صيام عاشوراء متى يكون

صيام عاشوراء متى يكون ؟ سؤال ستتمّ الإجابة عليه في هذا المقال، فالصّوم أحد أهم العبادات وأحبّها إلى الله، وهو ركنٌ من أركان الإسلام الخمسة، وكما أنّ لصيوم الفريضة أجرٌ كبير يوجد لصوم النافلة أيضاً أجرٌ عظيمٌ جدّاً، ولقد جعل الله كلّ الأعمال للعبد إلا الصوم فقد نبسه إليه وهو يجزي به ما شاء، وقد جُعلت العديد من الأيام التي يُستحب فيها من الصّوم كيوم عاشوراء، والذي سيجيب موقع محتويات بشأنه في هذا المقال عن صيام عاشوراء متى يكون، بالإضافة لبيان سبب صومه وحكمه وفضله.

صيام عاشوراء متى يكون

صيام عاشوراء يكون بصيام شهر محرم كله والأخص منه العاشر من محرم والتّاسع والحادي عشر منه، فقد ثبت عن النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- أنّه كان يصوم يوم عاشوراء، ويُرغّب النّاس في صومه، وقد كانت قريش تصومه في الجاهلية وعندما قدم النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- إلى المدينة وجد أنّ اليهود يصومونه فسألهم عنه فقالوا هو يوم نجا فيه موسى -عليه السّلام- وأهلك الله فرعون وقومه، وقد ورد في الحديث الذي رواه الصحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- أنّه قال: “أَفْضَلُ الصِّيامِ، بَعْدَ رَمَضانَ، شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ، وأَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ”.^[1]

حيث بيّن النّبي -صلى الله عليه وسلّم- فضل صيام شهر المحرم، وظاهر الحديث يدل على فضل صوم محرّم كاملاً، وقال بعض العلماء أنّ فيه ترغيب بالإكثارمن الصوم في المحرم لا صومه كلّه، وعاشوراء وهو اليوم العاشر من شهر محرّم، الذي جُعلت له مزية ولصومه فضل فقد اختصّه الله به وحثّ عليه النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- وقد ورد عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أنه قال: “أنَّ أَهْلَ الجَاهِلِيَّةِ كَانُوا يَصُومُونَ يَومَ عَاشُورَاءَ، وَأنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ صَامَهُ، وَالْمُسْلِمُونَ قَبْلَ أَنْ يُفْتَرَضَ رَمَضَانُ، فَلَمَّا افْتُرِضَ رَمَضَانُ، قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ عَاشُورَاءَ يَوْمٌ مِن أَيَّامِ اللهِ، فمَن شَاءَ صَامَهُ وَمَن شَاءَ تَرَكَهُ”.^[2]وقد فضّل النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- في صوم عاشوراء أن تتم مخالفة اليهود فيه فيصام معه يومٌ قبله أو يومٌ قبله ويومٌ بعده، ومن واجب المسلمين التّأسي بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.^[3]

اقرأ أيضًا: افضل ادعية يوم عاشوراء … ادعية يوم عاشوراء مكتوبه

سبب صيام عاشوراء

بعد معرفة صيام عاشوراء متى يكون سيتمّ التّعرف على سبب الصوم في هذا اليوم ، فقد صامه نبيّ الله موسى -عليه السّلام- شكراً لربّ العالمين، وذلك أنّ الله -عزّ وجلّ- أنجاه ومن آمن معه من عدو الله فرعون وجنده وأهلك فرعون ومن معه  في هذا اليوم، وقد صامه اليهود من بعده فعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنه قال: “قَدِمَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَةَ، فَوَجَدَ اليَهُودَ يَصُومُونَ يَومَ عَاشُورَاءَ فَسُئِلُوا عن ذلكَ؟ فَقالوا: هذا اليَوْمُ الذي أَظْهَرَ اللَّهُ فيه مُوسَى، وَبَنِي إسْرَائِيلَ علَى فِرْعَوْنَ، فَنَحْنُ نَصُومُهُ تَعْظِيمًا له، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: نَحْنُ أَوْلَى بمُوسَى مِنكُم فأمَرَ بصَوْمِهِ”.^[4] فقد سنّه رسول الله كصيام لأنّ فيه كانت نجاة أهل الإيمان بالله، وقد ألزم النّبي -صلى الله عليه وسلم- المسلمين بصيامه قبل أن يُفرض صيام رمضان وعندها نُسخ صيامه وبات من السّنة، ولم يصم النّبيّ عاشوراء اقتداءً باليهود، بل كان يصومه قبل أن يأتي إليهم فقد كانت قريش قبل ذلك تصومه، لكنّ من حكمة النّبي في استدراج اليهود واستمالتهم للإسلام فحدث ما حدث.^[5]

اقرأ أيضاً: ادعية يوم عاشوراء كاملة .. دعاء وفضل يوم عاشوراء

حكم صيام عاشوراء

إنّ معرفة صيام عاشوراء متى يكون تدفع للبحث عن حكم صوم هذا اليوم، فمن المعروف أنّ أيّام شهر محرّم من الأيّام التي يستحب صيامها، ويوم عاشوراء من الأشد استحباباً صومه، بسبب ما اختصّ به من ميّزات في التشريعي الإسلامي، ورد عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قوله: “صَامَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَاشُورَاءَ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ تُرِكَ. وكانَ عبدُ اللَّهِ لا يَصُومُهُ إلَّا أنْ يُوَافِقَ صَوْمَهُ”.^[6] وبهذا قال أهل العلم أنّ صوم عاشوراء كان مفروضاً إلى أن فُرض صوم رمضان، واتّفق أهل العلم أنّ صيام عاشوراء سنّة مؤكّدة، بعد أن نسخ حكم فرضه فرض صيام رمضان، فصيامه مستحبٌّ للمسلمين على وجه التّأكيد، والسّنّة أن يصوم المسلم عاشوراء وتاسوعاء، أو عاشوراء ويوم بعده أو أن يصوم الثّلاثة معاً، وبذلك يخالف اليهود في صومهم لعاشوراء فقط، والله ورسوله أعلم.^[7]

اقرأ أيضًا: عاشور هل هلاله مكتوبة .. صور عاشور هل هلاله

مراتب صوم عاشوراء

بعد الحديث عن صيام عاشوراء متى يكون، يجدر بنا الحديث والتّعريف بمراتب صوم عاشوراء، أي اليوم العاشر من شهر محرّم، فقد شجّع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الصّحابة الكرام والمسلمين على صيامه، لما فيه من فضائل وخيرات، وقال رسول الله بأنّه أحقّ من نبيّ الله موسى عليه السّلام بصيام هذا اليوم، شكاً لله تعالى على نعمته بأنّه نجّى المؤمنين، وجعل عقاب الظّالمين والكافرين أليماً، وعندما أمر رسول الله بصيام عاشوراء، قال المسلمون بأنّه يومٌ يعظّمه اليهود، وذلك خشية التّشبّه باليهود، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “صُومُوا يومَ عاشوراءَ، و خالفُوا فيهَ اليهودَ، صومُوا قبلَه يومًا، و بعدَهُ يومًا”.^[8]

فمراتب الصوم في هذه المناسبة أن يصوم المسلم التّاسع من شهر محرّم، والعاشر واليوم الحادي عشر منه، وذلك ليخالف المسلم اليّهود في صيامهم لهذا اليوم، وقد قال أهل العلم أن يجوز للمسلم أن يصوم يوم العاشر فقط وذلك مجزئ، لكنّ الأفضل مخالفة اليهود بذلك، كما يجوز للمسلم أن يصوم اليوم التّاسع والعاشر فقط، أو اليوم العاشر والحادي عشر فقط، كلّه صحيحٌ ومقبولٌ بإذن الله تعالى، ومن الخير والبرّ أن يتّبع المسلم وصيّة رسول الله صلى الله عليه وسلم.^[9]

اقرأ أيضًا: حديث عن فضل صيام يوم عاشوراء

فضل صيام عاشوراء

إنّ صيام يوم عاشوراء فيه الكثير من الخيرات والفضائل الّتي أخبرنا عنها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقد قال في فضله: “وَصِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ”.^[10] فصيام هذا اليوم ليس شكراً لله تعالى على نعمه فقط، بل فيه تكفيرٌ لذنوب عامٍ مضى، وذلك فضلٌ من الله تعالى وكرمٌ عظيم، كما يُكتب لمن صامه حسناتٍ وأجرٍ عظيمٍ وكبير، لكنّ أهل العلم كالنّوويّ وابن تيميّة رحمهما الله تعالى، قالوا بأنّ التّكفير من هذا الصّيام يكون لصغائر الذّنوب فقط، أمّا الكبائر فلا تكفّرها إلّا التّوبة الصّادقة النّصوح، وهذا ما ورد في فضل صيام يوم عاشوراء، والله أعلم.^[11]

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال صيام يوم عاشوراء متى يكون ، حيث بيّنا في هذا المقال الوقت الّذي يصام فيه يوم عاشوراء، والفضل الّذي يناله الصّائم، كذلك تحدّثنا عن مراتب صوم اليوم العاشر وحكم صيام هذا اليوم، مع ذكر السّبب وراء وصيّة الرّسول بصيام هذا اليوم العظيم.