كيف تستدل بالايات الواردة على ان الظلم من كبائر الذنوب

كيف تستدل بالايات الواردة على ان الظلم من كبائر الذنوب

كيف تستدل بالايات الواردة على ان الظلم من كبائر الذنوب هو مقالٌ سيرد فيه توضيح معنى الظلم، وكيف تعامل الإسلام مع الظلم، وما الآيات الّتي رفضت الظلم ونهرته، والظلم عكس العدل والحقّ، فالعدل هو بذل الحقوق المستحقة والواجبة لأصحابها، أي إعطاء كلّ ذي حقٍّ حقّه، والإسلام هو دين الحقّ والعدل، حيث أمر بإيصال الحقوق لأصحابها، وعدم هضمها وأخذها، وإلّا أصبح الأمر ظلماً، والعدل صفةٌ من صفات الله سبحانه وتعالى، فالله  سبحانه وتعالى لا يظلم أحداً وإنّما من صفاته العدل المطلق بين جميع الخلائق، وأمر عباده بالعدل مع الله والعدل مع عباده والعدل مع النّفس، فالعدل مع الله سبحانه وتعالى بعبادته وحده وإفراده بالعبادة وعدم الإشراك به أبداً، أمّا العدل مع النّفس أن تسلك بها سبيل نجاتها .[1]

تعريف الظلم

للتّعرّف على كيف تستدل بالايات الواردة على ان الظلم من كبائر الذنوب لابدّ من معرفة ما هو الظلم، فالظلم ظلماتٌ يوم القيامة، وقد وضع أهل العلم تعريفاً للظلم، فهو أكل الحقوق وعدم تأديتها لأصحابها أو الانقاص منها، وهو الخروج عن الحقّ في المعاملة  ، وهو وضع الشّيئ في غير موضعه ، وهو الميل عن القصد السّليم، وكما كان للعدل أنواعٌ فقد اتّفق العلماء أنّ للظلم أنواعٌ أيضاً، ظلم الإنسان لربّه، وظلم الإنسان لنفسه، وظلمه للنّاس، فلكلٍّ حقّه ووجب على الإنسان تأديته وعدم التّهاون فيه، أمّا ظلم الإنسان لربّه وذلك بالإشراك به والعياذ بالله، فالله سبحانه وتعالى أمر عباده بتوحيده وعبادته، فإذا أشرك الإنسان بربّه فقد ظلمه، والله سبحانه وتعالى لا يغفر أن يُشرك به فذلك ظلمٌ كبير.

أمّا ظلم الإنسان لنفسه فيتمّ ذلك بأن يضع الإنسان نفسه في ميادين المعاصي ويبتعد عن الطّاعات، والابتعاد بها عن الحق وتأدية الأمانات، وعدم السّير بها على المنهج القويم السليم فبذلك ظلم الإنسان نفسه وأهلكها، وأمّا النّوع الثّالث من أنواع الظلم فهو أن يظلم الإنسان النّاس، وذلك بعدم تأدية حقوقهم عليه، كالزّوجة والأولاد مثلاً فمن حقّهم النّفقة والتّربية السّليمة، وكالجار له حقّ على الإنسان بأن يحفظ حقّ جيرته، ولأصحاب المال حقّ بحفظ أموالهم وإرجاعها لهم، فأيّ تقصيرٍ بذلك فقد ظلم النّاس.[2]

كيف تستدل بالايات الواردة على ان الظلم من كبائر الذنوب

إنّ الإجابة على سؤال كيف تستدل بالايات الواردة على ان الظلم من كبائر الذنوب يتلخّص في أنّ الإسلام والظلم لا يلتقيان، فالإسلام هو طريق الحقّ والصّواب، وعقيدة التّوحيد هي أضمن طريقٍ لمحاربة الظّلم وأشكاله، وقد حرّم الإسلام الظلم واعتبره من كبائر الذنوب، حيث ورد مصطلح الظلم في القرآن الكريم في نحو 289 موضع، وجاء الفعل “ظلم” في خمسٍ وثلاثين مشتقّة لغويّة، وهذا القدر الكبير من ذكر الظلم في القرآن الكريم يدلّ على خطورة هذا الدّاء وعِظم حرامنيّته، حيث لم يترك القرآن الكريم باباً من أبواب الظلم إلا حذّر منه، وبيّن جزاء وعقاب من يفعل ذلك، وفيما يأتي بعض الآيات التي تدل على أن الظلم من كبائر الذنوب:[3]

  • فأمّا من ظلم الله سبحانه وتعالى وأشرك به والعياذ بالله، فقد أكدّ القرآن الكريم أنّ الشّرك بالله أعظم أنواع الظلم، وتوعّد الله سبحانه وتعالى للظّالمين ممّن أشركوا به الهلاك والعذاب في الدّنيا والآخرة قال تعالى:{إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ}.[4]
  • وأمّا ظلم الإنسان للنّاس والّذي يشمل كلّ الخطايا والسّيئات الّتي يقترفها الإنسان في حقّ أخيه، كظلم الدّماء وظلم الأموال وظلم في الأعراض، وكلّ ذلك حرّمه الإسلام تحريماً قاطعاً قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ ۚ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا*وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا}.[5]

فالظلم ذنبٌ عظيمٌ وهو من كبائر الذنوب الّتي حرّمها الإسلام، وأمر باجتنابها فعلى المسلم أن يبتعد عن ظلم نفسه ويتّبع ما أمر به الله سبحانه وتعالى.

كبائر الذنوب

كبائر الذنوب هي ما عظم وكبر من الذّنوب  وورد فيها حدٌّ أو عقابٌ أو نارٌ أو لعنٌ، وتتدرّج في عظم الذّنب وجرمه وتعدّ السّبع الموبقات أعظم الكبائر ومعنى الموبقات أي المهلكات، وقد اختلف أهل العلم فيما بينهم بعدد كبائر الذنوب فمنهم من قال أنّ عددها سبعون ومنهم من قال أكثر، أمّا عن السّبع الموبقات فهي بالتّرتيب حسب عظمها وأوّلها الشّرك والعياذ بالله والسّحر وقتل النّفس بغير الحقّ والربا وأكل مال اليتيم بالباطل والفرار من الزّحف وقذف المحصنات، ويوجد لبعض الكبائر حدودٌ شرعيّة يجب أن تقام على فاعلها ومنها السّرقة والزّنا وسبّ الأنبياء وشرب المسكرات، فيجب على المؤمنين والمسلمين تجنّب الكبائر والحذر منها.[6]

كيف تغفر كبائر الذنوب

إنّ مرتكب الكبائر من الذّنوب العاصي لما أمر الله تعالى به وعده الله بأضعاف العذاب يوم الحشر، ووعده الله بأنّه سيخلد  في النّار ذليلاً مهاناً إلّا من عاد إلى طريق الصّواب والحقّ وأراد أن يطهر قلبه وروحه من الآثام والذّنوب، فكيف عساه يكفّر تلك الذّنوب العظيمة الّتي أقدم على ارتكابها، وتتمحور إجابة هذا السّؤال أنّ الوسيلة لذلك هي التّوبة النّصوح، فعليه أن يتوب إلى الله جلّ وعلا توبةً نصوحاً ويكثر من الاستغفار والعمل الصّالح، فالتّوبة تكفّر كل الذّنوب حتّى الكبائر منها بإذن الله تعالى، لكن لهذه التّوبة شروط لتقبل عند الله عزّ وجلّ وهي:[7]

  • أوّلاً الابتعاد عن المعاصي وتركها.
  • ثانياً الشّعور بالنّدم على ارتكابه إياها.
  • ثالثاً إذا كان لهذه المعاصي ظلمٌ أو أكل حقٍّ للغير فعلى طالب التّوبة أن يؤتي كلّ ذي حقٍّ حقّه ويستحلّ منه.
  • رابعاً أن يكون صادقاً في توبته عازماً على ألّا يرجع عنها.

مقال كيف تستدل بالايات الواردة على ان الظلم من كبائر الذنوب قد أجاب عن هذا السّؤال حيث أنّ الظّلم من أعظم الكبائر و أعظمها جرما كما ورد به الحديث عن تعريف الظّلم والتّعريف بأنواعه، وتحدّث عن كيفيّة تعامل الإسلام مع الظلم وكيف أنكره ونهره، وأتى بذكر بعض من كبائر الذنوب والسّبع الموبقات المهلكات في الدّنيا والآخرة وتحدّث أيضاً عن التّوبة النّصوح الّتي هي طريق المغفرة والعفو من الله تعالى وذكر شروط قبولها وتكفير الذّنوب بها وكذلك جاء بذكر العدل وتعريفه أنّ العدل صفةٌ من صفات الله جلّ وعلا.

المراجع

  1. ^ saaid.net , العدل , 07/10/2020
  2. ^ islamweb.net , تعريف الظلم وأنواعه والسبيل إلى اجتنابه , 07/10/2020
  3. ^ islamweb.net , مصطلح " الظلم " في القرآن الكريم , 07/10/2020
  4. ^ سورة المائدة , الآية 72
  5. ^ سورة النساء , الآية 29،30
  6. ^ islamweb.net , الكبائر.. ضابطها.. أنواعها وعددها , 07/10/2020
  7. ^ islamweb.net , الكبائر.. ضابطها.. أنواعها وعددها , 07/10/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *