في أي عام حولت الكعبة من بيت المقدس إلى الكعبة

في أي عام حولت القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة

في أي عام حولت الكعبة من بيت المقدس إلى الكعبة؟ سؤالٌ يكثر البحث عنه، وسيكون هو عنوان هذا المقال، ومعلوٌ أنَّ القبلةَ هي وجهة المسلمونَ أثناءَ صلاتهم، وقد كانت وجهتهم إلى بيت المقدس، ثمَّ تحولت إلى الكعبةِ، فمتى تحوَّلت؟ وما هي الحكمةُ من تحويلها؟ وهل كان استقبالُ النبيِّ لبت المقدسِ بداية بأمرٍ من الله أم اجتهادٍ من النبيِّ؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال.

في أي عام حولت القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة

إنَّ الصحيح من أقوال أهل العلم  أنَّه تمَّ تحويلَ القبلةَ من بيتِ المقدسِ إلى الكعبةِ في السنةِ الثانية من هجرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة، وبالتحديد قد كان ذلك في نصفِ شهرِ رجبٍ من العام المذكور، وهذا مذهب ابن حجرٍ العسقلاني،[1] وقد جاء ما يدلُّ على ذلك الحديث المرويِّ عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- حيث قال: “كانَ أوَّلَ ما قَدِمَ المَدِينَةَ نَزَلَ علَى أجْدَادِهِ، أوْ قالَ أخْوَالِهِ مِنَ الأنْصَارِ، وأنَّهُ صَلَّى قِبَلَ بَيْتِ المَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، أوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، وكانَ يُعْجِبُهُ أنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ البَيْتِ”.[2]

شاهد أيضًا: حكم استقبال القبلة عند الذبح

الحكمة من تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة

لقد بيَّن الله -عزَّ وجلَّ- الحكمةَ من تحويلِ القبلةِ في كتابه المجيد، حيث قال الله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا ٱلْقِبْلَةَ ٱلَّتِى كُنتَ عَلَيْهَآ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ}،[3] وبناءً على ذلك فقد كانَ تحويلُ القبلةِ اختبارًا من الله -عزَّ وجلَّ- للمسلمينَ؛ إذ أنَّ المسلمَ يقبلُ حكمَ الله مهما كانَ.[4]

شاهد أيضًا: يحرم عند قضاء الحاجة استقبال  القبلة واستدبارها

استقبال النبي لبيت المقدس وحي من الله أم اجتهاد منه

تباينت آراء أهلِ العلمِ في شأنِ استقبالِ النبيِّ لبيتِ المقدس، في أوَّل أمره، هل كان وحيًا من الله له، أم كان اجتهادٌ منه، على أقوالٍ، وفيما يأتي بيان هذه الأقوالِ:[5]

  • القول الأول: أنَّ استقبالَ بيتِ المقدسِ كان بأمرِ الله -عزَّ وجلَّ- ووحيه، ودليل ذلك قول الله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا ٱلْقِبْلَةَ ٱلَّتِى كُنتَ عَلَيْهَآ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ}.[6]
  • القول الثاني: أنَّ النبيَّ خيِّر بين بيتِ المقدسِ والكعبةِ المشرفةِ، فاختار بيتَّ المقدسِ طمعًا بإسلامِ يهودِ المدينة.
  • القول الثالث: أنَّ استقبالَ النبيِّ لبيتِ المقدسِ إنَّما كان باجتهادٍ منه.

شاهد أيضًا: صلاة لا يجوز فيها استقبال القبلة ولا استدبارها

وبذلك تمَّ الوصول غلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان في أي عام حولت الكعبة من بيت المقدس إلى الكعبة، وفيهِ تمَّ بيان أنَّ أصحَ أقوال أهل العلم أنَّ التحويلَ كان في السنة الثانية للهجرة، كما تمَّ بيان الحكمةَ من هذا التحويلِ، وفي ختام هذا المقال تمَّ بيان أقوال أهل العلمِ في شأنِ استقبالِ النبيِّ لبيتِ المقدس إن كان وحيٌ من الله أم اجتهادٍ منه.

المراجع

  1. ^ islamstory.com , تاريخ تحويل القبلة , 13/12/2021
  2. ^ رواه البخاري في صحيحه
  3. ^ البقرة: 143
  4. ^ islamqa.info , لماذا تم تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة , 13/12/2021
  5. ^ islamweb.net , استقبال النبي لبيت المقدس بأمر منه , 13/12/2021
  6. ^ البقرة: 143

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *