كيف نجى الله موسى من فرعون

كيف نجى الله موسى من فرعون ؟ هو أحد الأسئلة المهمّة التي يسأل عنها المسلمون، وموسى عليه السلام من الأنبياء الذين أرسلهم الله تعالى إلى الأمم السابقة لإرشادهم إلى طريق الحقّ والصواب، ولإبعادهم عن طريق الشرّ والباطل والشرك بالله، لإيصالهم إلى طريق التوحيد والإيمان، ولكن واجه كل نبيّ منهم من كفر بالله وطغى وتكبّر ومنهم نبيّ الله موسى عليه السّلام الذي واجه طغيان فرعون، وسنتعرّف على قصة نجاة موسى وقومه من بطش فرعون وجنوده.

كيف نجى الله موسى من فرعون

جاء الوقت المناسب لخروج موسى عليه السلام وبني إسرائيل من مصر، فرين بدينهم من بطش فرعون وجنوده بهم، وقدد أوحى الله تعالى لنبيه أن يخرج مع بني إسرائيل في الليل، ووصل الخبر إلى فرعون وأعوانه،  فجمع أعوانه وخرجوا في إثر موسى وقومه الذي كانوا هاربين منهم إلى البحر الأحمر، وبدأ خوف قوم موسى فالبحر من أمامهم إذا عبروه سيغرقون وفرعون وجنوده وراءهم سيبطشون بهم إذا عادوا أدراجهم، ولكنّ نبيّ الله يعرف أنّه تعالى معه سيهديه إلى الطريق الصحيح، ووصل موسى وقومه للبحر فأمر الله تعالى نبيه أن يضرب البحر بعصاه فإذا بالبحر ينشق بقدرة الله تعالى، ليظهر في وسطه طريق ليسير فيها موسى وقومه، لتكون هذه معجزة من معجزات النبيّ موسى عليه السلام كانت السبب في نجاته وقومه، فعندما مرّ موسى عليه السلام ومن معه من البحر وخرجوا منه، وعندما دخل فرعون وجنده إلى البحر بالكامل أمرّ الله تعالى البحر فانطبق عليهم وعاد إلى حاله الأصلية، فبذلك نجى الله تعالى موسى عليه السلام وبني إسرائيل من فرعون وجنده وأغرقهم جميعًا.[1]

شاهد أيضًا: ما هي دعوات موسى السبع

غرق فرعون ونجاة موسى عليه السلام

ومع بداية الغرق يقول فرعون كما جاء في القرآن الكريم: “آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ”[2]، ولكنّ توبته وإيمانه لم تنفعه في شيء، وكان تفسير العلماء لعد قبول توبة فرعون أنّه آمن بعد أن نزل به العذاب وهو لا وقت لا تقبل فيه توبة، ومنهم من قال أنّ فرعون قال ذلك ليس من باب الإيمان والتوبة بل ن بابا دفع العذاب عن نفسه، وقد ذكر الله تعالى ااقصة في القرآن الكريم وكيف أنّ فرعون نجا بجسده، حتّى يجعله الله تعالى آية للبشر وعبرة لهم، وقد قال تعالى في ذلك: “جَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ * آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ”[3]، واله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: ماذا طلب موسى من ربه

دورس وعبر من نجاة موسى عليه السلام

إنّ نجاة نبي الله موسى عليه السلام، وقومه وغرق فرعون وجنوده في هذا اليوم هو حافل بالعبر والدروس، أولها شكر الله تعالى على نعمه، وأهمية فرح المسلمين بنصر الله تعالى لهم، وأنّ النصر والعاقبة الحسنة للمؤمنين بعد الابتلاء والتمحيص وإن طال زمن الظلم والقهر، وقد كان هذا اليوم من الأيام التي حرص محمد صلى الله عليه وسلم على صيامها، واستجاب له الصحابة الكرام، فصاموا في هذا اليوم، يوم عاشوراء.[1]

وهكذا نكون قد بيّنا كيف نجى الله موسى من فرعون، وتحدثنا عن قصة غرق فرعون وتوبته عند لحظة رؤية العذاب وقد فات الأوان، واخيرًا تحدثنا عن الدروس والعبر المستفادة من قصة غرق فرعون ونجاة موسى كليم الله.