خطبة عن النزاهة ومحاربة الفساد
جدول المحتويات
خطبة عن النزاهة ومحاربة الفساد من الخطب المهمة فهي تتحدَّث عن موضوع مهم جدًا ويكاد لا يخلو مجتمع في هذا العالم بأسره من الفساد في جميع مجالاته، لذلك وجب على الخطباء وخاصة خطباء الجمعة في المجتمعات الإسلامية من إلقاء خطبة عن النزاهة ومحاربة الفساد من منابرهم في سبيل رفع وعي الناس وإخبارهم عن مدى خطورة الفساد وقلة الزاهة والأمانة على الفرد والمجتمع بشكل عام، وفي هذا المقال سوف نعرف فن الخطابة أولًا ثمَّ سنذكر خطبة عن النزاهة ومحاربة الفساد.
تعريف فن الخطابة
يُعدُّ فن الخطابة من أقدم الفنون الأدبية في تاريخ العرب، ويُقصد بفن الخطابة أي أن يقوم الخطيب بإلقاء خطبة على الجمهور المجتمعة بشكل مباشر، ويكون هذا الإلقاء للجمهور من الخطيب وجهًا لوجه، ويحتاج الخطيب أن يكون مقنعًا في إلقائه لكي يقنع الجموع الغفيرة التي أمامه، وجدير بالقول إنَّ الخطابة توظف في كثير من الأحيان لتحقيق بعض الأغراض الخاصة، كالإقناع بأمر ما والتسلية، وقد ازدهرتِ الخطابة بعد الإسلام لأنَّها أصبحت جزءًا من العبادة الأسبوعية التي يؤديها المسلمون، وهي صلاة الجمعة، وفيما سيأتي خطبة عن النزاهة ومحاربة الفساد ومدى خطورة الفساد على المجتمع.[1]
خطبة عن النزاهة ومحاربة الفساد
بعد تعريف الخطابة بشكل عام، سوف نضع بين أيديكم خطبة عن النزاهة ومحاربة الفساد جاهزة وكاملة:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، الصادق الوعد الأمين، سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آل وصحبه الصالحين الطبيبن، ومن تبعهم ووالاهم بإحسان إلى يوم الدين، وأشهد ألَّا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، وصفيه وخليله، خير رسول أرسله، وهداية للعالمين بعثه، أمَّا بعد أيها الإخوة المؤمنون:
إنَّ للفساد في حياة الناس آثارًا وخيمة لا تُحمد عقباها على الفرد وعلى المجتمع، فلس أسوأ على الناس من أن يعيش بينهم فاسد أو مفسد في الأرض، فيعيق شؤونهم ويؤخر تقدمهم ويغدر بهم ويفسد أعمالهم، وقد حذَر الله تعالى في القرآن الكريم من الفساد والمفسدين في غير موضعٍ واحد، قال تعالى في محكم التنزيل: “وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ”[2] ولم يكن النهي الإلهي عن الفساد إلَّا تأكيدًا من الله تعالى على خطورته في حياة الناس، وتنبيهًا لهم على عدم الإفساد في الأرض وبين الناس، وقد وردت في القرآن الكريم أكثر من قرابة خمسين آية كريمة تُحذِّر من الفساد وخطورته.
وجدير بالقول إنَّ صور الفساد في المجتمعات كثيرة ومختلفة، ويجب على المسلمين أن يحذروا منها جميعها وأن يضعوا للمفسدين حدودًا حتَّى لا يصبحوا خطرًا حقيقيًا يُحدق بالمجتمع الإسلامي والأمة الإسلامية، ومن صور الفساد نقض العهد والكذب والخداع والنصب والاحتيال، ومن صور الفساد أيضًا الرشوة التي تعصف بالمجتمعات الإسلامية اليوم، والتي تكاد تصبح قانونًا يُسن ويُشرع في دساتير الأمم وقوانينها، وهي من الأعمال المحرمة التي شدد الإسلام على حرمتها، ولا تقتصر أشكال الفساد على هذه الأشياء، بل زعزعة الأمن والاستقرار فساد في الأرض، والسرقة والقتل والتهديد وترهيب الناس أيضًا فساد في الأرض، وينبغي على الإنسان أن يقف موقفًا صريحًا معاديًا لكلّ أشكال الفساد وصوره المعروفة الظاهرة والمخفية الباطنة أيضًا.
ويجب على الإنسان أن يتحلَّى بالنزاهة التي تتجسد في الصدق والأمانة ونبذ الرشوة والغش وأكل مال المساكين اليتامى والابتعاد عن كلِّ ما حرَّم الله تعالى من سرقة ونهب واحتيال وترهيب وتخريب وزعزعة للأمن والاستقرار، وأن يتمتع الإنسان بالصدق والأمانة والإخلاص في العمل وفي كلِّ شؤون حياته، لكي يكون ممن يُضرب بهم المثل ولكي يكون ممن رضي الله عنهم ورضوا عنه، وأن يكون من المغفور لهم يوم القيامة، والحمد لله رب العالمين.
إلى هنا نصل إلى نهاية هذا المقال الذي عرَّفنا في مطلعه فن الخطابة ثمَّ وضعنا فيه خطبة عن النزاهة ومحاربة الفساد وفصَّلنا في هذه الخطبة بصور الفساد وأشكاله وفي تعريف النزاهة وأهميتها في حياة الإنسان وآخرته أيضًا.