سبب نزول سورة ال عمران

سبب نزول سورة ال عمران

ما سبب نزول سورة ال عمران ؟، هو أحد الأمور المهمّة فأسباب النزول هي الوقائع التي وقعت في حياة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ونزلت سور وآيات القرآن الكريم تتحدث عنها، وتبيّن أحكامها، وقد يكون هذا البيان عند وقوع الحادثة أو بعدها أو قبلها، ويعدّ العلم بأسباب النزول من أصول التفسير المهمة، وركائزه المتينة، التي لا بدّ من معرفتها قبل الخوض في تفسير الآيات.

سورة آل عمران

قبل أن نعرف سبب نزول سورة ال عمران، سنعرف سورة آل عمران وهي من السور المدنيّة الطويلة حيث يبلغ عدد آياتها مئتي آية، وتقع في الحزب السادس والسابع والثامن من الجزء الرابع، وقد نزلت بعد سورة الأنفال، وترتيبها في المصحف الشريف هو الثالث، وكغيرها من سور القرآن الكريم المدنيّة كان التركيز في معانيها على أمرين وهما عقيدة وأركانها وإقامة البراهين القاطعة الدالّة على وحدانية الله، والأمر الثاني التشريع خاصّةً فيما يتعلّق بالجهاد والغزو في سبيل الله، سُمِّيت سورة آل عمران بهذا الاسم؛ لأنّ الله تعالى ذكر فيها عمران وأهله، وهذه التسمية توقيفية أي أنّ الرسول الكريم -عليه الصلاة والسّلام- أشار على صحابته بتسميتها، وهي من السور القرآنية التي كانت تُسمّى بالنظر إلى ما ورد في السّورة من قصص ومن أحداث، وعمران هو والد مريم أمّ عيسى عليه السلام، ومن أسماء سورة آل عمران الزهراء، إذا ثبت في الصحيح أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ”[1]، كما سُميت بتاج القرآن.[2]

سبب نزول سورة ال عمران

جاء في سبب نزول سورة ال عمران، أنّ جاء وفد من قبيلة نجران وذلك في السنة الثانية من الهجرة النبويّة، كغيرهم على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في عام الوفود بعد فتح مكة وغزوة تبوك وقد جادلوا الرسول حول ما جاء في القرآن الكريم بشأن عيسى وأمه -عليهما السلام- وأنه عبد الله ورسوله، فنزل قوله تعالى: “قُلْ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ”[3]، وقال نفرٌ من أهل العلم أنّ سورة آل عمران قد نزلت بعد سورة الأنفال، وذلك في شوال من السنة الثالثة للهجرة بعد غزوة أحد، وكان الاتفاق بين المفسرين أن قوله تعالى في سورة آل عمران: “غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ…”[4] وقوله أيضاً: “وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ…”[5] نزلت في غزوة أحد، وأول سورة آل عمران نزلت في وفد نجران.[6]

فضل سورة آل عمران

بعد معرفة سبب نزول سورة ال عمران، سنتحدث عن فضل سورة آل عمران ومما جاء في ذلك قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما”[1]، وقال الإمام النووّي رحمه الله: “سميَتا بذلك؛ لنورهما، وهدايتهما، وعظيم أمرهما، غَيايَتانِ” مفرد غياية؛ أي كلّ ما يُظِلّ، ويحجز حرّ الشمس، ولفظ “فِرْقانِ”؛ أي قطعتان، ويُقصَد بذلك: أنّ ثواب سورتَي البقرة وآل عمران يُظِلّ العبد يوم القيامة، وقد كان الصحابة الكرام رضوان الله عليهم يعظمون سورة آل عمران كما روى أنس بن مالك رضي الله عنه: “كان رجُلٌ يكتُبُ بين يدَيْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قد قرَأَ البقرةَ وآلَ عِمرانَ، وكان الرجُلُ إذا قرَأَ البقرةَ وآلَ عِمرانَ يُعَدُّ فينا عظيمًا”[7]، والله تعالى أعلم.[2]

أهمّ موضوعات سورةآل عمران

بعد معرفة سبب نزول سورة آل عمران، سنتحدّث عن أهم الموضوعات التي تحدّثت عنها السورةُ الكريمة، وقد ركزت السورةُ على ركنين أساسيتين وأولها العقيدة وقد ذكرت الأدلة والبراهين على وحدانيّة الله عزّ وجل، وثانيها التشريع والحديث عن الغزوات والجهاد والقتال في سبيل الله، والموضوعات التي ذكرت في السورة الكريمة:[2]

  • تقرير توحيد الربوبيّة والألوهية وتوحيد الصفات والأسماء، إضافة إلى بيان أن مصدر الديانات كلّه واحد، وهي من عند الله عزّ وجلّ.
  • بينت أنواع الناس بالنظر إلى مواقفهم وتعاملهم مع المتشابه والمحكم من آيات القرآن الكريم.
  • أشارت السورة الكريمة إلى أحداث غزوة بدر الكبرى، وأحداث وتفاصيل غزوة أحد.
  • بينت السورة الكريمة ما أعدّه الله من جنات النعيم والحديث عن أهمية الدين الإسلاميّ.
  • بينت مظاهر محبّة الله تعالى، وما يترتب على ذلك من ثمرات.
  • تحدثت عن الأنبياء عليهم السّلام، وذكر عظيم منزلتهم.
  • ذكرت السورة مجموعة من الآداب التربويّة، كالتقوى، والتمسُّك بدِين الله، والحَثّ على الأمر بالمعروف، والنهي عن المُنكر.

وهكذا نكون قد ذكرنا سبب نزول سورة ال عمران، كما عرفنا بسورة آل عمران، وتحدثنا عن فضل السورة الكريمة، وأخيرًا ذكرنا أهم الموضوعات التي جاء ذكرها في سورة آل عمران.

المراجع

  1. ^ صحيح مسلم , أبو أمامة الباهلي،مسلم،804،حديث صحيح
  2. ^ dorar.net , أسماءُ السُّورة , 03-03-2021
  3. ^ سورة آل عمران , الآية 84
  4. ^ سورة آل عمران , الآية 121
  5. ^ سورة آل عمران , الآية 144
  6. ^ al-maktaba.org , التحرير والتنوير , 03-03-2021
  7. ^ تخريج المسند , أنس بن مالك،شعيب الأرناؤوط،12216،حديث صحيح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *