في سنة كم توفي الرسول

في سنة كم توفي الرسول

في سنة كم توفي الرسول صلى الله عليه وسلم، هذا يخص كافة المسلمين في هذا العالم، فهو سؤال عن وفاة خير الأنبياء المرسلين، وخير من أنجبت النساء، ولا فقدان أعظم من هذا، ولا مصاب أجل من هذا، ولكن هي مشيئة الله عز وجل، وفي هذا المقال سنعرف في سنة كم توفي الرسول.

مرض الرسول صلى الله عليه وسلم

كانت بداية مرض الرسول عليه الصلاة والسلام في التاسع والعشرين من شهر صفر من السنة الحادية عشرة للهجرة، فقد أخذه صداع في رأسه، واتقدت حرارته، وقد صلى بالناس وهو مريض أحد عشر يومًا، حيث كانت جميع أيام لمرض أربعة عشر يومًا، وقد ثقل المرض فيه، فجعل عليه الصلاة والسلام يسأل أزواجه، فقال: أين أنا غدًا، أين أنا غدًا؟، حيث كان يريد يوم عائشة رضي الله عنها، فأذِنَ له أزواجه يكون حيث شاء، فمكث في بيت عائشة حتى مات عندها، وكانت رضي الله عنها تقرأ المعوذات والأدعية التي حفظتها من الرسول، وكانت تنفث على نفسه وتمسحه بيده الطاهرة رجاء البركة.

وقبل وفاة النبي بأيام اشتد به الوجع، حتى أغمي عليه، ولما استيقظ قال صلى الله عليه وسلم: صُبُّوا عليَّ سبع قِرَبٍ من سبع آبار شتى، حتى أخرج إلى الناس فأعهَد إليهم، قالت: فأقعدناه في مِخضَب لحفصة، فصببنا عليه الماء صبًّا، ولما أحس ببعض الارتياح والخفة دخل المسجد معصوب الرأس، فخطب في الناس، وهم مجتمعون حوله، ثم ثقل المرض على النبي، حيث لم يستطع الخروج للصلاة، بسبب اشتداد المرض، فأمر بأن يصلي أحد الصحابة في الناس بدلًا عنه. [1]

شاهد أيضًا: الصحابي الجليل الذي صلى بالناس في مرض الرسول صلى الله عليه وسلم هو

في سنة كم توفي الرسول

توفي الرسول صلى الله عليه وسلم عندما اشتد الضحى من يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة،وكان عمره حينها ثلاثة وستين عامًا، حيث كان يومًا مظلمًا لم يعرف التاريخ الإسلامي أظلم منه، وقد قال أنس بن مالك رضي الله عنه: ما رأيت يومًا قط كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما رأيت يومًا كان أقبح ولا أظلم من يوم مات فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما تحدث أنس عن ذلك اليوم، حين كانوا يستعدون لصلاة الفجر، فقال:  بينما هم في صلاة الفجر يوم الاثنين وأبو بكر يصلي بهم لم يفجأهم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم كشف ستر حجرة عائشة فنظر إليهم وهم في صفوف الصلاة، ثم تبسم يضحك، فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف وظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يخرج إلى الصلاة، فقال أنس وهمَّ المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم، فرحاً برسول الله صلى الله عليه وسلم، فأشار إليهم بيده رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتموا صلاتكم ثم دخل الحجرة وأرخى الستر.

وبعد ذلك بدأ النبي عليه الصلاة والسلام بالاحتضار، حيث أسندته عائشة أم المؤمنين إليها، وقد قالت رضي الله عنها: “إن من نعم الله علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته، دخل عبد الرحمن ابن أبي بكر وبيده السواك، وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيته ينظر إليه وعرفت أنه يحب السواك، فقلت: آخذه لك، فأشار برأسه أن نعم فتناولته فاشتد عليه، وقلت: ألينه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فلينته، وبعد أن انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم من السواك، رفع يده أو إصبعه وشخص بصره نحو السقف وتحركت شفتاه، فأصغت إليه عائشة وهو يقول: مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى، اللهم الرفيق الأعلى، وقد كرر ما قاله ثلاث مرات، ثم مالت يده”[2]، وانتقل إلى رحمة الله تعالى.[3]

شاهد أيضًا: كم كان عمر الرسول عندما توفي

فتنة وفاة الرسول

بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، أظلمت المدينة وأصاب الهم والكمد أصحاب رسول الله رضوان الله عليهم، وكل شيء في المدينة، وقد انفطرت قلوب الصحابة، والمصيبة أذهلت عقول الاشداء من الرجال والحكماء منهم، فتاه الرأي لدرجة أن عمر بن الخطاب رضي الله قال بعد أن أخرجته المصيبة عن وعيه: إن رجالًا من المنافقين يزعمون أن رسول الله توفي، وإن رسول الله ما مات، لكن ذهب إلى ربه، كما ذهب موسى بن عمران، فغاب عن قومه أربعين ليلة، ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات، ووالله ليرجعن رسول الله، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم يزعمون أنه مات، وفي حين كان الناس في حيرة من أمرهم وشك، وبين تصديق وعدم تصديق، جاء أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وقال في الناس: أما بعد، من كان منكم يعبد محمدًا، فإن محمدًا قد مات، ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت، ثم أتبع كلامه بقول الله سبحانه وتعالى: “وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ”[4]، فكان كلامه سلوى للمؤمنين، وتعزية للصابرين، وإنا لله وإنا إليه راجعون.[5]

شاهد أيضًا: متى توفيت ام الرسول وكم كان عمره

ومن خلال هذا المقال نكون قد عرفنا في سنة كم توفي الرسول، حيث كانت وفاته في السنة الحادية عشرة للهجرة، وكان قد مرض مرضًا شديًا قبل وفاته، وبعد أن توفي فُتن الناس من هذا الخبر، فمنهم مصدق ومنهم لا، حتى جاء أبو بكر الصديق وثبهم على إيمانهم.

المراجع

  1. ^ alukah.net , وفاة النبي صلى الله عليه وسلم , 16-05-2021
  2. ^ صحيح البخاري , عائشة أم المؤمنين،البخاري،4449،صحيح
  3. ^ islamweb.net , وفاة النبي صلى الله عليه وسلم , 16-05-2021
  4. ^ سورة آل عمران , الآية 144
  5. ^ islamstory.com , وفاة الرسول محمد , 16-05-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *