علاج مقاومة الأنسولين

علاج مقاومة الأنسولين ، لطالما كان مرض السكري هو مرض العصر حيث مع تطور الحضارات وتقدمها يبدو أن بعضنا أهمل نظامه الغذائي ف للنظام والعادات الغذائية المتبعة بالإضافة للمناعة دور في الإصابة بمرض السكري. فما هو مرض السكري كيفية علاجه وما هي المقاومة على الأنسولين كل ذلك وأكثر من الإجابات التي سنبحث فيها بالمقال التالي.

داء السكري

يحصل الجسم على السكريات من الغذاء اليومي حيث تحوي البطاطا والأرز على النشويات، بالإضافة للحلويات وغيره من الأطعمة الذي يقوم الجهاز الهضمي بتفكيكه إلى عناصره الأولية وامتصاصها إلى الدوران الدموي. من ثم ترسل كل منها إلى موقعها اللازم لتقوم خلايا الجسم باستخدامها لاستحداث الطاقة اللازمة للقيام بفعاليتها الحيوية، عند الشك بالإصابة بالسكري يطلب الطبيب القيام بتحليل السكري، وتشخص الإصابة بالسكري بالنتائج التالية:

• اختبار سكر الدم العشوائي: يقدر ب 200 ملغ\دل، أو 11،1 مل مول\ل. وهي لا تتعلق بتناول الطعام وتطلب بشكل عشوائي خلال اليوم.
• اختبار السكر الصيامي: 100_126 ملغ\دل، أو 6،9 مل مول\ل. وهو تحليل يطلب بعد صيام طوال الليل، فالسكر الطبيعي يقدر ب أقل من 100 ملغ\ل.
• اختبار تحمل الغلوكوز: بعد قياس مستوى السكر الصيامي في حال الشك بنتائج التحليل، يعطى المريض محلول سكري ويعاين مستوى السكر في الدم بعد ساعة ثم بعد ساعتين وتتأكد الإصابة بالسكري عند قراءة مستوى أعلى من 200 ملغ\ل. في حال مستوى أقل من 200 (199- 140 ملغ\ل) يعرف بعدم تحمل سكر أو مقدمة الإصابة بالسكر.

أنماط السكري

يعرف بوجود نمطين للسكري:

السكري النمط الأول

وهو السكري الوراثي يصاب به المريض بعمر صغير، ويكون للمناعة دور في حدوثه حيث تتشكل أضداد ترتبط بخلايا بيتا وتسبب خلل في عملها ومن ثم ظهور السكري. يبدو على المريض النحول والشحوب والتعب  كما ويعاني من اختلاطات المرض بشكل أشد من غيره على المدى الطويل، ويكون عرضة لنوبات نقص السكر وحدوث الحماض الخلوني، واتباعه لحمية غذائية قاسية، ويستخدم الأنسولين في ضبط المرض.

السكري النمط الثاني

وهو السكري العائلي يصاب به المريض بعمر متقدم، ويكون للعادات الغذائية والحالة النفسية دور في حدوثه. يبدو المريض بدين وقد لا يعاني من اختلاطات السكري على المدى الطويل كالسكري النمط الأول. يساعد على ضبط مستوى السكر عند المريض  باستخدام خافضات السكر الفموية.

أعراض مقاومة الأنسولين

يتم تشخيص المقاومة على الأنسولين من خلال قراءات طبية معيارية يطلبها الطبيب ويقوم بفحص شامل للكشف عنها:[1]

• الإلحاحية والشعور بالرغبة بالتبول باستمرار.
• السهاف والعطاش.
• الشواك الأسود: اغمقاق لون البشرة في منطقة الإبطين وبين الفخذين والركبة.
• زيادة محيط الخصر للرجال عن 88 سنتمتر والنساء 89 سنتمتر.
• تنميل اليدين والشعور بالوخز المستمر.
• ارتفاع ضغط الدم عن المستوى الطبيعي 80\120 ملمز.
• ارتفاع الشحوم بالدم.
• انخفاض(hdl) بالدم البروتين الدهني المفيد أو نسميه الكوليسترول الجيد..
• ارتفاع مستوى السكر بالدم 100-126ملغ\ل.
• ظهور النتوءات الجلدية على سطح الجلد وتتركز حول منطقة الرقبة

أسباب وعوامل خطر المقاومة على الأنسولين

لم يتم تحديد السبب الرئيسي حتى الآن لتطور المقاومة وقد جمعت عدة عوامل مشتركة تتداخل فيما بينها، وتتضمن أهم الأسباب مايلي:[2]

• عدم اتباع نظام غذائي صحي واعتماد الأغذية مرتفعة السعرات الحرارية دهون وسكر.
• متلازمة المبيض المتعدد الكيسات و متلازمة كوشينغ.
• عدم استخدام بشكل صحيح وارتفاع مستوياته في الدم.
• ارتفاع مستوى المشعرات الالتهابية في الجسم.
• فرط خزن الشحوم في الكبد.
• استخدام الستيروئيدات لفترة طويلة من الزمن.  

عوامل الخطورة المؤدية للمقاومة على الأنسولين

هناك عدة عوامل تؤدي بالمريض لحدوث متلازمة المقاومة على الأنسولين والتي تعتبر كالرايات الحمراء لمريض السكري و أهمها:

• ضغط دم غير مضبوط و نوبات ارتقاع ضغط.
• ارتفاع الشحوم في الدم وزيادة الوزن واتباع عادات غذائية غير مضبوطة وغير صحية ناتجة عن جهل المريض وعدم إدراكه لعواقب إهمال.
• الأرق واضطرابات النوم.
• التقدم بالسن، حيث يزداد فرصة المقاومة كلما تقدم سن المرض والمريض.
• تناول بعض الأدوية كالستيوئيدات وأدوية علاج فيروس الإيدز لفترات طويلة تؤهب للمقاومة.
• التدخين و التدخين السلبي.

نظرًا لأن بعض هذه العوامل لا يمكن التحكم بها، تحرص المنظمات العنية بالاهتمام بمرضى السكري على تشجعيهم على ضبط غذائهم وممارسة الرياضة  بانتظام وإنقاص وزنهم، فهي تعتبر من عوامل الوقاية الرئيسية التي تحمي من مضاعفات السكري وضبط أعراضه.

 مضاعفات مقاومة الأنسولين

كما نعلم فإن المقاومة على الأنسولين بشكل واضح بتشكيل عناصر ظهور المتلازمة الاستقلابية (المتلازمة الأيضية) وهي:[3]

• ارتفاع ضغط الدم. 
• ارتفاع كوليسترول والشحوم الثلاثية في الدم.
• انخفاض الكوليسترول المفيد في الدم.  
• ارتفاع السكر.
•  زيادة مساحة الخصر بسبب تراكم الشحوم.

في حال عدم السيطرة على المتلازمة وظهور المقاومة على الأنسولين، سيؤدي ذلك لنوبات مستمرة من ارتفاع سكر الدم وما سيخلف ورائه من أذية لخلايا الجسم. كما يعد التهاب الكبد التشحمي من أهم مضاعفات المقاومة على الانسولين، بالإضافة لتصلب الشرايين وطيف واسع من العلل التي سيصاب بها المريض الناشئة عن ارتفاع شحوم الدم وتشكل اللويحات العصيدية في شرايينه في مختلف انحاء الجسم وإصابته بالسكتات الدماغية والاحتشاءات القلبية والذبحات الصدرية في حال إصابة الشرايين المغذية للقلب، فضًلا عن الأمراض الكلوية والعينية كإقفار الشريان الشبكي أو الوريد الشبكي المركزي، وارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان .

ومع خطورة مضاعفات هذه الحالة فإنه يجدر الإشارة إلى أنه باتباع نظام صحي مضبوط و إنقاص الوزن وممارسة التمرينات الرياضية بانتظام يكون المريض قادر على ضبط عناصر المتلازمة والحفاظ على جسمه سليم ومعافى من الأمراض.

علاج المقاومة على الأنسولين

إن إجراء بعض التغيرات في نمط حياة المريض اليومية قد تكون كافية على عكس تأثيرات المقاومة على الأنسولين وعلاجها. حيث يتركز العلاج على جعل مستقبلات الأنسولين حساسة للأنسولين مرةً أخرى والحفاظ على مستوى طبيعي من السكر مضبوط بشكل مستمر. ومن الأدوية الطبية التي تستخدم في العلاج:

التيازليدينديون

تعمل هذه الزمرة الدوائية على خفض مستوى السكر في الدم، بالإضافة إلى لرفع مستوى حساسية مستقبلات الأنسولين وإضعاف المقاومة. وتتضمن هذه المجموعة البيوغليتازون، والروزغليتازون. وتعمل هذه الأدوية على إنتاج خلايا أكثر حساسية للأنسولين فتسمح له بالدخول إليها والقيام بعمله في إنقاص السكر، كما يعد أهم عرض جانبي قد يعاني منه المريض عند استخدام هذه الزمرة الدوائية هي نوبات هبوط السكر.

الميتفورمين

 الدواء الأشهر عالميًا ويستحدم أساسًا في علاج الداء السكري. كما يعمل الميتفورمين على الوقاية من السكري عند مرضى ذوي عوامل خطورة مرتفعة للإصابة. ويقلل من إفراز السكر من الكبد ويرفع حساسية الخلايا العضلية والدهنية على استجابتها على الأنسولين. وعلى عكس بقية الادوية الميتفورمين آمن  وليس له آثار جانبية ، ولا يسبب نوبات هبوط سكر كما ويستخدم عند البدينين بسبب مساعدته على انخفاض الوزن.

وهكذا وصلنا لختام مقال علاج مقاومة الأنسولين، حيث تم الحديث عن مرض السكري ومضاعفاته وأعراض المقاومة على الأنسولين و أسباب وعوامل خطورة المؤدية لحدوثها مضاعفاتها على الجسم و عناصر المتلازمة الاستقلابية التي تدخل في تشكيلها، بالإضافة لبعض النصائح المفيدة للوقاية من حدوث المقاومة على الأنسولين.