فضل سورتي البقرة وآل عمران

فضل سورتي البقرة وآل عمران

فضل سورتي البقرة وآل عمران هو ما سيتناوله موضوع هذا المقال، ولكن قبل ذلك لا بدّ من التعريف بفضل تلاوة القرآن الكريم بشكلٍ عام، فتلاوة القرآن الكريم فيها نجاةُ من السوء وسببٌ للرفعة في الحياة الدنيا وفي الآخرة، كما تعدّ تلاوته سببٌ موجبٌ للبركة في الدنيا والآخرة، وكذلك هي خيرٌ من الدنيا وما عليها، بالإضافة إلى الكثير من الفضائل التي تستوجبها قراءة القرآن الكريم.[1]

سورة البقرة

قبل الخوض في بيان فضل سورتي البقرة وآل عمران لا بدّ في بادئ الأمر من التعريف بكلتا السورتين، فسورة البقرة هي من السور المدنيّة، والتي نزلت بعد هجرة النبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- وأصحابه إلى المدينة المنوّرة، وقد سميّت هذه السورة ب “سورة البقرة” و”الزهراوين” مع سورة آل عمران، فقد روى أبو أمامة الباهلي -رضي الله عنه- قال: “اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما، اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ”،[2] وقد تناولت السورة العديد من الموضوعات المهمّة، وهي:[3]

  • موضوع بداية الخلق واستخلاف سيدنا آدم على الأرض، وقصته مع الشيطان.
  • وكذلك تناولت أحداث بني إسرائيل.
  • كما ذكرت قصّة سيدنا آدم ووصاياه، وسيدنا يعقوب ووصاياه.
  • وقد تناولت بعض من الأحكام الشرعية الواجبة عى المسلم، في الحج والصلاة والصوم والصدقة والدين والنكاح والطلاق ونحو ذلك من الأحكام الشرعية.
  • كذلك بيّنت قدرة الله سبحانه على إحياء الموتى وإعجازه عزّ وجل.
  • ذكرت قصة طالوت وجالوت من بعد سيدنا موسى عليه السلام.
  • كما تناولت قصة الرجل الذي حاجّ سيدنا إبراهيم الخليل في خالقه.

سورة آل عمران

كذلك لا بدّ من التعريف بسورة آل عمران بعد الخوض في تعريف سورة البقرة، فسورة آل عمران أيضًا من السور التي نزلت بعد هجرة النبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم، أيّ هي من السور المدنيّة، وقد أطلق عليها بالإصافة إلى اسم “آل عمران” لقب “الزهراوين” مع سورة البقرة، وهو ما تمّ بيانه فيما قد سلف، وقد تناولت هذه السورة الكريمة الكثير من الموضوعات في آياتها، وهذه الموضوعات هي:[4]

  • التأكيد على وحدانية الخالق سبحانه وتعالى، وبيان ألوهيته وربوبيّته وأسمائه وصفاته.
  • كذلك تأكيد المصدر الواحد لكلّ الكتب السماويّة، بالإضافة إلى بيان الناس وأقسامهم في القرآن الكريم.
  • التحذير والترهيب للكافرين والمعادين لله ورسوله وللمؤمنين، وبيان عاقبتهم.
  • كما تمّ ذكر بعض من أحداث غزوة بدر الكبرى، وبيان أحبّ الشهوات إلى بني آدم.
  • وكذلك تناولت بعضًا من جوانب الدين الإسلامي الذي لا يقبل غيره.
  • كما تناولت تفصيلاً كاملًا لأهل الكتاب وأحوالهم.
  • وقد تناولت التنبيه والتأكيد على عقيدة الولاء والبراء، وبينت الدلائل على محبة الله.
  • كما ذكرت الأنبياء بشكلٍ عامٍّ، مع بيان علوّهم على العالمين.
  • كذلك ذكرت بعضًا من الأحكام الشرعية والآداب التربويّة.

فضل سورتي البقرة وآل عمران

إنّ فضل سورتي البقرة وآل عمران يحمل الوجه العام للسورتين معًا، ويحمل وجهًا خاصًّا لكلّ سورةٍ على حدا، أمّا الوجه العامّ فيتمثّل فضل سورتي البقرة وآل عمران في الحديث الصحيح الذي سلف ذكره في المقال، مما رواه أبو أمامة الباهليّ -رضي الله عنه- حينما قال: اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما، اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ”،[2] فماذا عن الفضل الخاص لكلّ سورةٍ على حدا؟[5]

فضل سورة البقرة

بعد ذكر فضل سورتي البقرة وآل عمران بشكل عامٍّ لا بدّ من بيان فضائل تلاوة سورة البقرة وخصائصها، والتي أشار إليها أهل العلم ممّا أخذوه من ضوء الكتاب والسنة، ومن هذه الفضائل لسورة البقرة:[3]

  • سورة البقرة سببٌ لينفر الشيطان من البيت الذي تتلى فيه السورة، كذلك روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ“.[6]
  • كذلك هي من أهمّ الأسباب التي تدفع لوقوع البركة لقارئها.
  • كما تعدّ سورة البقرة من السور التي تدافع عن صاحبها يوم القيامة.
  • وقد عظّم أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم قارئ هذه السورة،

فضل سورة آل عمران

كذلك سورة آل عمران لها فضائل كثيرة وعظيمة كما لسورة البقرة من فضائل وخصائص، وقد أشار أهل العلم إلى هذه الخصائص في ضوء الكتاب والسنّة، ومن هذه الفضائل والخصائص:[4]

  • أنّ سورة آل عمران مع سورة البقرة تدافع وتحاجّ عن قارئها في الآخرة يوم الحساب، وكذلك روى النواس بن سمعان الأنصاري -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “يُؤْتَى بالقُرْآنِ يَومَ القِيامَةِ وأَهْلِهِ الَّذِينَ كانُوا يَعْمَلُونَ به تَقْدُمُهُ سُورَةُ البَقَرَةِ، وآلُ عِمْرانَ، وضَرَبَ لهما رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثَةَ أمْثالٍ ما نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ، قالَ: كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ ظُلَّتانِ سَوْداوانِ بيْنَهُما شَرْقٌ، أوْ كَأنَّهُما حِزْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن صاحِبِهِما”.[7]
  • كما أنّ صحابة الرسول كانو يعظمون من شأن قارئها كما حال سورة البقرة.

فضل حفظ سورتي البقرة وآل عمران

الخوض في ذكر فضل سورتي البقرة وآل عمران يدفع البعض إلى التفكير في فضل حفظهما، وقد وردت في هذا الصدد بعض الأحاديث التي لا أصل لها، كالحديث المزعوم: “مَن قرَأَ البقرةَ وآلَ عِمْرانَ ولَم يَدْعُ بالشَّيخِ فقد ظلَمَ”،[8] وأمّا فيما ورد في توقير من حفظ سورتي آل عمران والبقرة من الصحيح والضعيف من أحاديث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم:[9]

  • روى حميد بن أبي حميد الطويل: “عن أنسٍ رضي اللهُ عنهُ كانَ الرَّجلُ إذا قرأَ البقرةَ وآلَ عمرانٍ جدَّ فينا“.[10]
  • وكذلك روى أبو هريرة رضي الله عنه: “بعث رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعثًا ، وهم ذو عَددٍ ، فاستقرأهم ، فاستقرأ كلُّ رجلٍ منهم ما معه من القرآنِ ، فأتى على رجلٍ منهم – من أَحدثِهم سِنًّا – فقال : ما معك يا فلانُ ؟ ! قال : معي كذا وكذا ، وسورةُ البقرةِ ، قال : أمعك سورةَ البقرةِ ؟ ! ، فقال : نعم ، قال : فاذهبْ ، فأنت أميرُهم ، فقال رجلٌ من أشرافهم : واللهِ يا رسولَ اللهِ ! ما منعني أن أتعلَّمَ سورةَ البقرةِ ، إلا خشيةَ ألا أقومَ بها ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : تعلَّموا القرآنَ ، واقرءُوه ، فإنَّ مثلَ القرآنِ لمن تعلَّمه ، فقرأه وقام به ، كمثلِ جرابٍ مَحشُوٍّ مسكًا ، يفوحُ ريحُه في كلِّ مكانٍ ، ومثلُ من تعلَّمَه ، فيرقدُ ، وهو في جوفِه ، كمثلِ جرابٍ وُكِئَ على مِسكٍ”.[11]

مقاصد سورة البقرة

فضل سورتي البقرة وآل عمران تمّ بيانه فيما سلف من المقال على الوجه الخاصّ لكلّ سورةٍ على حدا، وعلى وجه العموم فيما ورد عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في فضل السورتين معًا، وكذلك لا بدّ من الحديث وذكر مقاصد كلٍّ من السورتين، وأمّا عن مقاصد سورة البقرة فهي:[3]

  • التأكيد على أهميّة الجانب العقائدي في السورة، وذلك من خلال بيان أصول العقيدة، وبراهين وأدلة التوحيد والبعث.
  • وكذلك توضيح بعض الأمور التي تتعلق بجوانب التشريع الإسلامي في العبادات والمعاملات والحدود وغيرها.

مقاصد سورة آل عمران

إنّ الخوض في الحديث عن فضل سورتي البقرة وآل عمران وذكر مقاصد سورة البقرة من بعد ذلك، يقتضي وجوبًا الخوض في ذكر المقاصد التي حملتها سورة آل عمران، ومن هذه المقاصد:[4]

  • إثبات وحدانية الخالق سبحانه بالدليل والحجة.
  • وكذلك التأكيد على عقيدة الولاء والبراء وبيان أهميتها.
  • بالإضافة إلى بيان بعضٍ من جوانب الإرشاد والتربية للمؤمنين.

فضل سورتي البقرة وآل عمران مقالٌ فيه تمّ ذكر بعضًا من فضائل تلاوة القرآن الكريم بشكلٍ عام، والتعريف بسورتي البقرة وآل عمران وبيان ما تناولته مواضيع السورتين، كما تمّ بيان مقاصد السورتين.

المراجع

  1. ^ saaid.net , فضل تلاوة القرآن , 27/12/2020
  2. ^ صحيح مسلم , مسلم/أبو أمامة الباهلي/804/صحيح
  3. ^ dorar.net , سُورَةِ البَقَرَةِ , 27/12/2020
  4. ^ dorar.net , سُورَةُ آل عِمْرانَ , 27/12/2020
  5. ^ al-eman.com , .فضل قراءة سورة البقرة وآل عمران , 27/12/2020
  6. ^ صحيح مسلم , مسلم/أبو هريرة/780/صحيح
  7. ^ صحيح مسلم , مسلم/النواس بن سمعان الأنصاري/805/صحيح
  8. ^ المقاصد الحسنة , السخاوي/-/496/لا أصل له
  9. ^ islamqa.info , حول صحة حديث " من حفظ البقرة وآل عمران فشيخوه" , 27/12/2020
  10. ^ الكافي الشاف , ابن حجر العسقلاني/حميد بن أبي حميد الطويل/13/أصله في الصحيحين
  11. ^ سنن الترمذي , الترمذي/أبو هريرة/2876/حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *