سبب النوم الافريقي

سبب النوم الافريقي

سبب النوم الافريقي وأهم الأعراض المتعلقة به، يعتبر مرض النوم الافريقي من الاضطرابات المعروفة نوعًا ما، وقد زادت شهرة هذا المرض في عام 2015 نظرًا للإصابات الكبيرة التي تم تسجيلها في جنوب الصحراء الإفريقية، ويمكن القول بأن مرض النوم الإفريقي من الاضطرابات الخطيرة التي قد تودي بحياة المريض في حال الإهمال وعدم تلقّي العلاج المناسب.

ما هو النوم الافريقي

إن مرض النوم الافريقي من الاضطرابات الشائعة في القارة الإفريقية التي يمكن اعتبارها الموطن الأساسي للمرض، وقد تم تصنيف النوم الافريقي ضمن الأمراض الطفيلية بعد اكتشاف العامل المسبب له الذي ينتقل من شخص لآخر عن طريق لدغة ذبابة تسي تسي التي تستوطن منطقة جنوب الصحراء الإفريقية، وتتواجد بشكل خاص في الأماكن الظليلة على ضفاف الأنهار والمستنقعات، ومن الجدير بالذكر بأن هذه الذبابة ليست المسبب الرئيسي للمرض إنما هي ناقل للطفيلي المسؤول عن ظهور الأعراض الخطيرة المتعلقة بالمرض، وسيتم التطرق في الفقرة القادمة عن سبب النوم الافريقي.

سبب النوم الافريقي

إن سبب النوم الافريقي هو نوع من الطفيليات التي يتواجد بشكل رئيسي في القارة الإفريقية وينتقل عن طريق لدغة ذبابة تسي تسي إلى الأشخاص الأصليين في القارة أو إلى السيّاح والمغامرين الذين يقصدون أراضي جنوب الصحراء الإفريقية بهدف المتعة، وهذه الطفيليات هي:[1]

  • المثقبية البروسية الروديسية: يمكن القول بأن المثقبية البروسية الروديسية هي الطفيلي الأشيع المسبب لمرض النوم الافريقي حيث تعد المسؤولة عن الإصابة المزمنة في 97% من الحالات، ويتصف هذا النوع من المثقبيات بالخطورة حيث تم تسجيل العديد من حالات إصابة الجهاز العصبي المركزي للمريض المصاب بالمثقبية البروسية الروديسية.
  • المثقبية الأمريكية: تتواجد المثقبية الأمريكية بشكل خاص في أمريكا اللاتينية وتشتهر بكونها الطفيلي المسبب لداء شاغاز الذي يتظاهر بطيف واسع من الأعراض التي قد تصبح شديدة لتودي بحياة المريض في بعض الحالات.
  • المثقبية الحيوانية: تختص المثقبية الحيوانية بإصابة الحيوانات بمرض النوم الإفريقي حيث تنتقل من الحيوان المصاب إلى الحيوان السليم عن طريق ذبابة تسي تسي التي تحمل الدم المحمّل بالمثقبية الحيوانية.

شاهد أيضًا: ما هو الطفيل المسبب لمرض النوم الافريقي

مراحل مرض النوم الافريقي

تتم ملاحظة مرض النوم الافريقي خلال مرحلتين أساسيتين، وهما:

  • المرحلة الأولى: ينحصر وجود العامل الممرض (طفيلي المثقبية البروسية الروديسية) في هذه المرحلة على الدم والعقد اللمفاوية إذ تُصنف بأنها المرحلة الحادة للمرض، ويمكن الشفاء من هذه الحالة بشكل كامل عند تلقي العلاج المناسب.
  • المرحلة الثانية: تُسمى هذه المرحلة بالمرحلة المزمنة إذ تعد أكثر خطورة من سابقتها نظرًا لوصول العوامل الممرضة إلى الجهاز العصبي المركزي ثم بدء تدهور الحالة العامة للمريض، ويمكن القول بأن مثقبة جامبنسي هي المسبب الرئيسي لهذا النوع.

أعراض مرض النوم الافريقي

بعد الحديث عن سبب النوم الافريقي سيتم التطرق إلى أهم الأعراض المرافقة له إذ تختلف أعراض مرض النوم الإفريقي باختلاف مرحلة المرض التي تم تشخيصها لدى المريض، وبناءً على ذلك يتم تمييز ما يلي:[2]

أعراض المرحلة الأولى

تتظاهر المرحلة الأولى من مرض النوم الإفريقي بالأعراض التالية:

  • إصابات جلدية ناتجة عن لدغ الحشرات للجلد مما يتسبب في ظهور تقرحات بسيطة سطحية وغير مؤلمة.
  • تضخم العقد اللمفاوية المجاورة لمكان اللدغة نظرًا لإمكاني انتقال الطفيليات المسببة لمرض إلى العقد اللمفاوية المجاورة لها.
  • الحمى وارتفاع في درجة حرارة الجسم بطريقة غير مفسرة على الإطلاق.
  • سوء الحالة العامة للمريض الذي يشعر بالتعب والإرهاق، فيكون غير قادر على القيام بالنشاطات اليومية المعتادة.
  • اضطراب الاستقرار القلبي الوعائي حيث تزداد سرعة وقوة ضربات قلب المريض.
  • آلام معممة في جميع مفاصل الجسم، فيشعر المريض بأنه غير قادر على الحركة أو القيام بالأعمال البدنية.
  • ضخامة في الأحشاء البطنية الداخلية كالكبد والطحال، ومن الجدير بالذكر بأن هذه الضخامة تكون غير مؤلمة، بل تتظاهر فقط بزيادة في حجم البطن على حساب العضوين السابقين.

أعراض المرحلة الثانية

تتميز المرحلة الثانية بظهور الأعراض المتعلقة بالجهاز العصبي المركزي، ومن أهمها:

  • آلام الرأس التي قد تكون شديدة لدرجة غير محمولة.
  • تقلبات مزاجية غير واضحة ومفاجئة لدى المريض ما ينتج عنه تصرفات غير مفهومة على الإطلاق.
  • تدهور الحالة النفسية للمريض الذي يشعر بالحزن والإحباط، وقد تم ملاحظة الاكتئاب لدى عدد كبير من مرضى المرحلة الثانية.
  • خمول المريض الذي لا يستطيع الاستيقاظ خلال النهار أو النوم خلال الليل، ومن هنا جاءت تسمية المرض السابق بداء النوم الإفريقي.
  • فقدان الشهية للطعام، فقد ينسى المريض أن يتناول الوجبات الرئيسية، أو يتناول كمية قليلة جدًا من الطعام خلال اليوم مما يتسبب بفقدان الوزن بشكل واضح وبسرعة ملفتة.
  • زيادة الشحنات الكهربائية في المخ وخاصةً عند الأطفال، وقد تم تشخيص العديد من حالات الصرع الناتجة عن الإصابة بمرض النوم الإفريقي.

شاهد أيضًا: اعراض الحمى النزفية في العراق

تشخيص مرض النوم الافريقي

يعتمد تشخيص مرض النوم الإفريقي على مجموعة من الخطوات والفحوصات، ومن أهمها:

  • القصة المرضية: تلعب القصة المرضية دور مهم جدًا في تشخيص مرض النوم الإفريقي حيث يزداد احتمال الإصابة بشكل كبير في حال السكن في المناطق الموبوءة بالطفيليات المسببة للمرض أو عند السفر إلى هذه المناطق دون اتخاذ التدابير العلاجية المناسبة.
  • الفحص السريري: يكشف الفحص السريري وجود الآفات الجلدية المميزة للمرض بالإضافة إلى ضخامة بعض الأعضاء الموجودة في جوف البطن (الكبد والطحال).
  • الفحص الدموي: يعتبر الفحص الدموي هو الاختبار الحاسم في تشخيص مرض النوم الإفريقي أو نفيه حيث تظهر الطفيليات المسببة للداء في دم المريض، ويترافق ذلك مع وجود حالة من فقر الدم ونقص بروتين الألبومين الموجود فيه.
  • فحص السائل الدماغي الشوكي: تتواجد الطفيليات المسؤولة عن المرض في السائل الدماغي الشوكي للمريض في المراحل المتقدمة من المرض التي تترافق مع اضطرابات عصبية واضحة.
  • التصوير بالأشعة المقطعية: يساعد التصوير الطبقي المحوري على كشف غالبية الأعراض المرافقة للمرض كخضامة الكبد والطحال والإصابات العصبية المختلفة.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: يعطي المرنان معلومات مشابهة تقريبًا للتصوير بالأشعة المقطعية إلا أنه قد يكون أكثر دقة في كشف الإصابات العصبية.
  • قياس كهربائية الدماغ: تترافق بعض حالات مرض النوم الإفريقي مع حالات من اضطراب كهربائية الدماغ، ويمكن القول بأن احتمال تطور الصرع أكبر الأطفال مقارنةً بالبالغين.

علاج مرض النوم الافريقي

يختلف التدبير العلاجي المُتّبع في علاج مرض النوم الإفريقي باختلاف مرحلة المرض كما يلي:

  • علاج المرحلة الأولى: پنتاميدين (Pentamidine) وسورامين (Suramin).
  • علاج المرحلة الثانية: ميلارسوبرو Melarsopro)) وافلورنيثين (Eflornithine) ونيفروتوموكس Nifurtimox)).

الوقاية من مرض النوم الافريقي

يوجد العديد من التدابير والنصائح التي تفيد في الوقاية من مرض النوم الإفريقي، وتقلل احتمال الإصابة به إلى الحد الأدنى، ومن أهم هذه النصائح:[3]

  • تجنب السفر إلى الأماكن الموبوءة بهذا المرض مثل جنوب صحراء إفريقيا.
  • ارتداء الملابس المناسبة التي تغطي كامل الجسم بالإضافة إلى دهن الجسم بنوع من المراهم التي تساعد على طرد الحشرات.
  • استعمال مبيد الحشرات لطرد ذباب تسي تسي المسؤول عن نقل المرض من الشخص المصاب إلى الشخص السليم.
  • فحص عينات الدم بشكل جيد قبل نقلها إلى الأشخاص المحتاجين لها.
  • قيام المستوطنين في الأماكن الموبوءة بإجراء الفحوص الدورية لنفي الإصابة.

وهنا ينتهي المقال حيث تم الحديث عن سبب النوم الافريقي، كما تم التطرق إلى مراحل المرض والأعراض المرافقة له وطرق التشخيص الخاصة به، وأخيرًا تم ذكر طرق العلاج المناسبة ومجموعة من النصائح المفيدة للوقاية من الإصابة بمرض النوم الإفريقي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *