خطبة جمعة عن فضل شهر رمضان

خطبة جمعة عن فضل شهر رمضان

خطبة جمعة عن فضل شهر رمضان وهي من الخطب المطلوبة التي يتم البحث عنها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تحديدًا مع دخول الساعات الأولى من اليوم الأول لشهر الخير والرحمة، ويهتم موقع محتويات بسرد خطبة جمعة عن فضاءل شهر رمضان المبارك.

خطبة جمعة عن فضل شهر رمضان

إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يهده الله فهو المهتد ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمد عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلّم تسليما كثيرا.

أمّا بعد يا عباد الله المؤمنين اتقوا الله تعالى، فإن من اتقى الله وقاه وأرشده إلى خير أمور دينه ودنياه، واعلموا أنَّ تقوى الله من عزم القلوب، وهي أن تعمل بطاعة الله وعلى نوره راجيًا ثوابه وان تترك معصية الله على نور الله خوفًا من عقاب الله.

اخوتي في الله نحن الآن في الأيّام الأولى لشهر رمضان المبارك، وعلى مشارف أعظم الطاعات وأبهى الفضائل الربّانية لعباده المؤمنين، فها هو موسم الخير قد بدأ، الموسم الذي تعددت فيه العطايا والهبات، ومن تلك الخصائص والهبات:

تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النيران، ويزين الله جنته ويقول يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ثم يصيروا إليك، وفيه شهر تصفّد فيه الشياطين وتفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار، وفيه ليلة القدر التي هي  هي خير من ألف شهر، من حُرم خيرها فقد حرم الخير كلّه ومن قامها إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدّم من ذنبه، ولله فيه عتقاء من النار وذلك في كل ليلة من رمضان ويغفر للصائمين في آخر ليلة منه، وتستغفر الملائكة للصائمين حتّى يفطروا ـ وللصائم دعوة لا ترد، بل وحتّى لخلوف فم الصّائم أطيب عند الله من ريح المسك، ومن صامه إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ـ ومن قامه إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه .

وفي هذا الموسم الكريم المبارك ينادي منادٍ كلّ ليلة: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشرَ أقصر، وفي ذلك القول دلالة على كثرة الخير في هذا الشهر الكريم، وعِظَمِ إقبال الناس، وتأكُّد انصراف كُلِّ مُسْلِمٍ عن الشَّرِّ، وأسبابه، وموجباته، وإن كان هذا الأمر متأكداً في كُلِّ وقتٍ وحينٍ، إلّا أنّه في شهر رمضان أشد تأكيداً، وأعظم لزوما.

ومن أهم فضائل هذا الشهر: أنَّ الله أنزل فيه القرآن، أي ابتدأ إنزال القرآن في هذا الشّهر وذلك في ليلة القدر كما قال جل وعلا: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ،إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ، فابتدأ بإنزال القرآن على محمد -صلى الله عليه وسلم- في شهر رمضان ثم تتابع نزوله على النبي صلى الله عليه وسلم مفرّقاً حسب الوقائع والنوازل إلى أن أكمله الله عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم حينما أنزل الله عليه قوله: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يخص هذا الشهر بتلاوة القرآن أكثر من غيره، وكان صحابته والمسلمون من بعدهم يقبلون على تلاوة القرآن في هذا الشهر العظيم، فهو شهر القرآن عندهم بحق، وهو شهر الصيام، فالله جل وعلا جعل صيامه فريضةً وركناً من أركان الإسلام: مَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ، وقد كان صيام رمضان من أركان الإسلام الخمسة قال صلى الله عليه وسلم: بني الإسلام على خمسة أركان: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، حج بيت الله الحرام من استطاع إليه سبيلا.

فما أعظمها من فضيلة وما احلاها من نفحات تلك التي تأتي محمّلة بطيب الذكر الرمضاني العطر، فاحرصوا اخواني على اغتنام فضائل شهر رمضان التي ما وجدت في أيِّ شهرٍ آخر، واعلموا بأنّ منكم من هو تحت التراب وقد ظنّ أنّه سيتوب في رمضان الحالي، فاحمدوا الله أن بلّغكم رمضان، واعملوا على قدر التقى والإيمان، والحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيّد الخلق محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

شاهد أيضًا: خطبة قصيرة عن قدوم شهر رمضان

خطبة قصيرة عن اغتنام فضائل شهر رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله مالك يوم الدين، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤًا أحد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد بيده الأمر وهو على كل شيء قدير، والصلاة والسلام على سيّد الخلق محمد وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجة أجمعين، أمّا بعد:

فمن الواجب على المسلمين أن ان يغتنموا فضل شهر رمضان بالطاعات، وأن يتقرّبوا فيه إلى الله تعالى بكل جوارحهم، حتّى يكونوا ممن بلغو شهر رمضان واغتنموا الخير فيه، والفائزين بجنّات عرضها السموات والأرض، فمن باب أولى على الإنسان المسلم ان يستغل شهر رمضان من خلال عدّة جوانب وأمور ومنها:

المُحافظة على الصّلوات الخمس كاملةً في أوقاتها المُحدّدة لها، والمُحافظة على صلوات النّوافل، وقيام الليل، وصلاة التّهجُّد، وغيرها من الصّلوات التي يرتقي المؤمن في الدّرجات من خلالها، وكذلك التصدّق بما يسّر الله له من المال، فالصّدقة تُطفئ غضب الربّ، كما أنها تُطهّر الأموال، والمالُ لا ينقص أبدًا إذا أخرجت منه الصّدقة، بل يربو ويزيد؛ لأنّ الإنسان يُتاجر مع الله لا مع غيره، والتجارة مع الله تجارةٌ لن تبور.

فلنتّقي الله، اخوتي المسلمون، فهذا الشّهر شهر عظيم كلّه، فنهاره بركة في الصيام وليله قيام وذكر لله سبحانه وتعالى، فالمسلم إمّا أن يشغل وقته دائما في الفرائض والنوافل والطاعات أو يستريح بالنوم لينشط على العبادة، والنّوم الذي بمقدار، أمّا الذي ينام النهار بعد أن يسهر الليل على القيل والقال والأكل والشرب والملذات، ثمَّ ينام النّهار كلّه ويقول أنا صائم، هذا من العجائب، فالذي يترك الصّلوات و يترك الفرائض، ولا يصلي مع الجماعة ولا يتّجه إلى المساجد هذا ليس بصائم، الصّيام ليس عن الأكل والشرب فقط، الصيام إنّما هو إمساك عن كلِّ ما حرّم الله سبحانه وتعالى، ومن أعظم ذلك إضاعة الفرائض في أوقاتها، فعلى المسلمين أن يتنبهوا لهذا الأمر، فشهر رمضان ليس شهر للكسل والأكل والشرب إنما هو شهر للطاعة والجد والاجتهاد للقول العمل ولا مانع أن يأخذ الإنسان قسطاً من الراحة لا يفوت عليه خيراً، لا يفوت عليه صلاة الجماعة، لا يفوت عليه المشاركة في الخير،أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فيا فوزًا للمستغفرين، والصلاة والسلام على محمد الصادق الوعد الأمين وعلى من سار على نهجه وتبعه بإحسانٍ إلى يوم الدين

شاهد أيضًا: فوائد صيام شهر رمضان

كلام جميل عن فضل شهر رمضان

فشهر رمضان هو الشهر الذي اختصه الله لنفسه واختص عبادة الصوم تحديدًا دونًا عن غيرها من العبادات لتكون الأقرب لله، فهي له وهو يجزي بها فقد قال في حديث قدسي -جل جلاله- كل عمل ابن آدم إلّا الصيام فهو لي وأنا أجزي به، لما لتلك الفريضة من قيمة روحانية عالية في تهذيب النفس البشرية وتسليم الأمر والتوّكل على الله.

فيعدّ الصّيام أحد أركان الإسلام العظيمة التي لا يكتمل ولا يصح إلّا بها، وقد وردت الكثير من الأدلّة التي تُبيّن فضل الصيام، ومنها قول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)، ويختلف مقدار الأجر والثواب بين الصائمين، ويعتمد هذا الاختلاف على أفعال المسلم أثناء الصيام، ومقدار التزامه بالآداب الإسلامية، أو عدم التزامه بها، وعلى مقدار ما يكون في قلبه من إخلاص لله-عز وجل- في صيامه، ومن أعظم النِّعَم التي أنعمَ الله بها على عباده أن جعل لهم شهر رمضان شهراً للزيادة من الحسنات والطاعات، وموسماً للأعمال الصالحة.

فقد كان شهر رمضان المبارك ولا يزال من أعظم الشهور وأجملها وأكثر مواسم الخير والعطاء الربّاني على البشر، وقد روي عن السلف الصالح أنّهم كانوا يدعون الله طيلة ستة أشهر قبل رمضان أن يبلغهم الله رمضان، ويدعون الله الستة أشهر التي تليه أن يتقبّل منهم أعمالهم على خير حال،

شاهد أيضًا: خطبة عن فضل شهر رمضان المبارك

أحب الأعمال في اغتنام فضائل شهر رمضان

بعد أن مررنا على خطبة جمعة عن فضل شهر رمضان شهر الخير والرحمة في خطبة الجمعة السابقة، واطلعنا على كلمة مختصرة في شهر الرحمة والخير الذي منّ الله به على عباده المسلمين، ننتقل بكم إلى أحب الأعمال التي تؤدي إلى اغتنام الفضائل على خير حال:

فريضة الصلاة

حيث تعد تلك الفريضة من أفضل الأعمال التي يمكن للإنسان المسلم أن يتقرّب بها إلى الله في شهر رمضان، وهي ثاني أركان الدين الإسلامي، وهي عمود الإسلام كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، والأحاديث التي تدلّ على فضل الصلاة وأهمّيتها لم تقتصر على ذِكر الفرائض، فقد بيّن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنّ من يُحافظ على اثنتي عشرة ركعة من النوافل كلّ يوم، فإنّ له بيتًا في الجنة، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم: ما مِن عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَومٍ اثنتي عشرة ركعة تطوعًا غير فريضة، إلَّا بَنَى اللَّهُ له بيتًا في الجَنَّةِ، أَو إلَّا بُنِيَ له بَيْتٌ في الجَنَّةِ…)، والذي يُصلّي سُنّة الفجر فهي له خير من الدُنيا، لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام: رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا، ومن أهم الصلوات التي امر النبي بها في شهر رمضان بالإضافة للفروض كانت صلاة القيام.

قراءة القرآن الكريم

فقد بيّن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّ قراءة الحرف الواحد من القُرآن تعدل عشر حسنات، لأنّه كلام الله-جل وعلا- فقال: (مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فلَهُ بِهِ حسنةٌ والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقول الم حرفٌ ولَكن ألفٌ حرفٌ ولامٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ) وبهذا يكون عدد هذه الحسنات كبيراً جداً؛ ولذلك كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يُكثِر من قراءة القُرآن، وخاصّة في رمضان.

فريضة الزكاة

التي تعد من أركان الإسلام، وللمُسلم أن يُخرج زكاته في شهر رمضان حتّى ينال فضل شهر رمضان، لما في ذلك من مُضاعفة للأجور، ونيل رحمة الله -تعالى- وقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يُكثر من الصدقة والإحسان في رمضان، قال ابن عبّاس: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضانَ حِينَ يَلْقاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ يَلْقاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضانَ فيُدارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ).

نافلة الاعتكاف

حيث يسن للمسلم الاعتكاف في شهر رمضان لكي ينال المسلم من فضل شهر رمضان، لما فيه من صون للنفس عن الفواحش والموبقات، وحثًا على الطاعات وقد جاء عن النبيّ فيما ترويه السيّدة عائشة -رضي الله عنها-: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِن رَمَضَانَ حتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ.

صدقة المال

وتعد الصدقة من الأعمال التي تقرب العبد من الله ولها أجر كبير، في كافة الأوقات، وتحديدًا في شهر رمضان، فيحرص المُسلم على أدائها في هذا الشهر، ويتحرّى أن يكون له مقدار من الصدقة بشكل يوميّ في رمضان، وأن يُؤدّيها بعيداً عن أعين الناس، لكي تكون سرّاً بينه وبين الله.

صلة الأرحام

وهي من الأمور التي شدد عليها الإسلام لما فيها من فضل وترابط أسري، قد ينعكس إيجابًا على المجتمع، فيجب على المُسلم أن يكون واصلاً لأرحامه، وقد بيّن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّها من الأسباب التي تزيد في الرزق، وتُبارك في الوقت، فقال: مَن أحَبَّ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، ويُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ.

إحياء ليلة القدر

حيث تُعَدّ ليلة القدر من الليالي المُباركة التي أعلى الله ورسوله من قيمتها، فهي الليلة التي أنزل الله -تعالى- فيها القُرآن، قال -تعالى-: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ.

العمرة

فالعمرة في شهر رمضان كغيرها من الأعمال التي يتضاعف أجرها في رمضان، ويعد القيام بها في رمضان أفضل من غيره، وقد بيّن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ذلك، فقال: إنَّ عُمْرَةً في رَمَضَانَ حَجَّةٌ.

قد يهمّك أيضًا: خطبة النبي في استقبال شهر رمضان

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي تناولنا فيه خطبة جمعة عن فضل شهر رمضان لننتقل بعد ذلك إلى كلمة في فضائل شهر رمضان، ثمَّ خطبة عن اغتنام فضائل شهر رمضان، ثم لنختتم أخيرًا بأحب الأعمال في اغتنام فضائل شهر رمضان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *