دور الاصحاب في اختيار السلوك الشخصي

دور الاصحاب في اختيار السلوك الشخصي

دور الأصحاب في اختيار السلوك الشخصي هو دور مهم وفعّال، وفي هذا المقال سنسلط الضوء على هذا الدور ونبيّن هل للأصحاب أثر سلبي على أصدقائهم أم أنّ الصحبة لا تأتي إلّا بكلّ خير، فالإنسان بطبعه اجتماعي ولا يستطيع العيش بمفرده دون وجود شخص قريب منه في العمر والاهتمامات يتحدّث معه ويُشاركه أحزانه وآلامه، وسنبيّن في هذا المقال فوائد الصحبة الصالحة وأثرها على الإنسان.

تعريف الشخصية والسلوك

إنّ الشخصية في علم التربية هي: “نظام متكامل من مجموعة الخصائص البدنية والوجدانية والنزوعية والإدراكية التي تُعيِّن هوية الفرد وتُمَيزه عن غيره من الأفراد تمييزًا بيِّنًا، وكما تبدو للناس أثناء التعامل اليومي الذي تقتضيه الحياة الاجتماعية”، وتُعرّف أيضًا بأنّها: “تكامل الصفات الجسدية والخُلقية المميزة لفرد ما بما في ذلك بناؤه الجسدي وسلوكه، واهتمامه ومواقفه وقدراته وكفاءاته، فهي كلية الشخص كما يراها الآخرون”، فالشخصية إذن هي مجموعة الصفات والخصائص التي تكون موروثة لدى الإنسان أو أنّه قد اكتسبها بنفسه.[1]

أمّا السلوك فهو: “أي فعل يستجيب به الكائن الحي برمّته لموقف ما استجابة واضحة للعيان، وتكون عضلية أو عقلية أو كلاهما معًا، وتترتب هذه الاستجابة على تجربة سابقة، وقد يكون السلوك فطريًا أو مكتسبًا”، فالسلوك هو جميع تصرفات الإنسان القولية أو الفعلية، ويمكن أن تكون هذه التصرّفات تلقائية أو رد فعل لحدَث معيّن، وبهذا يتبيّن أنّ السلوك هو جزء من الشخصية التي تشمل جميع نواحي الإنسان بما فيها سلوكه.[1]

دور الاصحاب في اختيار السلوك الشخصي

السلوك الشخصي منه ما هو فطري وموروث ومنه ما هو مكتسب، فكون الإنسان يكتسب سلوكيات وطباع من محيطه الخارجي ويتأثر بالناس من حوله ويتغيّر عند مروره بتجارب معيّنة يُظهر أهمية دور الاصحاب في اختيار السلوك الشخصي، فالصحبة هي رابطة حميمية تكون بين اثنين من البشر أو أكثر، يتعاون من خلالها الأصحاب ويفعلون أفعال مشتركة سواءٌ أفعال جيّدة أم لا، ومن سمات الصحبة أنّ الأصدقاء يحرصون على دوامها واستمرارها، وهذه فطرة إنسانية فالتواصل مع الآخرين من جبّلة الكائن الحي وطبيعته.[2]

وقد دلّت التجارب والقصص والأمثال والحكايا الشعبية على مدى تأثير الصاحب على الإنسان، ومن هذه الأمثال: “الصاحب ساحب”، أي يسحبك إلى حيث هو، وهذا ينطبق على الخير والشر، كما حثّت النصوص الشرعية على الإحسان في اختيار الصديق، وبيّنت خطورة صديق السوء، وفيما يأتي بيان لدور الاصحاب في اختيار السلوك الشخصي على الصعيدين الإيجابي والسلبي:

دور الاصحاب في اختيار السلوك الشخصي الإيجابي

إنّ الصديق الجيّد له دور إيجابي وفعّال على صاحبه، ولا يعني هذا كثرة النصائح والمواعظ فالإنسان بطبعه يسأم من التوجيهات النظرية ولا يرغب في تطبيقها، ولكنّ الصاحب يؤثّر بصاحبه عن طريق صفاته وتصرفّاته الشخصية، فالكثير من الطلّاب يتحسّن مستواهم الدراسة عندما يصبح لديهم أصدقاء جديّون في الدراسة، والصاحب الجيّد الخلوق يلفت نظر صاحبه للأخلاق الحسنة ويحثّه على التخلّق بها دون أن يشعر، ومن هذه الأخلاق الصدق في الحديث والأدب مع الناس، وكذلك الأمر بالنسبة للصاحب الملزم دينيًا ذو الطبع اللّين والتعامل اللطيف، وهذا ينطبق على جميع صفات الإنسان وطباعه الحسنة التي قد ينقلها لغيره أو يكتسبها من الآخرين.

دور الاصحاب في اختيار السلوك الشخصي السلبي

كما هو الحال في التأثير الإيجابي للاصحاب فإنّ لهم أيضًا تأثيرًا سلبيًا خطيرًا، حتّى أنّ الأثر السلبي للصحبة قد يكون أظهر وأوضح في الكثير من التجارب، وذلك لأنّ رفيق السوء لا يكتفي بفعل الأشياء السيئة وإنّما يحسّنها في نظر صاحبه ويحثّه عليها حتّى يتشاركان فيها ولا يشعر بأفضلية صاحبه عليه، وهنا ينبغي الحذر والانتباه، خصوصًا وأنّ هذا التأثير يكون تأثي تدريجي فالكثير من الأشخاص قد أدمنوا المخدرات وشرب الكحول نتيجة لتأثرّهم بأصحابهم، والكثير أيضًا كانوا متفوّقين بدراستهم ولكنّهم تراجعوا وتدنّت مستوياتهم بسبب أصدقاء السوء، كما أنّ الصديق قد ينقل لصاحبه عادات سيئة وسلبية دون أن يدري ككثرة التذمّر والكسل والعشوائية وغير ذلكن وبهذا يتبيّن أهمية دور الاصحاب في اختيار السلوك الشخصي.

فوائد الصحبة الصالحة

إنّ للصاحب الجيّد والصديق الطيّب أثرٌ عظيم على الإنسان، وكم من قصة ذكرت فضل الصديق الصالح وبيّنت تغيّر أحوال البعض من مهاوي السوء إلى الهداية والالتزام والأخلاق الفاضلة، وفيما يأتي ذكر لبعض من فوائد الصحبة والصداقة الصالحة:[2]

  • الصديق الصالح يسعى لهداية صديقه إلى الحق ويدلّه على طريق الخير.
  • الصديق الصالح يعمل على تقويم اعوجاج صديقه وتغيير سلوكه السيء وطباعه السلبية.
  • الصديق الصالح يُحذّر صديقه من الترّدي السلوكي وخطوات الفشل، ويُرشده إلى محاسن الأخلاق وأفضل السلوكيات.

وبهذا نكون قد عرّفنا الشخصية وبيّنا معنى السلوك، ووضّحنا ما هي العلاقة بينهما وأنّ السلوك جزء من الشخصية، وشرحنا دور الاصحاب في اختيار السلوك الشخصي، وأشرنا إلى الدور المهم والرئيس للأصدقاء في تغيير طباع أصدقائهم وتصرّفاتهم وردّات أفعالهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *