كم عمرة اعتمرها الرسول

كم عمرة اعتمرها الرسول

كم عمرة اعتمرها الرسول وما الأسماء التي أُطلقت على تلك العُمرات، هذا سؤال من بين كثيرٍ من الأسئلة التي تُسأل عن سيرة النّبي محمد -عليه الصّلاة والسّلام- وكيف كانت سيرورة حياته، ومن أجل الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها أفردنا هذا المقال بعنوان كم عمرة اعتمرها الرسول صلى الله عليه وسلم.

تعريف العمرة

في الحديث عن كم عمرة اعتمرها الرسول، لا بدّ من شرح معنى العُمْرة فهو القصْد والذهاب إلى مكانٍ ما وجمع كلمة عمرة هو عُمرات أو عُمَر، أما تعريف أو معنى العمرة في المعنى الشّرعي فهي تلك الشّعيرة الإسلامية التي يؤديها المسلم تعبُّدًا لله -سبحانه وتعالى- وذلك بقصد زيارة الكعبة المشرّفة، ليؤدي أفعالًا تعبديّةً مخصوصةً ولكن لا يوجد وقت مخصص لتلك الأفعال، وإنّما هي مرتبطة بالوقت ينويه المعتمر، ويطلق اسم الحج الأصغر على العمرة وفيها أربعة  أركان من أركان الحج هي الحلق والإحرام والسعي والطواف.[1]

شاهد أيضًا: كيفية العمرة

كم عمرة اعتمرها الرسول

اعتمر النبى صلى الله عليه وسلم 4 عمرات، وهم عمرة الحديبية وعمرة الجعرانة وعمرة القضاء وعمرة القعْدة، ولقد اتفق الجمهور على تلك العمر باستثناء قول المذهب المالكي الذي لم يُلحق عمرة القضاء بالعمر فتكون عنده ثلاث عُمر، ومن قال بأنّها أربع عمر استدل على ذلك بحديث أنس -رضي الله عنه- حيث قال: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ اعْتَمَرَ أَرْبَعَ عُمَرٍ كُلُّهُنَّ في ذِي القَعْدَةِ إلَّا الَّتي مع حَجَّتِهِ: عُمْرَةً مِنَ الحُدَيْبِيَةِ، أَوْ زَمَنَ الحُدَيْبِيَةِ في ذِي القَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مِنَ العَامِ المُقْبِلِ في ذِي القَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مِن جِعْرَانَةَ حَيْثُ قَسَمَ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ في ذِي القَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مع حَجَّتِهِ”.[2][3]

عمرة الحديبية

وهي أول عُمرةٍ اعتمرها الرّسول صلى الله عليه وسلم، وكانت في السنة السادسة للهجرة، إلّا أنّه رجع ولم يتم العمرة؛ وذلك لأن قريش صدّته وأصحابه رضوان الله عليهم، فنحرَ الهَدي وحَلَق هو وأصحابه وتحللوا من العمرة ورجعوا إلى المدينة المنورة، وقد خرج النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- في تلك العمرة لأنه رأى في منامه بأنّه قد دخل مكة المكرمة وطاف بالكعبة المشرفة، إلّا أنّ الزمان في تلك الرؤيا لم يكن محدداً.[4]

فهم المسلمون بالخروج تحقيقاً للرؤيا النبيّ -عليه السلام- وذلك لكونها وحيٌ من الله، وهم في شوق لزيارة البيت الحرام وخاصة بعد أن غلبهم الحنين إلى وطنهم، وكان عددهم كبير فأحرم النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بالعمرة وساق معه الهَدْي حتى يعلم أهل قريش أنّه جاء معتمرًا لا نية له بالحرب، وحين علمت قريش بمجيئه ظنّت أنه جاء بنية الحرب فأعدَّت الجيش لقتاله، وحين وصل لحدود مكّة مشارفها رفضت إبله عليه الصّلاة والسّلام الحركة.[4]

عَلِم عليه السّلام أنّما امتنعت إبله عن الحركة حرمةً لبيت الله الحرام من أن يراق فيه الدماء، عندها بعث النبيّ-عليه الصّلاة والسّلام- عثمان بن عفان -رضي الله عنه- من أجل التَّفاهم مع أهل قريش وإيضاح أمر مجيئهم لهم، فأسَرُوه وبعثوا عروة بن مسعود الثقفي للاتفاق مع النّبي -عليه السّلام-  وبعد ذلك أرسلوا سُهيْل بن عمرو وعقد مع النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- صلح الحديْبية، وعلى الرّغم من عدم دخولهم مكة إلّا أنّها اعتُبرت عمرة لحصول الثواب بنيتهم.[4]

عمرة القضاء

لقد خرج النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إلى العمرة في عام سبعة للهجرة وذلك في شهر ذي القعدة، وعندها تجهّز النبيّ -عليه الصلاة والسلام- مع الصّحابة وخرجوا حرمين وهم يلبُّون، وكان اتفاق صلح الحديبية مع قريش أن تسمح لهم بدخول مكّة وأداء العمرة في العام المقبل بعد الصلح، في عمرة القضاء خرج كثير من أهل مكة إلى التلال والجبال واعتمر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وأصحابه، واستمرّت عمرتهم ثلاثة أيّام حتى انتهوا وخرجوا في اليوم الرابع من مكة، وتُسمّى هذه العمرة بعمرة القضاء وذلك لأنّ النّبي عليه الصّلاة والسّلام قاضى وصالح بهذه العمرة،[3] وقد قال تعالى: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ فَتْحاً قَرِيباً}.[5]

عمرة الجعرانة

العمرة الثّالثة التي خرج فيها النبيّ -صلى الله عليه وسلم- هي عمرة الجعرانه، وقد خرج مُحرِماً من منطقة تدعى الجعرانة وذلك في السنة الثامنة للهجرة في ليلة يوم الأربعاء من اليوم الثاني عشر من شهر ذي القعدة، وكان يطلق على هذا العام اسم حنين، وقد غُيبت هذه العمرة عن الكثير من النّاس وذلك لأن النبيّ – عليه السلام- قد خرج إليها ليلاً ودخل إلى مكة ليلاً وخرج من مكة أيضًا في الليل، وكان هذا الأمر بعد انتهاء غزوة حُنين وتقسيم الغنائم مابين الصحابة في منطقة الجِعرانة، والتي تقع ما بين مكة والطائف.[3]

عمرة حجة الوداع

لقد جمع النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- ما بين العمرة والحجّ في حجّة الوداع، ولقد كانت هذه العمرة آخر عمرة له صلى الله عليه وسلم، وخرج الرّسول -صلى الله عليه وسلم- مع الكثير من الصّحابو والمسلمين لهذه الحجة في يوم السبت الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة وذلك في العام العاشر من الهجرة.[6]

فصلى عليه الصلاة والسلام الظهر أربع ركعات وخطب في المسلمين ليعلمهم صفة العمرة وطريقتها ثم خرج، وتجهّز معظم المسلمين لذلك وخرجوا مع النّبي =عليه الصّلاة والسّلام- وانضم له في الطريق الكثير من القبائل المسلمة، وكان عليه الصلاة والسلام يلبي ويصدح هو ومن معه من المسلمين  بقولهم: “لبّيك اللهمّ لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك، إنّ الحمد والنّعمة لك والملك، لا شريك لك”، ودخل مكة في اليوم الخامس من شهر ذي الحجّة، فاغتسل قبل دخوله إياها ومن ثم دخل المسجد ولبّى وكثر من الدعاء وبدء بعد ذلك بأعمال العمرة.[6]

شاهد أيضًا: كم مرة اعتمر الرسول صلى الله عليه وسلم

ما هي أركان العمرة

بعد ذكر كم عمرة اعتمرها الرسول، سننوه أنّ للعمرة أركاناً وشروط لا بدّ من من يقوم بالعمرة من تحقّيقها والقيام بها على أكمل وجه، ولكن أئمة المذاهب الفقهية الأربعة قد اختلفوا في تحديد تلك الأركان، على الرُّغم من اتّفاقهم بأنّ الإحرام مقدّمٌ على جميع أعمال العمرة، وفيما يأتي سيرد بيان لذلك الخلاف:[7]

  • القول الأول وهو مذهب المالكية والحنابلة: فقد ذهب أئمة هذين المذهبين إلى القول بأنّ للعمرة ثلاثة أركان  وهذه الأركان هي:
    • الإحرام .
    • الطواف.
    • السعي بين الصفا والمروة.
  • القول الثاني وهو مذهب الشافعية: فقد ذهب أئمة المذهب الشّافعي إلى القول بأن للعمرة خمسة أركان وهذه الأركان هي:
    • الإحرام.
    • الطواف.
    • السعي بين الصفا والمروة.
    • الحلق أو تقصير الشّعر.
    • الترتيب بين أركان العمرة.
  • القول الثالث وهو مذهب الحنفية: فقد ذهبوا إلى أن للعمرة ركناً واحداً فقط ويتمثّل هذا الرُّكن بالإتيان بأربعة أشواطٍ من الطّواف أو أكثر من ذلك، وقد اعتبروا أن الإحرام للعمرة هو شرطٌ لها، أما السّعي ما بين الصفا والمروة والتحلّل من الإحرام فهو من الواجبات.

شاهد أيضًا: دعاء السعي بين الصفا والمروة في العمرة

أدعية تقال في العمرة

هناك العديد من الأدعية والأذكار التي وردت عن الرّسول -صلى الله عليه وسلم- لتُقال في العمرة، منها ما يُقال أثناء الطّواف ومنها ما يُقال عند السعي ومن تلك الأدعية ما يأتي:

  • أدعية الطواف: ومن أدعية الطّواف ما يأتي
    • الدعاء عند بدء الطواف: “بِسمِ اللَّهِ واللَّهُ أكْبَرُ، اللَّهُمَّ إيمَاناً بِكَ وَتَصدِيقاً بِكِتابِكَ، وَوَفاءً بِعَهْدِكَ وَاتِّباعاً لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ”.
    • الدعاء عند المرور بِجانب الحجر الأسود وذلك في الأشواط الثلاثة الأولى: “اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ حجاً مبروراً وذنْباً مَغْفُوراً، وَسَعْياً مَشْكُوراً”.
    • الدعاء عند المرور بالحجر الأسود في الأشواط الأربعة الباقية: “اللَّهُمَّ اغْفِر وَارْحَمْ، وَاعْفُ عَمَّا تَعْلَمْ وَأنْتَ الأعَزُّ الأكْرَم، اللَّهُمَّ رَبَّنا آتنا في الدُّنْيا حسنة وفي الآخرة حسنة وَقِنا عَذَابَ النَّارِ”.
    • الدعاء الذي يُقال ما بين الكعبة والحجر الأسود: “اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ حَمْداً يُوَافِي نعمك، ويكافئ مَزِيدَكَ، أحْمَدُكَ بِجَمِيعِ مَحَامِدِكَ ما عَلِمْتُ مِنْهَا وَمَا لَمْ أَعْلَمْ على جَمِيعِ نِعَمِكَ ما عَلِمْتُ مِنْها وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَعَلى كُلّ حالٍ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ على مُحَمََّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ، اللَّهُمَّ أعِذنِي مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ، وأَعِذْني مِنْ كُلِّ سُوءٍ، وَقَنِّعْنِي بِمَا رَزَقْتَنِي وَبَارِكْ لِي فِيهِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أَكْرَمِ وَفْدِكَ عَلَيْكَ، وألْزِمْنِي سَبِيلَ الاسْتِقَامَةِ حتَّى ألْقاكَ يا رب العالمين”.
  • أدعية السعي: وهي الأدعية التي تُقال حين البدء بالسعي: “الله أكبر ثلاثاً، ثُم ولِلَّهِ الحَمْدُ، اللَّهُ أكْبَرُ على ما هَدَانا، والحَمْدُ لله على ما أولانا، لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ يُحْيِي ويُمِيتُ، بِيَدِهِ الخَيْرُ، وَهُوَ على كل شئ قَدِيرٌ،لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، أنجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين لَهُ الدّينَ وَلَوْ كَرِهَ الكافِرُون، اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ: ادْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ، وَإِنَّكَ لا تُخْلِفُ المِيعادَ، وإنِّي أسألُكَ كما هَدَيْتِني لِلإِسْلامِ أنْ لا تَنْزِعَهُ مِنِّي حتَّى تَتَوَفَّاني وأنَا مُسْلِمٌ”.

وفي نهاية مقال كم عمرة اعتمرها الرسول تبيّن أنّها أربع عمرات قد اتّفق جمهور العلماء على أسمائها، وبعد ذلك ألقينا الضّوء على أركان العمرة عند أئمة المذاهب الأربعة، مع ذكر بعض الأدعية الواردة عن الرّسول صلى الله عليه وسلم في العمرة.

المراجع

  1. ^ marefa.org , عمرة , 21-05-2021
  2. ^ صحيح مسلم , مسلم، أنس بن مالك، 1253، صحيح
  3. ^ alukah.net , كم عمرة اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم؟ , 21-05-2021
  4. ^ al-eman.com , عمرة الحديبية في ذي القعدة سنة 6 هـ , 21-05-2021
  5. ^ الفتح , آية 27
  6. ^ islamweb.net , حجة الوداع , 21-05-2021
  7. ^ alukah.net , صفة العمرة , 21-05-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *