سنة السخونة في الجزيرة العربية

سنة السخونة في الجزيرة العربية

سنة السخونة في الجزيرة العربية ، حيث تعد هذه السنة من السنوات الصعبة والأليمة التي مرت على الجزيرة العربية بسبب الوباء الذي إنتشر في ذلك الوقت، وفي هذا المقال سنتحدث بالتفصيل عن سنة السخونة في الجزيرة العربية، كما وسنوضح علاقة الأنفلونزا الإسبانية بهذه السنة.

سنة السخونة في الجزيرة العربية

إن سنة السخونة في الجزيرة العربية هي سنة إنتشر فيها مرض ووباء قاتل ومعدي في منطقة الجزيرة العربية، ولقد سميت بإسم سنة السخونة لأن إرتفاع حرارة الجسد وسخونته كانت من أعراض هذا المرض، كما وسميت بإسم سنة الرحمة، وذلك لكثرة الترحم على الموتى وقتها، ولقد إنتشر هذا الوباء في عام 1919 ميلادي والموافق 1337 هجري، ويقال بإن هذه الجائحة قد أبادت قرى ومدن بإكملها، حيث حصد هذا الوباء الفتاك أرواح مئات الألوف من البشر، وإنتشر في كافة أرجاء الجزيرة العربية وفي معظم دول العالم بأسره ولم يسلم منه إلا القليل من الناس، وإستمر هذا الوباء في منطقة الجزيرة العربية ما يقارب الثلاثة أشهر، وكانت هذه الأشهر الثلاثة صعبة جداً، ثلاثة أشهر فقط كانت كافية لقتل الكثير والقضاء على عائلات وقرى بأكملها، لدرجة أنه قيل لكثرة الموتى تكسرت النعوش وتم إستخدام الأبواب الخشبية كبديل لنقل المتوفين، وتم مكافحة المرض في ذلك الوقت من خلال عزل المرضى في بيوت وأماكن في أطراف البلدة أو القرية أو خارج أسوارها حتى لا يختلطوا بالآخرين، كما وكانوا يستخدمون الأعشاب والتركيبات الدوائية للتخفيف من أعرض المرض.[1]

علاقة الأنفلونزا الإسبانية بسنة السخونة

إن الأنفلونزا الإسبانية هي وباء إنفلونزا مميت وقاتل بشكل غير عادي سببه فيروس الأنفلونزا H1N1، ولقد إستمرت عدوى هذا الوباء الفتاك من فبراير 1918 إلى أبريل 1920 ميلادي، حيث أصابت 500 مليون شخص أي حوالي ثلث سكان العالم في ذلك الوقت، ويقدر عدد الموتى بسبب هذا المرض ما بين 20 مليون إلى 50 مليون، ولكن بعض الدراسات تؤكد أن أعداد الموتى بسبب الأنفلونزا الإسبانية تتراوح من 17 مليون إلى 100 مليون شخص، مما يجعله واحد من أكثر الأوبئة فتكاً في تاريخ البشرية، ومن خلال الكثير من المراجع التاريخية التي تتحدث عن سنة السخونة في الجزيرة العربية ووباء الأنفلونزا الإسبانية الذي أصاب العالم فقد أكد المختصون أن وباء سنة الرحمة أو سنة السخونة هو نفسه وباء الأنفلونزا الإسبانية.[2]

شاهد ايضاً: كيف نواجه الاوبئة

ما كتبه المؤرخون عن سنة السخونة

في ما يلي توضيح لأهم ما كتبه المؤرخون عن سنة السخونة:[3]

  • المؤرخ إبراهيم بن عبيد:

” سنة الرحمة في نجد وقع فيها الطاعون والعياذ بالله، وهلك بسببه في قلب الجزيرة العربية ألوف من الأنفس البشرية، وكان عظيمًا، وفشا المرض في الناس وقلّ مَن يسلم منه، وهذا المرض عبارة عن جراثيم قتالة لا تدركها العيون المجردة. ولقد وقع هذا الوباء في بداية هذه السنة عام 1337هـ، وكان عامًّا في نجد والأحساء والخليج والعراق، واستمر ثلاثة أشهر والعياذ بالله، وبسببه هجرت مساجد وخلت بيوت من السكان وهملت المواشي في البراري؛ فلا تجد لها راعيًا وساقيًا، فكان يُصَلَّى في اليوم على 100 جنازة بسبب هذا المرض، ولقد تكسَّرت النعوش، وجعلوا عنها عوضًا الأبواب لحمل الموتى؛ فكان المحسن في ذلك الزمن مَن همّه حفر القبور والنقل إليها، ولقد توفِّي في هذا الوباء الأمير تركي بن عبدالعزيز آل سعود “

  • المؤرخ محمد العلي العبيد:

” في أول هذه السنة من شهر محرم، ابتدأ الوباء بنجد، فدام ما يقرب من أربعين يومًا، وحصل فيه موت كثير بالنساء والأطفال والرجال، وكانت هذه السنة تُسمى (سنة الرحمة)، وفيها توفي تركي ابن الإمام عبدالعزيز، وتوفي من الأعيان غيره كثير من كل بلد “

  • المؤرخ إبراهيم بن عيسى:

” نجد فيها حصل وباء عظيم، وعمّ جميع البلدان، وهلك فيه أمم لا يحصيهم إلا الله تعالى. وقع عندنا في بلدان الوشم، وسدير، وجميع بلدان نجد “

  • المؤرخ إبراهيم بن محمد القاضي:

” أوقع الله بالجزيرة العربية كلها البادية والحاضرة مرض وانتقصت الجزيرة بنفوس عديدة.. مبتدأه من جنوب من جهة الأحساء وأشمل إلى عنزة والأسلم “

شاهد ايضاً: ما اوجه الشبه بين كل من المرض والوباء والجائحه

وفي ختام هذا المقال نكون قد وضحنا نبذة تفصيلية عن سنة السخونة في الجزيرة العربية، كما ووضحنا العلاقة بين وباء الأنفلونزا الإسبانية وبين سنة الرحمة أو السخونة، بالإضافة إلى ذكر ما كتبه بعض المؤرخون عن سنة السخونة.

المراجع

  1. ^ al-jazirah.com , سنة الرحمة , 28/4/2021
  2. ^ history.com , Spanish Flu , 28/4/2021
  3. ^ qposts.com , The Year of Mercy , 28/4/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *