهر الكريم ليلة من الليالي العظيمة وموسم من مواسم العفو والغفران، وهي ليلة النصف من شهر شعبان، وقد ورد في فضل هذه الليلة العديد من الأحاديث الحسنة والضعيفة، ومنها ما ورد عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- في الحديث القوي بغيره أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “إن اللهَ – تعالى – لَيَطَّلِعُ في ليلةِ النِّصْفِ من شعبانَ، فيغفرُ لجميعِ خلقِهِ؛ إلا لِمُشْرِكٍ أو مُشَاحِنٍ”،[2] كما ورد في الحديث الضعيف ممّا روته السيدة عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “إذا كان ليلةُ النصفِ من شعبانَ، يغفرُ اللهُ منَ الذنوبِ أكثرَ منْ عددِ شعرِ غنمِ كَلْبٍ”،[3] وليلة النصف من شعبان هي ليلة الخامس عشر من هذا الشهر الكريم، تبدأ مع غياب شمس اليوم الرابع عشر، وتنتهي مع إشراقة شمس اليوم الخامس عشر، لذا حريٌّ بالمسلمين أن يسألوا الله العفو والعافية والعفاف في الدنيا والدين والآخرة، وأن يطلبوا المغفرة والرحمة ويكثروا من الدعاء والاستغفار وقيام الليل في هذه الليلة المباركة، وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فيا فوزًا للمستغفرين، استغفروا الله.

شاهد أيضًا: متى ترفع الاعمال في شعبان

الخطبة الثانية عن ليلة النصف من شهر شعبان

إنّ الحمد لله حمدًا يوافي نعمه ويجافي نقمه ويكافي مزيده، الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، اللهم صلّ على سيدنا محمّد وعلى آل سيّدنا محمّد كما صلّيت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيّدنا إبراهيم، وبارك على سيّدنا محمّد وعلى آل سيّدنا محمّد كما باركت على سيّدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، في العالمين إنّك حميدٌ مجيدٌ برّ، وارض اللهمّ عن الصحابة والتابعين ومن والاهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين، وبعد:

فإنّ في شهر شعبان مواسم للمغفرة وعرض الأعمال إلى الله -عزّ وجل- وطوبى لمن رفعت أعماله الصالحة إلى الله وكان الله -سبحانه وتعالى- قد غفر له ذنبه، فشهر شعبان هو شهرٌ للمغفرة والرحمة، ألا فاتقوا الله ربكّم فيه، واحذروا فيه البدع، فإنّ البدع شرٌّ عظيم، والتزموا فيه سنن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم، وأكثروا من الصلاة والاستغفار في لياليه.

شاهد أيضًا: حكم صيام النصف من شعبان

دعاء خطبة الجمعة عن ليلة النصف من شعبان

ارفعوا أيديكم إلى السماء فإنّي داعٍ علّها تصادف ساعة الاستجابة:
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيّد الخلق والمرسلين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين أجمعين، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم اغفر لنا ولهم وارحمنا وعافنا واعف عنّا يا كريم، اللهم إنّك إن أردت بعبادك فتنةً فاقبضنا إليك يا ربّنا غيــر مفتونين برحمتك يا ربّ العالمين، اللهمّ بارك لنا في شهر شعبان وأعنّا فيه على طاعتك وحسن عبادتك، وبلغنا يا ربنا شهر رمضان، شهر الخير والغفران، اللهمّ أحسن قيامنا وصلاتنا وأنر قلوبنا بالقرآن الكريم، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعلنا في الحياة الدنيا من الهداة المهتدين يا رب العالمين، سبحانك اللهم لا إله إلا أنت إنّا كنّا من الظالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلّ اللهم على سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم والحمد لله رب العالمين.

شاهد أيضًا: اعمال ليلة النصف من شعبان مفاتيح الجنان

أقصر خطبة عن ليلة النصف من شعبان مكتوبة

كذلك الخوض في تقديم خطبة الجمعة عن ليلة النصف من شعبان يدفع البعض إلى البحث عن أقصر خطبة عن هذه الليلة المباركة مكتوبة، وهو ما سيتم تقديمه فيما يأتي:

إنّ الحمــد لله رب العالمين نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفــره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، وصفيّه وخليله، خير رسالةٍ إلى العالمين أرسله، اللهم صلّ على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه الطيّبين الطاهرين أجمعين، أمّا بعد:
عباد الله أوصيكم وإيّاي ونفسي المذنبة والمخطئة بتقوى الله عزّ وجل، وأحذركم وبال عصيانه ومخالفة أمره، واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله، ثمّ توفّى كل نفسٍ ما عملت، ولا هم يظلمون، عباد الله ها هو شهر شعبان المبارك يمضي قدمًا، ولا بدّ للمسلمين أن يحرصوا على اغتنام ما فيه من البركة، فقد أخبر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- عن هذا الشهر، أنّه شهرٌ يغفل عنه المسلمون، وفي هذا الشهر ليلة من الليالي الكريمة والعظيمة المفعمة ببوادر البركة والعفو والغفران، وقد ورد في الحديث القويّ بغيره عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه – أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “إن اللهَ – تعالى – لَيَطَّلِعُ في ليلةِ النِّصْفِ من شعبانَ، فيغفرُ لجميعِ خلقِهِ؛ إلا لِمُشْرِكٍ أو مُشَاحِنٍ”،[2] لذا على المسلمين الإكثار من التضرع إلى الله عسى أن ينالوا المغفرة والعفو من المولى سبحانه وتعالى، وأن يتقوا في هذه الليلة الكريمة الفتن، ما ظهر منها وما بطن، وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، استغفروا الله.

الحمد لله حمدًا طيب مبارك كما يحبّ ويرضى، اللهم صلّ على سيدنا محمّد وعلى آل سيّدنا محمّد كما صلّيت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيّدنا إبراهيم، وبارك على سيّدنا محمّد وعلى آل سيّدنا محمّد كما باركت على سيّدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، في العالمين إنّك حميدٌ مجيدٌ برّ، وارض اللهمّ عن الصحابة والتابعين ومن والاهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين، وبعد:
عباد الله اغتنموا الخير في هذه الليلة المباركة، واتقوا الله في فتن هذه الليلة، وحاذروا أن تقعوا بالغفلة، وجاهدوا أنفسكم بالله حقّ الجهاد، عسى أن نكون وإيّاكم من المعفورة ذنوبهم والمقبولة أعمالهم بإذن الله ربّ العالمين، وارفعوا أيديكم لعلّها تصادف ساعة إجابة:

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيّد الخلق والمرسلين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين أجمعين، يا ربنا بلغنا خيرات ليلة النصف من شعبان وبارك لنا أعمالنا فيها، اللهم اغفر لنا فيها ما تقدّم وما تأخر من ذنوبنا، واجعلنا من التوابين الأوابين في هذه الليلة الكريمة وهذا الشهر الكريم، اللهم عافنا واعف عنّا واجعلنا من الهداة المهتدين وبلغنا شهر رمضان غير مفتونين يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلّ اللهم على سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم والحمد لله رب العالمين.

شاهد أيضًا: اعمال ليلة النصف من شعبان مفاتيح الجنان

خطبة الجمعة عن ليلة النصف من شعبان pdf

إلى جميع الأشخاص الذين يرغبون بالحصول على ملف بصيغة pdf يحوي خطبة الجمعة عن ليلة النصف من شعبان جاهزة للطباعة، يمكن الحصول على هذا الملف بشكل مباشر “من هنا“.

أقوال العلماء في إحياء ليلة النصف من شعبان

إنّ الخوض في تقديم خطية عن ليلة النصف من شعبان يدفع إلى ذكر أقوال العلماء في إحياء ليلة النصف من شعبان فيما يأتي:

  • قال الإمام الشافعي رحمه الله: “أن الدعاء يستجاب في خمس ليال في ليلة الجمعة وليلة الأضحى وليلة الفطر وأول ليلة من رجب وليلة النصف من شعبان”.
  • قال الإمام محمد بن إسحاق الفاكهي: “وأهل مكة فيما مضى إلى اليوم إذا كان ليلة النصف من شعبان، خرج عامة الرجال والنساء إلى المسجد، فصلوا، وطافوا، وأحيوا ليلتهم حتى الصباح بالقراءة في المسجد الحرام، حتى يختموا القرآن كله، ويصلوا”.
  • قال الشيخ أبو الحسن عبيد الله المباركفوري: “ورد في فضيلة ليلة النصف من شعبان أحاديث هي بمجموعها حجة وأضاف قائلا بعد ذكر الروايات الواردة في فضل ليلة النصف من شعبان: وهذه الأحاديث كلها تدل على عظم خطر ليلة نصف شعبان وجلالة”.
  • قال الشيخ وَهْبَة الزُّحَيْلِيّ: “ويندب إحياء ليالي العيدين (الفطر والأضحى)، وليالي العشر الأخير من رمضان لإحياء ليلة القدر، وليالي عشر ذي الحجة، وليلة النصف من شعبان، ويكون بكل عبادة تعم الليل أو أكثره، للأحاديث الصحيحة الثابتة في ذلك، ويندب الإكثار من الاستغفار بالأسحار”.

شاهد أيضًا: فضل ليلة النصف من شعبان ابن عثيمين

خطبة الجمعة عن ليلة النصف من شعبان مقالٌ فيه تمّ تقديم نماذج مختلفة لخطبة يوم الجمعة المكتوبة وبصيغة الـ pdf، كما قدّم المقال أقوال العلماء في إحياء ليلة النصف من شعبان في المساجد أو في البيوت.

المراجع

  1. ^ نخب الأفكار , العيني/أسامة بن زيد/8/453/طريقه حسن
  2. ^ تخريج مشكاة المصابيح , الألباني/أبو موسى الأشعري/1258/قوي بغيره
  3. ^ ضعيف الجامع , الألباني/عائشة أم المؤمنين/654/ضعيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *