كيف اعفو عن من ظلمني

كيف اعفو عن من ظلمني

تزداد قيمة السؤال السابق بما يمر من وقت في حياة الإنسان. فكلما زاد كبراً وطعنا في  السن كلما زاد “تسامحاً” مع كثير ممما يحدث حوله ويجسد “إرادة الله” في إدارة شؤونه مع أهل الأرض. وكلما يزداد الخط الفاصل بين الحقيقة والسراب اتضاحاً . ” كيف اعفو عن من ظلمني ؟” هذا هو عنوان السؤال الذي نحن بصدد مناقشة إجابته معكم من خلال محتوى مقالنا التالي بموقع محتويات.

هل نستطيع جميعاً أن نعفو؟

وفقاً للنسق الفلسفي والذي تحدث عن تعريفات للفضيلة، وللمثل العليا، والتي تجلت في أرقى معانيها لدى الفيلسوف “أفلاطون” في  حديثه عن تصور “المدينة الفاضلة”. فإنه ينبغي علينا أن نتسامح، وأن نعفو، وأن نتغافل لإبقاء الود.

ووفقاً لكثير من الفلاسفة الآخرين، فإن طاقة أو رغبة العفو لا تأتي حقاص إلا لكل قادر، أي من يملك القدرة على الإيذاء، ولكنه آثر العفو، والتسامح، أي أنه ينبغي أن تسامح وأنت قوي ولا يتفق التسامح أبداً مع كونك ضعيفاً.

في حقيقة الأمر..إن كثير من الأخلاقيات تتنافى مع ضعف الشخصية وليس العفو وحده، ولكن هل يعني السؤال أننا لا نستطيع أن نعفو لأننا ضعفاء، هل كلنا ضعفاء؟

إذا كشفنا عن أكثر ما أوضحته تعاليم الديانات السماوية، وخاصة المسيحية والإسلام “على الترتيب” فإننا سنجد تأكيدهما على “العفو عند المقدرة”، وعلى ضرورة الحرص في التعامل مع الجميع، خاصة مع من ألحقوا بنا أذى أو ضرر كان بالنسبة لنا درس من دروس الحياة، فقال محمد صلى الله عليه وسلم “المؤمن كَيس فَطن” .

ونعني بالحديث الشريف أنه إذا عفوت مثلاً، عليك أن تكن قوياً، وحريصاً في التعامل مع من آذوك، فلا ترد لهم باباً، ولكن لا تنغمس معهم في طريق هلاك مثلاً، أو إذا تراءى منهم ما قد يثير حفيظتك مرة أخرى تجاههم فعليك بالاعتزال لما يؤذيك.

نؤكد أيضاً أنه مهما طال الوقت على أعتى الخصومات، فإن ما يتعرض له الفرد من إبتلاءات حقيقية، تجعله يكتشف حقيقته كإنسان في كل مرة يُبتلى بها، تُقربه كثيراً من خط التسامح، ويدرك حينها مبلغ قوة لا مثيل لها.

ونضيف أننا لسنا ضعفاء، ولكننا في رحلة التعامل مع الآخرين قد نصيب وقد نخيب، وعلى قدر تقبل الفرد لنفسه ولاختلافه عن الآخرين، وعلى قدر تأمله في أحوال البشر وفقاً لما تم إرسائه من قواعد إلهية لا تتنافى أبداً مع ما تم ذكره بالكتب السماوية ، سيجد الفرد منا الصورة أكثر وضوحاً، وسيعرف كيف يرى مكسباً حقيقياً في العفو.

التخلص من قيد الخصومة أول طريق العفو
التخلص من قيد الخصومة أول طريق العفو

كيف اعفو عن من ظلمني ؟

بادر بالسؤال، وابدأ بالسلام، واظهر قوتك في تحملك لما سيبدر من الآخر. قد يبدو الأمر صعباً بشكل كبير للوهلة الأولى. ولكن ما قد تلمسه من ضعف في نفس الظالم سيمدك بقوة لا تتخيلها.

قد يجتمع مع الظلم، جبروت أو افتراء. وهذه الصفات عمرها قصير مهما طال أمدها، ولهذا خلق العلي العظيم ليلاً ينقشه ليظهر النهار الجديد، لتستمر الحياة، ولا تتوقف بمرور أحدهم منها.

ما نحاول إعلامكم به، أن إقناع نفسك بان “كل مُر سيمُر” هو أول الطريق لحل مشكلة مع ظالم، ونؤكد مع هذه الحقيقة أيضاً، أن العفو أمر مهم.

فالعفو يمنح صاحبه صبراً، والصبر ليس سمة الضعفاء أبداً، ومن اعتاد الصبر على الابتلاء تهون أمامه الصعوبات الأخرى التي لا يحتملها بشر، ويحميه الله من أشد ما قد يقع ببشر، وهو تسليط نفسه عليه.

لهذا، فمهما طال الأمد على التسامح بينكم، سامحوا، واعفو، وانووها أولاً أمام الله عز وجل، وادعوه أن يعينكم على العفو وأنتم أقوياء.

أقصر خطوات العفو هو السلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *