كم حاصر الاحزاب المدينه

كم حاصر الاحزاب المدينه؟، معلومٌ أنَّ من الغزواتِ التي وقعت في زمنِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غزوةُ الأحزابِ، وبها حاصرَ المشركونَ المسلمينَ في المدينةِ المنورةِ، لكن كم كانت مدةُ الحصارِ؟ وما هي أهمِّ المعلوماتِ والأحداث المتعلقةِ بهذه الغزوة؟ وما هي الدروس المستفادةِ منها؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال الذي يطرحه موقع محتويات.

كم حاصر الاحزاب المدينه

لقد حاصر الأحزابُ مدينةُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوةِ الخندقِ، شهرًا كاملًا، وقد اجتمعَ على المسلمينَ عددًا من القبائلِ العربيةِ مثلَ مشركوا قريشَ وغطفانَ وبني سليم، وغيرهم من القبائل العربيةِ، بالإضافةَ إلى يهودِ بني قريظة والمنافقونَ،[1] وقد كانت هذه الغزوة بلاءً شديدًا على المسلمينَ، حيث قال الله تعالى: (إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا* هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا).[2]

شاهد أيضًا: من هم أهل المدينة المنورة الأصليين

نبذة عن غزوة الأحزاب

بعد أن تمَّ بيان مدةِ حصار الأحزابِ للمدينةِ المنورةِ، في غزوةِ الأحزابِ، فإنَّ في هذه الفقرة سيتمُّ ذكر أهم المعلومات المتعلقةِ بهذه الغزوة، وفيما يأتي ذكر ذلك:

أسماؤها وسبب تسميتها

سُميت غزوةُ الأحزاب بهذا الاسمِ؛ بسببِ تجمع القبائل العربية واليهود والمنافقونَ لقتالِ المسلمينَ،[3] وقد وردت هذه التسمية في قول الله تعالى: (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا)،[4] كما أنَّها سُميت بغزوةِ الخندقِ؛ وذلك لحفرِ المسلمينَ خندقًا كبيرًا حول المدينةِ المنورة.[5]

شاهد أيضًا: حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بدأ ببناء

أحداث غزوة الأخزاب

في السنة الخامسة للهجرة، اجتمع عشرةُ آلافٍ من المشركينَ لقتال المسلمينَ، وحينَ سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمخططِ الكفارِ، استشارَ صحابته الكرامَ، فأشارَ عليه سلمانَ الفارسي -رضي الله عنه- بحفرِ خندقٍ حولَ المدينةِ؛ لصدِّ هؤلاء الأحزابِ، فوافق النبيُّ على ذلك، وبالفعلِ بدأ المسلمونَ بتنفيذِ الأمر.[6]

لم يكتفِ رسول الله -صلى الله عليه وسلمَ- بحفرِ الخندقِ، بل جمعَ ثلاثة آلافٍ من الصحابةِ، لمواجهةِ هذا العدد من المشركينَ، وجهَّزهم، ونظَّم صفوفهم، وما أن وصلَت الأحزابِ إلى المدينةِ، حتى وقع أمرُ الخندقِ كالصاعقةِ عليهم؛ إذ أنَّها من المكائدِ غير المعروفةِ عند العربِ، وبدأ المسلمونض حينها برشقِ النبالِ عليهم؛ لمنعم من تجاوز الخندقِ أو ردمه.[7]

وبالطبعِ حاول المشركونَ تجاوزَ الخندقِ، وبالفعلِ نجحَ بعضهم في ذلك، إلَّا أنَّ المسلمونَ تصدوا لهم، وقد كان الصراعُ يدومُ لفتراتٍ طويلة بين جيوشِ الأحزابِ وجيوشِ المسلمينَ، حتى وصلَ الأمرُ في أحدِ الأيامِ إلى أن دخل وقتُ صلاةِ العصرِ، ولم يستطع المسلمونَ الصلاةَ حتى فات الوقتُ وغربت الشمسُ.[8]

عجزَ المشركونَ عن اقتحامِ الخندقِ، وقد كانَ معهم زعيمًا من زعماءِ اليهودِ، فأشار على المشركينَ ضمَّ يهودِ بني قريظة إلى صفهم؛ إذ أنَّ المدينةَ مفتوحةٌ من جهتهم، وبالفعلِ حدثَ ذلك، وخان يهودُ بني قريظة عهدهم مع النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- وانتشرَ الخبرُ بين المسلمينَ، وبدأ المنافقونَ ينسحبونَ، وبدأت صفوف المسلمينَ تنقى من الشوائبِ، فلم يبقى منهم إلَّا من آمنَ حقًا.[9]

شاهد أيضًا: متى كانت غزوة الخندق

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، الذي يحمل عنوان كم حاصر الاحزاب المدينه، وفيه تمَّ بيان أنَّ مدة الحصار كانت شهرًا كاملًا، كما تمَّ ذكر أهمِّ المعلوماتِ والأحداثِ المتعلقةِ بغزوةِ الأحزابِ، وفي ختام هذا المقال تمَّ ذكر بعض الدروس المستفادةِ من غزوةِ الأحزابِ.