كيف تميز أصدقاءك الصالحين وتحبهم

كيف تميز أصدقاءك الصالحين وتحبهم

كيف تميز أصدقاءك الصالحين وتحبهم، يجهل الكثيرين كيفيّة البحث عن الأصدقاء الصالحين وإيجادهم، ويصعب على البعض الآخر أيضًا، تحديد إن كان الشخص المقرب لهم صديقًا حقيقيًا أم لا، في الحقيقة تتعدد معايير ومواصفات اختيار الصديق الصالح، فالهدف من البحث المطول عنه؛ هو عدم الندم من صحبته لاحقًا، وانعدام الخير من صحبته، وبالرغم من قلة وجود الصديق الحقيقي والصالح اليوم، إلّا إنّ الحاجة لهم تفتضي بذل الجهد في البحث عنهم.

الصداقة الحقيقية

تعرف الصداقة بأنّها؛ علاقة شخصيّة مميزة ترتكز على الاهتمام المتبادل بين الطرفين، وبحرص كلاهما على تحقيق الرفاهيّة من أجل الآخر، كما تعد الصداقة مركزًا للحياة، وأساسًا لبلورة شخصيّة الإنسان، ولا يمكن الاستغناء عنها، أمّا الصداقة الحقيقيّة العميقة؛ فهي تجمع بين الرفاهيّة والأخلاق، والتوافق المتبادل بين الأطراف، وتتضمّن في طبيعتها على الاهتمام المميز بالأصدقاء، الذي يعد نوعًا من أنواع الحب، وهو النوع الذي يتسم بالاحترام، والشعور بالود، والألفة البعيدة عن تحقيق المصالح والأهداف الشخصيّة.[1]

الصديق الصالح

يعد اختيار الصديق الصالح العامل الرئيس في استدامة الصداقة ونجاح العلاقة، فالصديق الصالح والحقيقي وهو الذي يتقبل صديقه كما هو، وهو الذي يسعى جاهدًا لإسعاد صديقه وحمايته، والدفاع عنه، كما يحاول تقديم الدعم دائمًا له ومساندته في مختلف الظروف والأوقات، يقف إلى جانب صديقه يدًا بيد نحو الخير والسعادة،[3] أمّا الصديق الصالح فهو الذي يذكّر صديقه بربه وبدينه إن غفل عن ذكرهما، وهو الذي يتجاهل زلات صديقه ويحاول تقويمه ويتفادى تتبعها، فهو من سلم المسلمون من لسانه ويده.

كيف تميز أصدقاءك الصالحين وتحبهم

لا أحد يستطيع العيش في جزيرةٍ أو مكانٍ منعزلٍ عن الأشخاص، ولا أحد يستطيع الاستغناء عن رفقة الأصدقاء لضرورة الحاجة لهم، لكن يجدر البحث عن الصحبة والأصدقاء الصالحين الذين في مجالستهم الأمان، وفي صحبتهم ومخالطتهم طمأنينة للقلب، وفي الحديث معهم تفريجًا للهم والحزن، فهؤلاء من لا ينعدم الخير منهم ومن لا يكون في صحبتهم أيًّا من مظاهر الشر أو الأذى، بل على العكس تمامًا قالصديق الصالح؛ هو المدعى الرئيس لطريق الخير والهداية، ومن خلال كلماته أو أفعاله تأثيرًا كبيرًا لهداية الطرف الآخر وتقويمه، وذلك يعود إلى عدم مجاملته وصدقه المطلق في إبصاره للعيوب ومواطن الخلل والرغبة في جعل صديقه أفضل، وصالح الحال مقتديًا بأخلاق وأفعال الأنبياء والصحابة الكرام.[2]

لكن كيف تميز أصدقاءك الصالحين وتحبهم، وكيف يمكن تحقيق المنفعة المرجوّة من الصداقة، فكما يقال؛ في الجليس الصالح منفعة في الدين والدنيا، هذا ما ستقدمه النقاط الآتية لتوضح معايير تمييز واختيار الصديق الحقيقي والصالح:

تقييم طريقة التواصل

كيف تميز أصدقاءك الصالحين وتحبهم عن طريق تقييم طريقة التواصل والتحدّث، تتم من خلال فحص العلامات الآتية:[3]

  • تقديم التشجيع والدعم؛ بحيث يقدم الأصدقاء الحقيقين الدّعم المطلق لأصدقائهم وذلك لإشعارهم بالسعادة والثقة والطاقة الإيجابيّة.
  • تقديم المجاملات والعبارات التشجيعيّة والتحفيزيّة دائمًا لتحقيق النجاح والتفوق.
  • الاستماع باصغاءٍ تامٍ، والتواصل الحقيقي في العينين، والحرص على تذكره كل ما قيل له.
  • التحدث بصراحة وشفافيّة؛ فالأصدقاء الحقيقيون يتشاركون الأسرار والقصص.
  • ملاحظة مدى صدق الآخر؛ فالص\يق الحقيقي صدقًا وصريحًا لا يكذب.
  • ملاحظة تجنّبه النميمة، والثرثرة، وإطلاقه للشائعات الكاذبة.

تقييم الأفعال

لا بدّ من تقييم أفعال وتصرفات الشخص لتحديد واختيار الصديق الصالح على أساسها ومن أبرز الافعال الواجب ملاحظتها ما يأتي:[3]

  • تخصيص الصديق الوقت الكافِ لصديقه مهما كثرت وبلغت مشاغله.
  • تحقيق تواصل المتبادل وبذل الطرفين نفس المقدار من الجهد للحفاظ على استمراريّة الصداقة.
  • التزام الصديق بجميع أقواله ومواعيده وعدم تجاهلها.
  • تحديد وجود دوافع أخرى وأهداف من الصداقة أو من تقرب الصديق؛ فالصديق الصالح هو من يسعى إلى التقديم والدعم والتحفيز لا عكس ذلك.

تقييم المشاعر

يمكن تقييم إظهار المشاعر الصادقة والحقيقيّة عن طريق العلامات الآتية:[3]

  • الشعور بأن الصديق يشعر صديقه بالرضا عن نفسه وأنّ بإمكانه التغلب على حميع المشكلات.
  • الشعور بقيمة الذات وأهميتها من خلال النصائح التي يقدمها الصديق.
  • الإحساس بالسعادة والسرور أثناء وجود الصديق.

مواصفات الصديق الصالح

يتاح للإنسان اختيار أصدائه لا عائلته ،ويطمح الكثيرين بالحصول على أصدقاء صالحين يعتبرونهم جزءًا من العائلة، ولحسن الحظ يمكن للأصدقاء بأن يصبحوا فعليًّا جزءًا لا يتجزء عن العائلة، حيث إنّ الصداقات الحقيقيّة سببًا للعيش حياة أكثر سعادة، ولا ينبغي أبدًا التقليل من أهميّة وقيمة الصداقة، فهي الجسر الداعم للإنسان في السراء والضراء، لكن لنيل ذلك لا بدّ من اختيار صديق حقيقي وصالح لا شك في محبته وصدقه، من أبرز مواصفاته ما يأتي:[4]

  • تقبله لصديقه كما هو بعيوبه وأخطائه طوال الوقت.
  • وجوده في الأوقات الصعبة، ودعمه الحقيقي والفعال لصديقه لتجاوز المصاعب.
  • دعمه التام لصديقه في لحظات الفرح والسعادة والاحتفال بإنجازاته.
  • تخصيصه الوقت الكافِ لصديقه كأولويّة من أولويات الحياة.
  • تقديمه النصائح الجيدة، ودعم الصديق دائمًا على اتخاذ الخيارات الصحيحة.
  • تشجيعه لصديقه على تحقيق الأهداف وتقديم المساعدة له.
  • يُشعر صديقه بالراحة والطمأنينة دائمًا؛ نتيجةً لوقوفه إلى جانبه ودعمه له.

طرق المحافظة على الأصدقاء

بعد معرفة كيف تميز أصدقاءك الصالحين وتحبهم، تجدر الإشارة إلى أبرز طرق المحافظة على الأصدقاء وكيفيّة تطوير الصداقة وجعلها علاقة متينة لا يمكن تبديدها، حيث توجد العديد من الطرق التي من شأنها تعزيز الصداقة وتقويتها، لأنّ الصداقة تحتاج إلى بذل الجهد والوقت الكافِ للمحافظة على دوامها، وفي ما يأتي أهم الطرق لدعم الصداقة:

البقاء على اتصال دائم مع الصديق

يعد التواصل المستمر أساسًا للحفاظ على الصديق، ورابطًا لا يمكن نزعه، إذ يمكن إرسال رسائل نصيّة أو صور مضحكة لهم أو رابطًا لمقالٍ أو رابطًا لفيديو مضحك أو حتى محادثتهم هاتفيًا، والاطمئنان عنهم، وعن أخبارهم، وتجنّب إطالة مدة التواصل معهم، والتفاعل معهم على مواقع التواصل، وإشعارهم بالاهتمام بأمورهم، والرغبة في معرفتها، ومشاركتها معهم، ومن المهم الأخذ بعين الاعتبار؛ مشاغل الحياة، وعدم الانزعاج من تأخرهم عن الرد في حال حدوث ذلك.[6]

الالتقاء بالصديق

يعد التواصل المباشر مع الأصدقاء من أفضل طرق المحافظة على الصديق، كما يعتبر وسيلة لإنعاش الصداقة وتجديدها؛ بحيث يمكن إقامة المشاريع المشتركة مع الصديق، والخروج لتناول الطعام، والخروج في رحلاتٍ، والذهاب للتسوّق، بهدف قضاء بعض الوقت معه وتجديد وانعاش العلاقة، كما الالتقاء بالصديق في أوقات الفرح وإقامة المفاجآت له كالاحتفال بيوم ميلاده أو بالمناسبات الخاصة له لمشاركته بها.[6]

تقديم المساعدة

يعد تقديم المساعدة للصديق والبقاء إلى جانبه وقت المحن والمصاعب من أهم روابط تقوية العلاقة، إذ إنّ الصديق الصالح والحقيقي لا يتخلى عن صديقه عند تعثره أو وقوعه في المشكلات، بل يسعى جاهدًا لإيجاد الحلول ومساعدة صديقه والتخفيف عنه، كما لا يتردد في تقديم النصيحة والمشورة، ويحاول جاهدًا تقديم الدعم النفسي لصديقه لمساعدته على تقبّل المشكلات وحلّها.[6]

علامات التخلي عن الأصدقاء

يجد بعض الأشخاص الكثير ممن يصادقونهم يطمحون للاستفادة أو لنيل مكاسبٍ معينةٍ، هذا النوع يطلق عليه باسم الصداقة المزيفة، يصعب في كثير من الأحيان الكشف السريع عنها لذلك لا بدّ من تقديم أبرز الأمور التي تسهم في الكشف عن الصديق المزيف وهي:[5]

  • غياب العادات والممارسات الصحيّة عنه، فكثيرًا ما تجده يقود صديقه للمارسات الخاطئة؛ كالنميمة، والتدخين.
  • التلاعب بمشاعر الأصدقاء وبعاطفنهم.
  • التشابه والتقليد غير المبرر والمرغوب به.
  • غياب اللبنات الاساسيّة للصداقة؛ كالصدق، والثقة، والاحترام.
  • غياب المبادرة والرغبة في الالتقاء أو الحديث أو التواصل.
  • انعدام الطبيعة والعفويّة عند ملاقاتهم والشعور بالخجل أو إخفاء الشخصيّة والمشاعر أمامهم.

وختامًا تكون السطور السابقة قد أشارت إلى كيف تميز أصدقاءك الصالحين وتحبهم، وأشارت إلى مفهوم الصداقة الحقيقيّة، والصديق الصالح، وأهم صفاته، كما قدمت شرحًا مفصلًا عن أهميّة الصداقة، ومعايير اختيار الأصدقاء، وطرق المحافظة عليهم، بالإضافة إلى أبرز المواضع التي يمكن من خلالها الكشف عن الصداقة المزيفة، وبالتالي؛ ضرورة التخلي عن الصديق.

المراجع

  1. ^ plato.stanford.edu , Friendship , 22-12-2020
  2. ^ alukah.net , الأصدقاء , 22-12-2020
  3. ^ wikihow.com , How to Decide if Your Friend is a True Friend , 22-12-2020
  4. ^ goodnet.org , 7 Signs of a True Friend , 22-12-2020
  5. ^ aljazeera.net , 7 علامات يحددها علم النفس للتخلي عن صديقك فورا , 22-12-2020
  6. ^ wikihow.life , How to Maintain a Friendship , 22-12-2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *