سورة الاعراف ايه 54 تفسيرها بالتفصيل

سورة الأعراف ايه 54

سورة الاعراف ايه 54 هي من الآيات التي تحدّثت عن قدرة الله-تعالى- في خلق السّماوات والأرض، ودلائل قدرته في ذِكرِ آيتي اللّيل والنّهار، وما تحتويها الآيات من نجومٍ وكواكب، كلّها تدلُّ على العظمة، حيث قال-تعالى-: “{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}”[1]

سورة الأعرافُ

سورة الأعراف هي السُّورة السَّابعة في ترتيبها في المُصحف، ومن حيث الطّول فهي الثّالثة بعد سورتي البقرة والنّساء، ويبلغ عدد آياتها مائتان وستة، وهي سورة نوعها مكية، ماعدا ثمان آياتٍ منها مدنيّة، وسُمِيت  بهذا الاسم نسبة لذكر كلمة الأعراف فيها، والأعراف هو المكان الحاجز بين الجنّة والنّار، ويكون فيها الذين تساوت حسناتهم بسيّئاتهم، فينتظرون رحمة الله-تعالى- أن تشملهم.

والمانع من وصول أهل النّار إلى الجنّة، وقد ذكر الله-تعالى- تعريف الأعراف بالحجاب، حيث قال: {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ}[2] ، وللسّورة اسمٌ آخر وهو الميثاق؛ لأنّها تحدّثت عن الميثاق في قوله تعالى:{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا}[3] ، ومن فضلها أنّ الرّسول- صلى الله عليه وسلم– قرأها في ركعتين، حيث روت السّيدة عائشة أمّ المؤمنين قالت: (أن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم قرأ في المغربِ بسورةِ الأعرافِ فَرَّقَها في الركعتينِ)[4]، ومن مقاصد سورة الأعراف أنّها قرّرت مجموعة من المقاصد الكلية، كأصول العقائد وكليات الدين، وخاصة موضوع التّوحيد والشّرك،[5] وسيتناول المقال الحديث عن سورة الاعراف ايه 54 .

سورة الاعراف ايه 54

جاء في تفسير سورة الاعراف ايه 54 مجموعة من الألفاظ والمُفردات، التي تتميّز ببلاغة القرآن الكريم وفصاحته، فقد فسّر  صاحب الجلالين الآيات، ومنها:

  • {إِنَّ رَبَّكُمُ الله الذى خَلَقَ السموات والأرض فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ}: من أيام الدنيا، أيّ في قدرها؛ لأنّه لم يكن ثَمَّ شمس، ولو شاء خلقهن في لمحة، والعدول عنه لتعليم خلقه التّثبت.

  • {ثُمَّ استوى عَلَى العرش}: العرش في اللّغة: سرير المَلِك، استواء يليق به.

  • {يُغْشِى اليل النهار}: أيّ يُغطي كلًّا منهما الآخر.

  • {يَطْلُبُهُ}:يطلب كل منهما الآخر طلبًا.

  • {حَثِيثًا}: سريعًا.

  • {والشمس والقمر والنجوم}:بالنصب عطفًا على (السّموات)، والرَّفعِ مبُتدأ خبره {مُسخّرات}.

  • {مُسخّرات}:مُذلَّلات.

  • {بِأَمْرِهِ}: بقدرته.

  • {أَلاَ لَهُ الخلق}: جميعًا.

  • {والأمر}:كله.

  • {تَبَارَكَ}: تعاظم.

  • {الله رَبُّ}: مالك {العالمين}.

فُسِّرت سورة الاعراف ايه 54 بشكّلٍ مُبسطٍ في تفسير أيسر التّفاسير حيث أخبر الله-تعالى- أنّه خلق كلّ شيءٍ في الوجود في ستّةِ أيّام، حيث أنّ السّماوات والأرض لم يكن فيها شمسٌ أو قمرٌ، فخلق كلّ شيء وما بينهما، ثمّ استوى على العرش استواءً يليق بجلاله، وبدأ-سُبحانه- يُدبّر الأمر فيهما، فاللّيل يتبع النّهار وتغشاه الظُّلمة، ويتبع النّهار اللّيل، فيغشاه الضياء، بشكلٍ مُتتابعًا وسريعًا، فلا يتأخر أحدهما عن الآخر.

وكلّ ما في السّماوات من الشّمس والقمر والنّجوم مذلّلة ومُسخّرة بأمر الله-تعالى-فلله الأمر والمُلُك كلّه فهو ربّ العالمين، وذَكر ابْنُ كَثِيرٍ في تفسير قَوْلِه تعالَى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ}: (نَسْلكُ فِي هَذا المَقَامِ مَذْهَبَ السَّلَفِ الصَّالِحِ وَهُوَ إِمْرَارُهَا كَمَا جَاءَتْ مِنْ غَيْرِ تَكْييفٍ وَلا تَشْبيِهٍ وَلا تَعْطِيلٍ، وَالظَّاهِرُ المُتَبَادِرُ إلَى أَذْهَانِ المُشَبِّهِينَ مَنْفِيٌّ عَنِ اللهِ، فَإِنَّ اللهَ لا يُشْبِهُهُ شَيءٌ و(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ)).[6]

سورة الاعراف ايه 54 جاء تفسيرها في جميع المُفسّرين تُبين عظمة الله-تعالى- في خلق السّماوات والأرض، فتبارك الله أحسن الخالقين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *