خطبة عن الكلمة الطيبة

خطبة عن الكلمة الطيبة

خطبة عن الكلمة الطيبة، وهي من الخطب المهمّة التي يجعلها الأئمة في المساجد من الخطب الأساسية في صلاة الجمعة، فإنّ للكلمة الطيبة أهمية عظيمة في الإسلام، وقد حثّنا ديننا الحنيف على التجمّل بها، فإنّ لها أثر عظيم في نفس الإنسان، فهي إمّا ترفع أصحابها إلى أعلى الدرجات، أو تهوي به إلى نار جهنم، وهي ما يؤلّف القلوب ويشيع المحبة بين الناس، وفي هذا المقال سيدرج لكم موقع محتويات خطبة عن الكلمة الطيبة.

مقدمة خطبة عن الكلمة الطيبة

الحمد لله ربّ العالمين حمّدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه كما يحبّ الله تعالى ويرضى، الحمد لله تعالى حمدًا يوافي نعمه، نَّ الحمد لله نستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شُرور أنفُسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مُضلَّ له ومن يُضلل فلا هادي له، الحمدُ لله الذي أمرنا بالكلام الطيب الصالح، ونهانا عن الكلام الخبيث الطالح، ونشهد أن لا إله إلا الله وأنَّ مُحمداً عبده ورسوله، اللّهمّ صلِّ عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

شاهد أيضًا: خطبة عن التعداد السكاني بالعناصر كاملة

خطبة عن الكلمة الطيبة

عباد الله، لتعلموا أنّ الكلام الطيّب هو غذاء روح الإنسان، كما أنّ فيها شفاء لما في النفس من المرض، وقد يغيّر الله تعالى بالكلمة الطيبة حياة أمّة أو إنسان؛ ولذلك فقد قرنها الله تعالى بأهم الأمور الأساسية في هذا الدين، لذلك ربطت الكلمة الطيبة بعقيدة والعبادة والسلوك، وجاء الأمر أيضًا بالكلمة الطيبة مقترنة بتوحيد الله تعالى وبإقامة الصلاة وببرّ الوالدين، فهي من أعظم ما دعا إليه الشرع الإسلاميّ، وقد قال الله تعالى: “وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّـهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ”[1]، وفي هذه الآية دليل واضح على قول طيب الكلام وحسنه للناس جميعًا، فإنّ الإنسان قد يضيّع عليه فرص كثيرة للسعادة في حياته الاجتماعية والعائلية بسبب كلامه غير الطيب الحسن، فالكلمة الطيبة سرّ تآلف القلوب، كما أنّ الكلمة الطيبة هي الأساس المتين القويّ الذي تُبنى عليه العلاقات التي تحمل المودة والرحمة والحبّ والتربية، كما أنّها تهيئ الجو لبناء هذه العلاقات، كما أنّها السبب في إشاعة الجوّ الذي يسوده السعادة والفرح، فالكلمة الطيبة أيّها الأخوة لها تأثيرها الكبير في النفوس وهي أقرب طريق لنيل القلوب، فهي تحوّل الإنسان من حال إلى حال، فهي تحولها من البغضاء للمحبة، ومن الكفر للإيمان، كما بيّن الله تعالى أنّه على الداعية أن يقوم في دعوته على اللين والكلام الطيب الحسن، فإنّ للكلام الطيب سحر وتأثير كبير على قلوب الناس في كلّ زمان ومكان.

شاهد أيضًا: خطبة عن النزاهة والحفاظ على المال العام

خاتمة خطبة عن الكلمة الطيبة

عباد الله، أوصيكم ونفسي المُقصِّرة بتقوى الله تعالى ولُزوم طاعته، وأُحذركم ونفسي من مُخالفته وعصيان أمره، واعلموا أنَّ تقواه يكون باتباع أوامره واجتناب نواهيه، وبارك الله لي ولكم في القُرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولكافّة المُسلمين، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنّه هو الغفور الرحيم.

خطبة عن الكلمة الطيبة ملتقى الخطباء

سندرج لكم فيما يأتي خطبة عن الكلمة الطيبة من موقع ملتقى الخطباء:[2]

إنّ الحمدَ للهِ؛ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونستغفرُه، ونعوذُ باللهِ منْ شُرورِ أنفسِنَا ومِنْ سَيّئَاتِ أعمالِنا، مَنْ يهدِهِ اللهُ فلَا مُضِلّ لَهُ، ومنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ ألّا إِلَهَ إِلّا اللهُ وحدهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنّ محمدًا عبدهُ ورسولُه، صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وصحبِهِ وسلّم تسليمًا كثيرًا.

عبادَ اللهِ: حثَّ الشارعُ الحكيمُ على الكلمةِ الطيِّبةِ؛ لما لها من الأثرِ البالغِ في حياةِ النَّاسِ، وخاصةً إذا خرجتْ من قلبٍ مفعمٍ بالإيمانِ يُحبُّ الخيرَ للآخرينَ، وقد أَمَرَ ربُّنَا -جلَّ وعلا- بالإكثارِ منهَا بجميعِ صورها، قالَ -تعالى-: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا)[البقرة:83]، قال ابنُ سعدي -رحمه اللهُ-: “ومِنَ القولِ الحسنِ: أمْرُهم بالمعروفِ, ونهيُهم عن المنكرِ, وتعليمُهم العلمَ, وبذلُ السلامِ, والبشاشةُ، وغيرُ ذلك من كلِّ كلامٍ طيبٍ. ولما كانَ الإنسانُ لا يسعُ الناسَ بمالِه أُمِرَ بأمرٍ يقدرُ بِه على الإحسانِ إلى كلِّ مخلوقٍ, وهو الإحسانُ بالقولِ”، فكلَّ كلمةٍ طيبةٍ تَنبثقُ من صدرٍ يتلألأُ بالنورِ، ويُزهرُ بالسرورِ، تُضيءُ -بإذنِ ربِّها- القلوبَ والنفوسَ والأرواحَ، وهي بسمةُ الحياةِ، وبلسمُ الجُروحِ، وشفاءُ الجسدِ والروحِ، وهي عنوانُ المتكلِّمِ ودليلُه، ولباسُه الساترُ وجمالُه الظاهرُ، وعطرهُ الفواحُ، ومفتاحُه إلى القلوبِ والأرواحِ، وسفيرُه الذي يَصْعدُ إلى السماءِ لَيجدَ حُسْنَ الجزاءِ. قال -تعالى-: (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ)[فاطر: 10]، والكلمةُ الطيبةُ تَكشِفُ عن مكنونِ صاحبِها من رجاحةِ عقلِه وصفاءِ قلبِه، فهي عبارةٌ عن ألفاظٍ حسنةٍ تَخرجُ من فمِ الإنسانِ تحملُ معهَا الخيرَ والنفعَ للنَّاسِ، وتبتعدُ عن الفُحشِ والبذاءةِ، والإضرارِ والإيذاءِ، والشتمِ والاستهزاءِ، وهي كلماتٌ تنبعُ من مشكاةٍ مليئةٍ بما لذَّ وطابَ من الكلامِ الذي يَنْبتُ في القلبِ السليمِ ويَنْشرُه اللسانُ المستقيمُ، والكلمةُ الطيبةُ سخَّرَ اللهُ لها العلماءَ والدعاةَ والمصلحينَ لتنويرِ القُلوبِ بمحبةِ الخالقِ العظيمِ ودلالتِهم على طريقِه القويمِ الموصلِ إلى مرضاتِه وجنَّتِه.

أيُّها المؤمنونَ: إنَّ كلَّ كلمةٍ تخرجُ من الإنسانِ هيَ عنوانُ صاحبِهاِ، وبُرهانٌ على مكنوناتِ قَلبِه وصدرِه، ودَليلٌ على أصلِه وعقلِه، فكمْ من كلمةٍ أفرحتْ وأخرى أحزنتْ!، وكمْ من كلمةٍ أضحكتْ وأخرى أبكتْ!، وكمْ من كلمةٍ فرَّقتْ وأخرى جمعتْ!، وكمْ من كلمةٍ أقامتْ وأخرى هدمتْ!، وكمْ من كلمةٍ انشرحَ لها الصدرُ وأَنِسَ بهَا الفؤادُ وأحسَّ بسببِها سعةَ الدُّنيَا وأخرى انقبضتْ لهَا النفسُ واستوحشَها القلبُ وألقتْ قائلَها أو سامعهَا في ضيقٍ وضنكٍ!، فضاقتْ عليه الدنيَا على رحابتِها والأرضُ على سعتِها، باركَ اللهُ لي ولكمْ في القرآنِ العظيمِ، ونفعني وإيَّاكم بما فيهِ من الآياتِ والعظاتِ والذِّكرِ الحكيمِ، فاسْتَغفروا اللهَ إنَّه هو الغفورُ الرحيم.

شاهد أيضًا: مما تشتمل عليه خطبة الجمعة

الكلمة الطيبة صدقة خطبة

الحمد لله رب الأرض ورب السماء، خلق آدم وعلمه الأسماء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أنزل الْقُرْآن هُدًى للنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ، وأشهد أن سيدنا ونبيَّنا محمدًا عبده ورسوله سيد ولد عدنان، صلى عليه الله وملائكته والمؤمنون، وعلى آله وأزواجه، وخلفائه وجميع أصحابه ومن تبعهم بإحسان، أمّا بعد:

أيّها الأخوة المؤمنون، إنّ الكلام فضل من الرحمن، أعطاه الله تعالى للإنسان ليصفح عمّا ما بداخله من الخير، وإذا كان الصمت يحمد في حال، فإن الكلام يحمد في الكثير من الأحوال، وقد جعل الله أطايب الكلام في خير مقام؛ بل جعل كلمة التوحيد والتي بها الدنيا والآخرة من طيب الكلام، فقال تعالى: “أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون”[3]، فقد جعل الله تعالى مداد الإيمان الكلمة الطيّبة التي تسقي شجرة الإيمان في قلب المؤمن، فتنتشر جذورها أصالة، وترتفع إلى السماء عزَّةً وكرامةً وقبولًا، وتثمر كل حين بإذن ربها عملًا صالحًا مباركًا يكون سببًا لرفع الكلام إلى السماء، فيكتب الله له القبول؛ قال تعالى: “إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ”[4]، إنّ الموعظة الحسنة والجدال الحسن سفيرَا الدعوة إلى الله إلى قلوب البشر، لتستمع إلى الحق وهي راغبة فيه، فتسير إلى الله محبة ورغبة، اللهم اجعل صمتنا فكرة، ونظرنا عبرة، وكلامنا ذكرًا، واستغفروا الله إن الله غفور رحيم.

شاهد أيضًا: خطبة نهاية العام الهجري مكتوبة

دعاء الخطبة عن الكلمة الطيبة

فيما يأتي دعاء يمكن الدعاء به في ختام الخطبة عن الكلمة الطيّبة:

“اللهم آتنا في الدُنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار يا كريم، اللهم ألهمنا الكلام الطيب، واجعل ما نقوله خيراً لنا ولإخواننا المُسلمين، واجعلنا مفاتيح للخير ومغاليق للشر يا أكرم الأكرمين، اللهمَّ إنِّا نسألُك الجنَّةَ وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ، ونعوذُ بك من النارِ وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ، اللهم يا مُقلب القُلوب ثبت قُلوبنا على دينك، اللهم يا مُصرف القُلوب ثبت قُلوبنا على طاعتك، اللهم أعزَّ الإسلام والمُسلمين، وانصر كتابك ودينك وسُنّة نبيك وعبادك المؤمنين، اللهم إنّا نسألك العفو والعافية واليقين في الأولى والآخرة، اللهم إنّا نسألك الهُدى والتُقى والعفاف والغنى، والفوز بالجنة والنجاة من النار يا عزيزُ يا غفار، اللهم أنت ولينا في الدُنيا والآخرة توفنا مُسلمين، وألحقنا بالصالحين، ونسألك الرضا بالقضاء، وبرد العيش بعد الموت، ولذَّة النظر إلى وجهك الكريم، ونعوذ بك من أن نَضل أو نُضل، واغفر لنا ذُنوبنا وإسرافنا في أمرنا يا أرحم الراحمين”.

وبهذا نكون قد أدرجنا خطبة عن الكلمة الطيبة، وذلك بالعناصر كاملة من مقدمة وعرض الخطبة وخاتمتها، كما أضفنا خطبة عن الكلمة الحسنة من موقع ملتقى الخطباء، وأضفنا أخيرًا دعاء الخطبة عن الكلمة الطيبة.

المراجع

  1. ^ سورة البقرة , الآية 83
  2. ^ khutabaa.com , الكلمة الطيبة وأثرها في القلوب , 20/05/2022
  3. ^ سورة إبراهيم , الآية 24-25
  4. ^ سورة فاطر , الآية 10

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *