دعا الله للنظر في عاقبة الأمم المكذبة لسبب وهو

دعا الله للنظر في عاقبة الأمم المكذبة لسبب وهو ، حيث مرَّ على هذه الحياة الكثير من الأقوام عبر التاريخ، ومنها من عاش بأمن وأمان بفضل العمل الصالح وابتغاء مرضاة رب العالمين والعمل والامتثال لأوامره جلّ وعلا، ومنها من عاش بنوائب وكوارث وأخذه الله أخذ عزيز مقتدر بسبب كفرهم وارتكابهم للمعاصي، وفي هذا المثال سنبيّن لكم لماذا دعا الله للنظر في عاقبة الأمم المكذبة.

دعا الله للنظر في عاقبة الأمم المكذبة لسبب وهو

لقد دعا الله سبحانه وتعالى للنظر في عاقبة الأمم المكذبة من أجل أخذ العبرة من العذاب الذي أصابهم نتيجة استهزائهم برُسُل رب العالمين، وذلك من خلال القراءة والتمعن في تاريخ الأمم السابقة والتفكر في ذلك، والابتعاد عن كل ما يُغضب الله عز وجل، فإن هؤلاء لم يتفكروا حينما كذبوا برُسُل الله ولقائه في خلق الله إياهم، وأنه خلقهم ولم يكونوا شيئا، فما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا لإقامة العدل والثواب والعقاب، والدلالة على توحيده وقدرته، وأجل مسمى تنتهي إليه وهو يوم القيامة؟ كان كثيرا من الناس بلقاء ربهم لجاحدون منكرون، جهلًا منهم بأن معادهم إلى الله بعد فنائهم، وغفلة منهم عن الآخرة. [1]

شاهد أيضًا: كيف نجى الله موسى من فرعون

عاقبة الأمم المكذبة في القرآن الكريم

ورد في كتاب الله تعالى القرآن الكريم العديد من القصص والعبر عن الأمم السابقة التي عصت ربها وكذبت برُسله، ومن ذلك قوله تعالى: “وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا”[2]، فهؤلاء لا يعتبرون بمن هلك من الأمم قبلهم لتكذيبهم أنبياءهم، وقد أهلك الله العزيز الجبار من قبلهم من بعد نوح إلى زمانهم قرونًا كثيرة كانوا من جحود آيات الله والكفر به وتكذيب رسله على مثل الذي هم عليه، ولسوا بأكرم على الله تعالى منهم لأنه لا مناسبة بين أحد وبين الله جل ثناؤه، فيعذب قومًا بما لا يعذب به آخرين أو يعفو عن ذنوب ناس فيعاقب عليها آخرين. [3]

شاهد أيضًا: كم عدد آيات سورة التغابن

أسباب هلاك الأمم

بعد معرفة لماذا دعا الله للنظر في عاقبة الأمم المكذبة، لا بُدَّ من معرفة أسباب هلاك الأمم ، وذلك من خلال ما يأتي: [4]

• الكفر بالملك الوهاب: وكذلك تكذيب الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام، فقد أهلك الله عز وجل الأمم السابقة، مثل: قوم نوح، وعاد، وثمود، وقوم لوط، وأصحاب مدين، بسبب كفرهم بالله عز وجل، وتكذيبهم لرسله.
• كثرة الفساد وكثرة الخبث: وهي من أسباب هلاك الأمم، حيث قال الله تعالى: “وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا”[5].
• الكفر بنعم الله تعالى: وهي من الأسباب الواضحة والجليّة في هلاك الأمم، لأنها لا تشكر الله على نعمه التي لا تُعدُّ ولا تحصى، وزيادةً على ذلك الجحود بها.
• ظهور النقص والتطفيف في الكيل والميزان: وهي من أشد أسباب هلاك الأمم، حيث هناك منعٌ لحق عباد الله عز وجل، ونقض للعهود، والإعراض عن أحكامه تعالى.
• الشح: وهو شدة حب المال، وهو من أسباب هلاك الأمم، لأنه يتم جمع المال من الوجوه المباحة وغير المباحة، ومنع الحقوق الواجبة.
• كثرة التعامل بالربا وانتشار الزنا: وهي من أفظع أسباب هلاك الأمم، فإن هذا مما يخرب البلاد، ويهلك العباد، ويوجب سخط الله عز وجل.

وفي نهاية هذا المقال نكون قد بيّنا لكم أنه دعا الله للنظر في عاقبة الأمم المكذبة لسبب وهو أخذ العبرة من العذاب الذي أصابهم نتيجة استهزائهم برُسُل رب العالمين، وهناك العديد من الأسباب لهلاك الأمم.