فتح المسلمون بيت المقدس سنة

فتح المسلمون بيت المقدس سنة

فتح المسلمون بيت المقدس سنة سؤال قد يتردد على أذهان المسلمين، فقد كانت القدس من المدن المهمة التي سعى المسلمون جاهدين لفتحها، وإيصال رسالة الإسلام إليها، كما كان لها مكانة كبيرة في قلوب كلّ المسلمين فهي أولى القبلتين، ومسرى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقد يتساءل كثير من المسلمين عن قصة فتح بيت المقدس ومتى حصل ذلك وكيف حصل الفتح، وفي هذا المقال سنعمل على توضيح جواب الأسئلة السابقة.

أهمية بيت المقدس عند المسلمين

إنّ القدس من المدن المعروفة عند العرب منذ الجاهلية، والتي زاد الاهتمام بها بعد نزول الإسلام فهي أولى القبلتين، فقد كانت قبلة المسلمين قبل الكعبة الشريفة في مكة المكرمة، كما كانت المنطلق  الذي عرج منه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى السماء فقد أُسري إليها في ليلة الإسراء والمعراج، وقد كان يحكم القدس قبل الفتح الإسلامي البيزنطيين، وفيها قواعد لهم، كما شكّلت ملجًأ لمن هُزموا على يد المسلمين في مواقع وفتوحات أُخرى مثل اليرموك وحمص وغيرها، كما لجأ إليها كلّ من لم يرد الدخول في الإسلام أو العيش في المدن التي فتحها المسلمون، لذا فقد شكّل بيت المقدس أهمية كبيرة للمسلمين.

فتح المسلمون بيت المقدس سنة

فتح المسلمون بيت المقدس سنة 16 للهجرة الموافق 637 ميلادي، تحت ظلّ الدولة الراشدية وحكم الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقد أرسل عمر بن الخطاب جيشًا إلى بيت المقدس بقيادة أبو عبيدة بن الجراح وعمرو بن العاص ليواجه الدولة البيزنطية في القدس، ولم يكن ذلك سهلًا على المسلمين فقد لقوا مواجهة كبيرة من البيزنطين، كما استخدم جيش البيزنطيين المنجنيق وقاموا بالرمي على مواقع المسلمين، والجدير بالذكر أن المسلمين تكبدوا الكثير من الخسائر عند محاولتهم لفتح بيت المقدس، كما ساهم المناخ والطبيعة في بيت المقدس على تأخر المسلمين وإرهاقهم فقد كان الشتاء قارس والمطر كثير، ولم يعتد المسلمون على هذا المناخ، وقد أرسل المسلمون للبيزنطين أن يُسلّموا مدينتهم كما فعلت باقي المدن، إلّا أنّهم رفضوا ذلك، واستغلوا سوء الأحوال الجوية في مواجهة المسلمين.[1]

حصار بيت المقدس

بدأ جيش المسلمين بمحاصرة بيت المقدس في شهر شوال من العام 15 للهجرة، واستمر حصارهم له ستّ أشهر حتى ت الفتح في ربيع الأول من العام 16 للهجرة، وقد عمل المسلمون على تحصين المدينة بهدف إرهاق البيزنطيين وإجبارهم على تسليم المدينة بشكل سلمي خالي من الدموية، وقد نجحت خطّة جيش المسلمين بعد أن طال حصارهم للمدينة إلّا أن البطريك صفرونيوس رفض تسليم المدينة إلّا للخليفة عمر بن الخطاب حصرًا بعد أن عرض عليه أبو عبيدة ثلاث خيارات: أولها اعتناق الإسلام، وثانيها استسلام المدينة ودفع الجزية، وثالثها تدمير المدينة بالحرب، فأختار البطريك تسليم المدينة على أن يكون التسليم للخليفة حصرًا، فقدم عمرو بن الخطاب إلى القدس، ليستلم المدينة ويفتحها.[2]

شاهد أيضًا: من اول من سكن فلسطين

معاهدة عمر بن الخطاب مع أهل بيت المقدس

أولى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لفتح بيت المقدس أهمية كبيرة، أرسل لفتحها خيرة القوّاد، كما إنّه ذهب إليها بنفسه حين أرسل إليه أبو عبيدة، فلمّا قدم عمر بيت المقدس دخل المدينة وفتحها، بعد أن أنهك أهلها الحصار، فدخل المدينة في سلم ودون حرب أو دموية، وقد طلب أهل المقدس معاهدًا من عمر ب الخطاب ليضمنوا عددًا من الشروط والمطالب، وقد سميت هذه المعاهدة بالعهدة العمرية ووردت العديد من النصوص لهذه المعاهدة اختلفت في الصياغة لكنّها تشابهت في الفحوى والمضمون، ومن هذه النصوص: “بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان، أعطاهم أمانًا لأنفسهم وأموالهم، ولكنائسهم وصلبانهم، وسقيمها وبريئها، وسائر ملتها؛ أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينتقص منها ولا من حيزها، ولا من صليبهم، ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود، وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن، وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوص، فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم؛ ومن أقام منهم فهو آمن؛ وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم، ويخلي بيعهم وصلبهم، فإنهم آمنون على أنفسهم، وعلى وبيعهم وصلبهم، حتى يبلغوا مأمنهم؛ ومن كان بها من أهل الأرض قبل مقتل فلان، فمن شاء منهم قعدوا عليه مثل ما على أهل أيلياء من الجزية، ومن شاء سار مع الروم، ومن شاء رجع إلى أهله، فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم؛ وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذين عليهم من الجزية، يشهد على ذلك خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعبد الرحمن بن عوف، ومعاوية بن أبي سفيان”.[3]

شاهد أيضًا: من المعارك التي حدثت في عهد الخلفاء الراشدين

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي بيّن فتح المسلمون بيت المقدس سنة 16 للهجرة، كما بيّن أهمية بيت المقدس عند المسلمين، وتفاصيل فتح المسلمين للمقدس، ووضّح العهدة العمرية التي قامت بين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-  وأهل بيت المقدس.

المراجع

  1. ^ wikiwand.com , فتح القدس , 4-4-2021
  2. ^ islamweb.net , فتح بيت المقدس , 4-4-2021
  3. ^ islamstory.com , فتح بيت المقدس والعهدة العمرية , 4-4-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *