في اي عام وقعت غزوة خيبر

في اي عام قامت غزوة خيبر

في اي عام وقعت غزوة خيبر ؟ هو أحد الأسئلة المهمّة التي لا بدّ أن نجيب عليها، فغزوة خيبر من أهم الغزوات في حياة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم؛ حيث كان يهود خيبر هم منبع المكائد والدسائس على المسلمين، وقد كان لهم الدور الأساس في تجمّع الأحزاب على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وصحابته الكرام وحصارهم المدينة المنورة، فمتى كانت غزورة خيبر.

في اي عام وقعت غزوة خيبر

وقعت غزوة خيبر في آخر شهر محرم من السنة السابعة للهجرة، فعندما عاد الرسول عليه الصلاة والسلام من صلح الحديبية استثمر فرصة مهادنته لقريش، وعزم على التوجه لقتال يهود خيبر لإنهاء وجودهم، حيث أمن في ذلك الوقت عدم هجوم القرشيين على المسلمين، أو مساندتهم لليهود أو تحالفهم معهم، وقد تجهز الرسول عليه الصلاة والسلام للخروج إلى خيبر في النصف الثاني من شهر محرم، إذ كانت خيبر وكرًا للتآمر والفتنة، ومركزا للاستفزازات العسكرية، والتحرش بالمسلمين، كما حرض زعماؤهم بعض قبائل العرب على المسلمين، وجمعوا الأحزاب في غزوة الخندق، وحثوا يهود بني قريظة على الغدر بالمسلمين، ونقض العهود التي كانت بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم، مما اضطر المسلمين إلى قتل ببعض زعمائهم مثل اليسير بن رزام، وأبي رافع سلام بن أبي الحقيق.[1]

شاهد أيضًا: كم عدد غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم

أسباب غزوة خيبر

بعد انتهاء غزوة الخندق أو غزوة الأحزاب كما تُسمّى، وبعد أن عقد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صلح الحديبية مع قريش وأَمِنَ جانب قريش بعد الصلح، رَغبَ رسول الله بمحاربة الأطراف الأخرى التي كانت في مواجهة المسلمين في غزوة الأحزاب، وهذه الأطراف هي قبائل نجد التي تحالفت مع قريش، واليهود يهود خيبر الذين كانوا العقل المدبر للهجوم على المدينة في غزوة الأحزاب، ومن هذه المقدمة يمكن استنتاج أسباب غزوة خيبر على الشكل الآتي: [1]

  • السبب الأول: إنَّ السبب الأول لهذه الغزوة هو أن يحقق المسلمون السلام والأمن والهدوء في المدينة المنورة وما حولها ويوقفوا سلسلة الدم التي استمرت فترة ليست قصيرة من الزمن.
  • السبب الثاني: أنَّ يهود خيبر كانوا العقل المدبّر الذي حرّض الأحزاب على الهجوم على المدينة المنورة، وهم من عقدوا الاتفاق مع غطفان لتشارك في الحرب بجيش قوامه ستة آلاف مقاتل مقابل أن يعطونها تمر خيبر لمدة عام.

أحداث غزوة خيبر

بعد الإجابة على السؤال في اي عام وقعت غزوة خيبر، سنتحدث عن أحداث الغزوة، وقد أراد النبي فتح حصون خيبر ليجفف آبار الفتنة فيها تمهيدًا لنشر الدعوة الإسلامية في الجزيرة العربية دون أن تعتَرضُه مكائدُ اليهود، وفعلًا تجهَّز النبي والمجاهدين من صحابته وكان عددهم ما يُقارب ألف وثمانمائة مقاتل، وانطلق النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه موقنين بنصر الله، وقلوبهم عامرةٌ بالإيمان، وقد كان المسلمون في لهفة للقاء عدوهم الذين حاك لهم المكيدة تلو المكيدة ولم يخافوا قِلةَ عددهم وكثرةَ عدد اليهود أو وجودهم في حصونهم المنيعة، كان خيبر من أعتى حصون اليهود وأضخمِها إذ يتألف من حصون تلي بعضها البعض مثل حصن الناعم وحصن الصعب بن معاذ وحصن النَّزَار وحصن الوطيح وحصن السُّلالم، وفي داخل الحصون طعام وشراب كثير يكفيهم ولو دام الحصار عليهم لسنة كاملة، ولم يكنْ لدى المسلمين خبرةٌ كافية في حروب الحصون، ولكن لم يُفتِر ذلك من عزيمة المسلمين، ووصل النبي مع الجيش إلى وادٍ يُدعى الرجيع، ونزلوا فيه ويقع الوادي بين اليهود وقبائل غطفان ليحول المسلمون بينهم حتى لا تمدَّ غطفان خيبر بالمساعدة، وفعلًا ما إن سمعت غطفان بغزو النبي لخيبر حتى عدت العدة وانطلقت لمساندة اليهود، ولكن نشر أصحاب النبي خبرًا أن جيشًا من المسلمين قد ذهب ليغزو غطفان فارتدوا على أعقابهم، وكفى الله المسلمين شرَّ قتالهم.[2]

وبدأ المسلمون بفتح الحصون واحدًا تلو الآخر، وكان اليهود يهربون من حصن لآخر، حتى وصل المسلمون لحصن منيع استعصى عليهم فتحه وبقوا لأيام يحاولون فيه دون جدوى، وحمل راية المسلمين فيه أثناء الفتح أبو بكر الصدّيق ولم يُفتح له، وتعب المسلمون وبدأت روحهم القتاليَّة بالهبوط، فأراد النبي أن يشدَّ من عزيمة الجيش فقال صلى الله عليه وسلم: “لأعطينَّ الرَّايةَ غدًا رجلًا يحبُّ اللَّهَ ورسولَه، ويحبُّهُ اللَّهُ ورسولُه، ليسَ بفرَّارٍ، يفتحُ اللَّهُ على يديهِ”، وبات المسلمون يترقبون اسم الفارس، ونفسُ كلٍّ منهم تتوق إلى منزلته، ولما كان اليوم التالي، نادى رسول الله على عليٍّ بن أبي طالب، وقد كان عليًّا يشكو من رمد في عينه، فوضع النبيُّ رأس علي على ركبته الشريفة وتفل على راحة يده الطاهرة ومسح على عين عليٍّ حتى برأت، وأمر النبيُّ علي بن أبي طالب بأن يدعوهم للإسلام فإن رفضوا فليقاتلهم، فرفض اليهود الدعوة وبدأ الفتح، فخرج من اليهود قائدهم وأحد صناديدهم يقالُ له مرحَب وبارز علي بن أبي طالب، فقتله عليٌّ مما أشعل الخوف في قلوب اليهود وأشار لأن النصر سيكون للمسلمين، فقد كان مرحَب أقوى فرسانهم، خرج بعد مرحَب أخوه ويُدعى ياسر فبارزه الزبير بن العوام وقتله، وأشتدَّ القتال بين المسلمين واليهود وأصاب المسلمون جوعٌ شديد لطول حصارهم للحصون، وذبح المسلمون الحمير ليقتاتوا على لحومها ولم تكن قد حُرمت في ذلك الوقت، ولكنَّ النبي حرَّم عليهم أكلها، وفي ظلِّ الجوع الشديد استجاب الصحابة الكرام لرسول الله ولم يعصوا أوامره، وتضرعوا إلى الله تعالى وطلبوا الرحمة والعون.[2]

وبعد طاعة الصحابة لرسول الله في غزوة خيبر جاء نصر الله لهم، وفتُح لهم واحد من أعتى حصون اليهود وأغناها طعامًا وشرابًا يُقال له حصن الصَّعب بن معاذ، وتوالى فتحُ الحصون والقلاع كلُّها في خيبر، وأراد النبي بعدها إجلاء اليهود عن خيبر ولكنَّهم طلبوا من النبي أن يبقوا في أرضهم فهم أعلم بزراعتها والعمل بها من المسلمين، فوافق النبي على بقائهم فيها على أن يكون للمسلمين نصف كلِّ الزرع والثمر كلَّ عام، وكان النبي قد قتل أحد قادة اليهود الغادرين واسمه كِنَانة بن أبي الحقيق، وسبى زوجته صفيَّة بنت حُيي بن أخطب، فعرض عليها النبيُّ الإسلام فأسلمت فأعتقها النبي وتزوجها، وانتهت غزوة خيبر بنصر حاسم للمسلمين وعاد النبي وأصحابه إلى المدينة، وقد علتْ أصواتهم بالتكبير فرحًا بنصر الله لهم، وقد برهنت غزوة خيبر على إخلاص المسلمين في الجهاد في سبيل الله، على طاعتهم لرسول الله في تحريم أكل الحمير رغم ما كانوا به من الجوع، وصبرهم على الحصار في سبيل نصرة الإسلام، فأثابهم الله بالغنائم وبالنصر في الدنيا وبالثواب والجنة يوم القيامة، وبالانتهاء من غزوة خيبر أصبح شمال الجزيرة العربية آمنًا مستقرًا للمسلمين.[2]

شاهد أيضًا: ما هي الغزوات التي قام بها المسلمون في شهر رمضان

نتائج غزوة خيبر

بعد الإجابة على السؤال في اي عام وقعت غزوة خيبر، والحديث عن أحداث الغزوة، سنتعرّف على نتائجها، فإنَّ أبرز نتائج غزوة خيبر العظيمة التي خاضها المسلمون مع يهود خيبر واستمرت لأيام طوال تتمثّل بما يأتي:[3]

  • أظهرت غزوة خيبر جيش المسلمين بمظهر البطل ودفعت عددًا من القبائل العربية التي كانت تعادي المسلمين إلى عقد صلح مع المسلمين بعد هذه الغزوة.
  • التأكيد على قدرة المسلمين العسكرية وبرتهم القتالية وقدرتهم على الصبر في القتال أيامًا طويلة وأمام حصون منيعة.
  • أنهت هذه الغزوة على الوجود اليهودي في خيبر ونشرت الإسلام في هذه المدينة، وكسرت شوكة اليهود في الجزيرة العربية.
  • كان لهذه الغزوة فائدة اقتصادية عظيمة عادت على المسلمين بعد فتح المدينة وتوزيع الغنائم على المسلمين.

الدروس والعبر المستفادة من غزوة خيبر

بعد الإجابة على السؤال في اي عام وقعت غزوة خيبر، لغزوةِ خيبر العديد من الدروسِ التي يمكن للمسلمين الاستفادة منها في سائر الأوقات والأزمان، ومن أهم الدروس المستفادة من غزوةِ خيبر ما يأتي:[4]

  • مهما تكن قوّة الطرف الآخر، فلا بدّ من الإيمانِ بأنَّ النصر من عند الله تعالى، ويظهر ذلك في تحصّن يهودِ خيبر الشديد، وكثرة عدّتهم وعتادهم، فقد كانت أرض خيبر أرضًا واسعةً، وذات واحاتٍ خصبةٍ، يكثر فيها النّخيل، وكانت خيبر مُقسَّمة إلى ثلاث واحاتٍ قتاليّةٍ محصّنة.
  • الصفة الملازمة لليهود في سائر الأوقات والأزمان هي الجُبن والضعف، مهما ظهرت قوَّتهم وكثُرت عُدَّتهم وعتادهم وأعدادهم، وقد ظهر ذلك في القوة العظيمة التي احتوتها حصونُ خيبر، والمنَعة الشديدة، والتحصُّن بالقلاع، إلّا أنّهم جبنوا أثناء مواجهة المسلمين وقتالهم، فقاتلوا من داخل الأسوار والحصون والجدران، ومع كلّ هذا قُتِل منهم ثلاثة وتسعون مقاتلاً، بينما لم يستشهد من المسلمين سوى عشرون رجلًا فقط، مع أنّ المسلمين كانوا يقاتلون في أرضٍ مكشوفةٍ دون حصونٍ أو أسوار.
  • حدثت في غزوة خيبر العديد من المعجزات التي تؤيّد صدق نبوّة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأنّه نبيٌّ مرسل من عند الله تعالى، إذ شفى اللهُ سبحانهُ وتعالى عليّاً بن أبي طالبٍ كرَّم الله وجهه من الرَّمد الذي كان في عينيه، بعد أن تَفِلَ فيهما النبيُّ صلى الله عليه وسلّم.

وهكذا نكون قد أجبنا على السؤال في اي عام وقعت غزوة خيبر، وذكرنا أيضًا الأسباب التي أدت إلى قيام هذه الغزوة، وذكرنا أحداث غزوة خيبر بالتفصيل، وما النتائج التي كانت من الغزوة وما العبر والدروس التي يمكن أن يأخذها المسلمون من هذه الغزوة.

المراجع

  1. ^ alukah.net , غزوة خيبر , 29-04-2021
  2. ^ marefa.org , غزوة خيبر , 29-04-2021
  3. ^ wikiwand.com , غزوة خيبر , 29-04-2021
  4. ^ islamweb.net , دروس وعبر من غزوة خيبر , 29-04-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *