لماذا زوج الله نبيه بزينب بنت جحش

لماذا زوج الله نبيه بزينب بنت جحش

لماذا زوج الله نبيه بزينب بنت جحش ؟ سؤالٌ يكثر البحث عنه، وسيكون هذا السؤال هو عنوان المقال، ومن المعلوم أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نبيَّا من البشر، وإنَّ مما يدلُّ على بشريته أنَّه تزوَّج النساء كغيره، وفي هذا المقال سيتمُّ بيان السبب الذي من أجله زوَّج الله -عزَّ وجلَّ- رسوله الكريم من الصحابية زينبُ بنتُ جحش، كما سيتمُّ بيان الحكمة من عدم زواج النبيِّ بها ابتداءً، وفي الختام سيتمُّ ذكر نبذةٍ مختصرةٍ عنها.

لماذا زوج الله نبيه بزينب بنت جحش

يرجع السبب الرئيسي لزواج النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- من زينب، لئلَّا يكون على الرجلِ من حرجٍ من الزواج من زوجة ابنه بالتبني، وقد جاء ذلك صراحةً في القرآن الكريم، حيث قال تعالى: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولً}، حيث كان زيد بن حارثة ابن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- بالتبني؛ وذلك قبل إبطال عادة التبني.[1]

شاهد أيضًا: ما هو لقب زوجات رسول الله 

الحكمة من عدم زواج النبي من زينب ابتداءً

قد يسأل سائلًا، لو كان الله -عزَّ وجلَّ- يعلم بأنَّ زيدًا سيُطلق زينب بنت جحش فلماذا سمح الله بهذا الزواج؟ ولماذل لم يزوِّجها للنبي -صلى الله عليه وسلم- ابتداءً، وفيما يأتي بيان الإجابة على ذلك:[2]

  • لا يجوز للإنسان أن يقترح على الله تعالى ماذا يفعل، ولا أن يعترض على فعله، وذلك لكمال علم الله تعالى وحكمته وقدرته، فلا يفعل إلا ما فيه الحكمة والمصلحة، التي كثيرًا ما تغيب عن الإنسان ولا يعلمها قال الله تعالى : {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}.
  • أمْرُ الله تعالى رسوله -صلى الله عليه وسلم- بتزوج زينب بعد طلاق زيد لها فيه حكمة عظيمة، وهي تقرير إبطال التبني تقريرًا عملياً من الرسول -صلى الله عليه وسلم – حتى يعلم الجميع أن الابن من التبني ليس له أحكام الابن من الصلب، فزوجة الابن من التبني حلال لمن تبناه، وهذه الحكمة تفوت لو أن النبي -صلى الله عليه وسلم -تزوج زينب ابتداءً.

شاهد أيضًا: من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم تلقب بأم المساكين

نبذة عن زينب بنت جحش

هي أم المؤمنين زوجة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- زينب بنت جحش بن رياب بن يعمر بن صبرة وينتهي نسبها إلى أسد بن خزيمة، وهي ابنةُ عمة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فأمها هي أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم، تزوجَّها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في السنة الثالثة للهجرة وقيل في السنة الخامسة، وكان عمرها آنذاك خمسةٌ وثلاثون عامًا، وقد توفيت السنة العشرين للهجرة، وكانت أول زوجات النبيِّ لحوقًا به، وقد كان عمرها آنذاك خمسون عامًا وقيل ثلاثةٌ وخمسون عامًا، ودليل ذلك ما رُوي عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- وأرضاها- حيث قالت: “أنَّ بَعْضَ أَزْوَاجِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قُلْنَ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَيُّنَا أَسْرَعُ بكَ لُحُوقًا؟ قالَ: أَطْوَلُكُنَّ يَدًا، فأخَذُوا قَصَبَةً يَذْرَعُونَهَا، فَكَانَتْ سَوْدَةُ أَطْوَلَهُنَّ يَدًا، فَعَلِمْنَا بَعْدُ أنَّما كَانَتْ طُولَ يَدِهَا الصَّدَقَةُ، وكَانَتْ أَسْرَعَنَا لُحُوقًا به وكَانَتْ تُحِبُّ الصَّدَقَةَ”.[3]

شاهد أيضًا: أول من آمن بالرسول من زوجاته

زوجات رسول الله

بعد الإجابة على سؤال لماذا زوج الله نبيه بزينب بنت جحش؟ سيتمُّ ذكر أسماء زوجاته ونبذةٍ مختصرةٍ عنهنَّ، وفيما يأتي ذلك:

  • السيدة خديجة بنت خويلد: خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، وأمها:‏‏ فاطمة بنت زائدة بن الأصم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر، وهي أول زوجات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأول من آمن به، وقد كانت تكبره بخمسة عشرَ عامًا، وقد ماتت في حياته.
  • سودة بنت زمعة: وهي ثاني زوجات رسول الله، حيث تزوجها بعد وفاة خديجة، وقد كانت في الجاهلية زوجة لابن عمها السكران بن عمرو بن عبد شمس، وأسلمت مع زوجها، وهاجرا إلى الحبشة، ولـمَّا توفي عنها زوجها خاف عليها النبي صلى الله من كفار قريش فتزوجها تكريم لها وحماية لدينها من الفتنة، وتوفيت في المدينة.
  • عائشة بنت أبي بكر الصديق: وهي ثالث زوجات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهي الوحيدة التي كانت بكرًا عند زواجها من النبي، هي أفقه نساء المسلمين وأعلمهن بالدين والأدب، وكانت أحب زوجات النبي صلى الله عليه وسلم إليه، وأكثرهن رواية للحديث عنه، ولها خطب ومواقف، وكان أكابر الصحابة يسألونها عن الفرائض فتجيبهم، وكانت ممن حضر وقعة الجمل بموقفها المعروف، وتوفيت في المدينة وروي عنها 2210 أحاديث.
  • حفصة بنت عمر: صحابية جليلة صالحة، ولدت بمكة وتزوجها خنيس بن حذافة السهمي، ولـمَّا ظهر الإسلام أسلما معًا وهاجرا إلى المدينة فمات عنها، فخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيها وتزوجها.
  • زينب بنت خزيمة: توفيت بعد زواجها من رسول الله بعد شهرين أو ثلاثة.
  • أم سلمة: كانت من أكمل النساء عقلًا وخلقًا وكان لها يوم الحديبية رأي أشارت به على النبي صلى الله عليه وسلم دل على وفور عقلها، وبلغ ما روته من الحديث 378 حديثًا وكانت وفاتها بالمدينة ودفنت بالبقيع.
  • زينب بنت جحش: وقد سبق الحديث عنها في الفقرة السابقة.
  • جويرية بنت الحارث: سبيت في غزوة بني المصطلق ووقعت في نصيب الأنصاري ثابت بن قيس، فأدى الرسول عنها مكاتبتها لـثابت بن قيس، وعرض عليها الزواج بعد أن أسلمت وتزوجها.
  • صفية بنت حيي بن أخطب: كانت ممن سبي خيبر، فأسلمت واصطفاها النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه وأعتقها وتزوجها.
  • أم حبيبة: هي رملة بنت أبي سفيان، وعهد رسول الله عقد نكاحها إلى الحبشة.
  • ميمونة بنت الحارث: وهي آخر امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وآخر من مات من زوجاته.

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال والذي تمَّت الإجابة على سؤال لماذا زوج الله نبيه بزينب بنت جحش ؟ وبيان الحكمة من عدم الزواجِ بها ابتداءً، كما تمَّ ذكر نبذةٍ مختصرةٍ عنها، وفي الختام تمَّ ذكر أسماء جميع زوجات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع ذكر نبذةٍ مختصرةٍ عنهنَّ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *