قوم عاقبهم الله بحجارة من السماء

قوم عاقبهم الله بحجارة من السماء

قوم عاقبهم الله بحجارة من السماء ، هو أحد الأسئلة المهمة التي لا بدّ من الإجابة عليها، ولهلاك الأمم أسباب كثيرة جَرت سُنَّةُ الله تعالى في عباده عند وجودها أن يهلكهم بسببها، وهذه الأسباب متداخلة يجمعها، الكفر بالله والصّدُّ عن سبيله، الاستهزاء بالرسل وتكذيبهم، الكفر بنعم الله وعدم القيام بواجب شكرها، انتهاك حرمات الله وشيوع الفواحش، والظلم، والطغيان.

قوم عاقبهم الله بحجارة من السماء

القوم الذين عاقبهم الله تعالى بحجارة من السماء هم قوم لوط، دعا نبي الله لوط قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له ونهاهم عمّا يقومون به من الفواحش، فلم يؤمنوا ولم يستجيبوا بل زادوا في فاحشتهم وحاولوا إخراج لوط عليه السلام من قريتهم، فأمر الله ملائكته بإيقاع العذاب بهم بما كانوا يفعلون فلا راد لإمره عز وجل، فأُخرج لوط عليه السلام ومن معه وقيل لم يخرج معه أي رجل، وعند شروق الشمس كان عذاب الله فاقتلع جبريل عليه السلام قراهم ورفعها إلى عنان السماء ثمّ قلبها عليهم فجعل عاليها سافلها، وأمطر الله عليهم حجارة من سجّيل وهي حجارة صُلبة وقوية مكتوب على كل حجر اسم من ستهبط عليه فلم يبق منهم أحدًا وأصبح مكان سكناهم بحيرة مالحة ليس بها نفع وذلك عبرة وآية لقدرة الله تعالى.[1]

شاهد أيضًا: من هم أصحاب الدرك الأسفل مِنَ النَّارِ

دعوة لوط عليه السلام

نبيّ الله لوط عليه السلام هو ابنُ هاران بن آزر، ابن أخ إبراهيم عليه السلام، وقد نشأ في مدينة بابل مع سيدنا إبراهيم عليه السلام، وهاجر مع إبراهيم عليه السلام إلى حوران في الشام، ولما ذهب إبراهيم عليه السلام إلى مصر، انتقل لوط عليه السلام إلى قرية سدوم بعد أن بعثه الله تعالى رسولًا إليهم، وهي قريةٌ تقع شرق النهر في غور الأردن على البحر الميت، ولم تختلف دعوته عن باقي دعوة الأنبياء قبله، فقد دعاهم إلى عبادة الله تعالى وحده، وعدم الإشراك به، وطاعة الرُّسل، والبُعد عن المعاصي، وخاصةً ما يفعلونهُ من الفواحش، وقد ذكر الله تعالى في عددٍ من الآيات بعض جوانب دعوته، كقوله تعالى: “إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ* إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ* فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُونِ* وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ* أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ* وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ”[2]، وكان لوط عليه السلام قد بلغ الأربعين من عُمره عندما بعثه الله تعالى إلى قومه؛ ليدعوهم إلى التوحيد، والإخلاص لله تعالى، وبيّن لهم أنه ناصحٌ لهم، ويُريدُ سعادتهم من غيرِ أجرٍ أو مُقابل منهم، ودعاهم برفقٍ ولين، وصدقٍ وأمانة، ولكنّهم قابلوه بالطّرد، واتّهموه بالعُدوان في سُلوكه، وطلبوا من الناس الابتعاد عنه، وقرّروا نفيهُ وطردهُ من البلاد، وفي العنوان التالي تفصيلٌ لموقفهم من دعوة نبيّهم.[3]

وهكذا فقد تعرذفنا الإجابة على قوم عاقبهم الله بحجارة من السماء، وهم قوم لوط، وقد كان لوط معاصرا للخليل إبراهيم عليهما السلام، وقد ذكر الله تعالى قصته في القرآن بتركيز على سعي النبي لوط في منعهم من ارتكاب الفواحش التي كانوا يرتكبونها فلم يسبقهم أحدًا إليهًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *