كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعبد في غار

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعبد في غار

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعبد في غار ؟ من الأمور التي يجهلها الكثيرين، حيث كان لدى العرب بعض ما تبقى من الحنيفية التي أخذوها عن دين نبي الله إبراهيم عليه السلام، حيث كانت فئة منهم أشد التزامًا بها عن غيرهم، ولكن كانت فئة أخرى تنبذ وتستنكر الشرك وعبادة الأصنام وما إلى ذلك من عادات لم يشرعها الدين، وكان من تلك الفئة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، الذي تميز عن الناس بالاعتزال للتأمل والتفكر داخل غار.

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعبد في غار

لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعبد في (غار حراء)، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم دائم الاختلاء بنفسه في الغار، وعندما كان الرسول صلوات الله عليه وسلامه في خلوة داخل غار حراء، إذا به يلتقي بجبريل عليه السلام، ليتلو عليه أول سورة العلق، حيث أعطى الله سبحانه وتعالي الإذن لجبريل بالهبوط على الرسول الكريم، وتبلغيه بالوحي.

الحكمة من تعبد الرسول في غار حراء

ظهرت حكمة الله سبحانه وتعالى في انتقاء غار حراء بالذات في حين كان هناك العديد من المغارات والجبال الأخرى في مكة، بفضل الكثير من المزايا، نورد ذكر بعضها فيما يلي:

  • يوجد غار حراء في موقع بعيد عن أنظار البشر، وهو ما يعين من يختلي على بلوغ هدفه في الانعزال عن الناس، والحصول على السكينة بمنأى عن حركة البشر وضجيجهم، فيتم له صفاء الذهن الذي يحث على التأمل.
  • يطل غار حراء على البيت الحرام، فعندما ينظر المعتكف منه يشاهد الكعبة، وهو ما يدفعه أكثر إلى العبادة، كونها الأثر الذي ما زال باقيًا من نبي الله إبراهيم وإسماعيل عليه السلام، الذي يرجع نسب رسولنا الكريم إليهما.
  • كان الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يختلي بذاته وفي الوقت ذاته يتطلع إلى البيت الحرام خلال وجوده في غار حراء، وكان يتعبد ويتجنب المعاصي، ولن تجتمع تلك السمات سوى في غار حراء.[1]

نزول الوحي على الرسول في غار حراء

كان جبريل عليه السلام هو الموكل بنزول الوحي على الرسول عليه الصلاة والسلام، ولكن كان الله تعالى قد أعد الرسول للوحي، وكان هذا من خلال الرؤيا الصادقة التي كانت تحدث بكل تفاصيلها، وبعد ذلك أمال قلبه إلى الاختلاء بذاته، وذلك كي يتأمل في صنع الله، وفقًا للفطرة الصحيحة التي خلقها الله في العباد.

وبعدها أنزل الله سبحانه وتعالى الوحي على نبينا محمد، وكان أول ما نزل في الوحي هو أن الله يأمره بالقراءة، والتصريح ببدء عهد جديد أساسه إظهار الحق وبث العلم والمعرفة، والقضاء على الخرافات، وتجدر الإشارة إلى أن السيدة خديجة رضي الله عنها قد دعمت رسول الله عليه الصلاة والسلام، حيث اتصفت بكونها نموذجًا للسيدة المسلمة والزوجة الصالحة.

وكانت السيدة خديجة تتسم بالرشد والحب والحنان والحكمة، وهو الأمر الذي جعل منها خير مؤنس للنبي، وقد فهمت أن ما وقع مع الرسول لم يكن مجرد شيئًا عاديًا، ولكنه حدث كبير يتطلب معرفة خاصة.

فأخذته إلى ورقة بن نوفل ابن عمها، فأدرك أن محمد هو آخر الرسل والأنبياء، فدخل الإيمان إلى قلبه.

شاهد أيضًا: معنى الوحي في الاصطلاح ومصادر الوحي بالتفصيل

وصف غار حراء

يوجد غار حراء في الجزء الشمالي الشرقي من المسجد الحرام، أعلى جبل حراء، في أعالي مكة، إذ أن المتوجه من مكة صوب منى يقع الجبل على جهته اليسرى، وتبلغ المسافة بين مكة وجبل حراء قرابة 4.8 كيلو مترًا، وكان أهل مكة يطلقون عليه اسم جبل النور، حيث يوجد به غار حراء، وهو عبارة عن فجوة من الجبل.

وفي نهاية المقال نكون قد عرفنا أنه كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعبد في غار حراء، حيث نزل عليه الوحي هناك،  وكان دائمًا ما يأتي إليه جبريل في غار حراء، ويحتل غار حراء مكانة عظيمة عند المسلمين في جميع أنحاء العالم.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , التعبد في غار حراء , 11-2-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *