فضل صيام الاثنين والخميس

فضل صيام الاثنين والخميس

ما هو فضل صيام الاثنين والخميس ؟، فلصيام يومي الاثنين والخميس من كلّ أسبوع فضل عظيم، قد لا يعرفه الكثير من المسلمين، وهو من الصيام الذي يُسمّى صيام التطوّع، يقوم به المسلمون طمعًا بالأجر والثواب، وهناك الكثير من الأيام التي يستحبّ الصيام فيها، وسنعرف على ذلك في هذا المقال.

صيام التطوّع

قبل معرفة فضل صيام الاثنين والخميس ، من الجيد أن نتحدث عن صيام التطوع بشكلٍ عام، أو ما يسمّى صيام النوافل، فهو من الأعمال التي يسعى المسلمون للقيام بها لنيل الثواب والأجر العظيم من الله سبحانه وتعالى، وقد جاء في الحديث الشريف أنّ رسول الله حثّ المسلمين على صيام التطوع أو النافلة فقال -صلّى الله عليه وسلّم- في ذلك: مَن صامَ يَوْمًا في سَبيلِ اللَّهِ، بَعَّدَ اللَّهُ وجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا”[1]، ومن الأيام التي حثّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على صيامها يومي الاثنين والخميس ويوم عرفة والأيام البيض، والستّ من شوال وغيرها من الأيام، وجاء فضل الصيام في قوله تعالى: “وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّـهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّـهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا”[2]، فلصيام النوافل أجر عظيم عند الله تعالى.[3]

فضل صيام الاثنين والخميس

في الحديث عن فضل صيام الاثنين والخميس ، فإنّ صيامهما من الأعمال العظيمة، والتي تعود على صاحبها بالأجر العظيم، ومن فَضْل صيام يومَي الاثنين والخميس أنّه فيهما تُعرض أعمال العباد على الله سبحانه وتعالى، فيستحب ان تعرض أعمال العبد وه صائم: وقد ثبت ذلك في حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “تُعْرَضُ الأعْمالُ في كُلِّ يَومِ خَمِيسٍ واثْنَيْنِ، فَيَغْفِرُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ في ذلكَ اليَومِ، لِكُلِّ امْرِئٍ لا يُشْرِكُ باللَّهِ شيئًا، إلَّا امْرَءًا كانَتْ بيْنَهُ وبيْنَ أخِيهِ شَحْناءُ، فيُقالُ: ارْكُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا، ارْكُوا هَذَيْنِ حتَّى يَصْطَلِحا”[4]، وصومهما كان نهج رسول الله، لذلك على المسلمين التأسي برسول الله والسير على سنّته، فقد جاء في حديث أسامة بن زيد أنّه قال: “يا رسولَ اللَّهِ! إنَّكَ تَصومُ حتَّى لا تَكادَ تُفطرُ، وتُفطرُ حتَّى لا تَكادَ أن تَصومَ! إلَّا يَومَينِ إن دَخلا في صيامِكَ وإلَّا صُمتَهُما، قالَ: أيُّ يومينِ؟ قُلتُ: يومَ الاثنينِ ويومَ الخَميسِ، قالَ: ذانِكَ يومانِ تُعرَضُ فيهما الأَعمالُ على ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُعرَضَ عمَلي وأَنا صائمٌ”[5]، فالملائكة ترفع أعمال العباد في يومي الاثنين والخميس، وقد استحبّ رفعها في حال الصيام.[6]

حكم صيام الاثنين والخميس

بعد معرفة فضل صيام الاثنين والخميس من الجيد أن نعرف ما حكم صيام يومي الاثنين والخميس، فقد جاء في قول الشيخ ابن باز -رحمه الله- أنّ صيام يومي الاثنين والخميس ليس بواجب بل هو مستحب، وليس على تارك صومهما إثم، فلو صامهما المسلم في بعض الشهور وترك في بعض لا حرج عليه، إلّا أن يكون له في صومهما نذر فيجب أن يلزم الصوم، وفيما غير ذلك فهو مخيّر، إن شاء صام وإن شاء لم يفعل، ومن واظب على الصوم فله أجر عظيم عند الله سبحانه، كما أنّه للصيام ومن ضمنه صيام الاثنين والخميس فوائد صحيّة كثيرة على الجسم.[7]

الحكمة من صيام الاثنين والخميس

في الحديث عن الحكمة من صيام يومي الاثنين والخميس فإنّ صيامهما مشروع ومرغّب فيه، فعندما سئل رسول الله عن صيام يومي الاثنين قال: “ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ، أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ”[8]، وقد شُرع صيام النوافل أو التطوّع عامّة من أجل التقرّب لله تعالى وكسب رضاه ومحبته، فقد ورد في حديث قدسي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله عليه الصلاة والسلام: “إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي ولِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وما تَرَدَّدْتُ عن شيءٍ أنا فاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن نَفْسِ المُؤْمِنِ، يَكْرَهُ المَوْتَ وأنا أكْرَهُ مَساءَتَه”[9]، فصيام النوافل فيه امتثال لأوامر الله تعالى واجتناب لنواهيه، وهو يحقق تقوى القلوب.[10]

وهكذا نكون قد تعرفنا على صيام التطوع، وعرفنا فضل صيام الاثنين والخميس، كما عرفنا حكم صيام هذين اليومين في الشريعة الإسلاميّة، وأخيرًا تعرفنا الحكمة من صيام التطوعّ عمومًا، وكيف أنّ فيه قربى من الله تعالى.

المراجع

  1. ^ صحيح البخاري , أبو سعيد الخدري،البخاري،2840، حديث صحيح
  2. ^ سورة الأحزاب , الآية 35
  3. ^ saaid.net , خطبةٌ بعنوان: التشويق إلى صيام التطوع , 16-12-2020
  4. ^ صحيح مسلم , أبو هريرة،مسلم،2565،حديث صحيح
  5. ^ صحيح النسائي , أسامة بن زيد،الألباني،2357،حديث حسن صحيح
  6. ^ islamqa.info , هل الأفضل صيام الاثنين والخميس أم ثلاثة أيام من كل شهر؟ , 16-12-2020
  7. ^ binbaz.org.sa , حكم صيام الاثنين والخميس , 16-12-2020
  8. ^ صحيح مسلم , أبو قتادة الحارث بن ربعي،مسلم،1162،حديث صحيح
  9. ^ صحيح البخاري , أبو هريرة، البخاري،6502،حديث صحيح
  10. ^ islamweb.net , الحكمة من استحباب صوم يوم الاثنين , 16-12-2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *