أول من آمن بالرسول من زوجاته

أول من آمن بالرسول من زوجاته

أول من آمن بالرسول من زوجاته، هو عنوان هذا المقال، ومن المعلوم أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تزوج من عدة نساء وكلهنَّ كنََّ مؤمنات به، لكن من أول من سبقتهن إلى الإيمان به وتصديقه؟ وما أهم المعلومات عنها، ومن هنَّ زوجات رسول الله؟ كلُّ هذه الأسئلة سيتمُّ الإجابة عليها في هذا المقال، وفيما يأتي ذلك:

أول من آمن بالرسول من زوجاته

إنَّ أول زوجات رسول الله إيمانًا به وتصديقًا له هي السيدة خديجة بنت خويلد، وقد أثنى عليها رسول الله ومدحها حيث قال فيها: “ما أبدَلَني اللهُ عزَّ وجلَّ خَيرًا منها، قد آمَنَتْ بي إذ كفَرَ بي الناسُ، وصدَّقَتْني إذ كذَّبَني الناسُ، وواسَتْني بمالِها إذ حرَمَني الناسُ، ورزَقَني اللهُ عزَّ وجلَّ ولَدَها إذ حرَمَني أولادَ النِّساءِ”،[1][2] وفيما يأتي التعريف بالسيدة خديجة:

نسب السيدة خديجة ومولدها

هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، وأمها:‏‏ فاطمة بنت زائدة بن الأصم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر،[3] وكان مولدها في السنة الثامنة والستين قبل هجرة رسول الله، وبناءً على ذلك فهي أسنُّ منه بخمسة عشرة عامًا.[4]

إسلام السيدة خديجة

ألقى الله -عزَّ وجلَّ- صفاء الروح ونور الإيمان وتقبل الوحي في قلب السيدة خديجة -رضي الله عنها- والاستعداد لتقبل الحق، فحين نزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو في غار حراء قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}،[5] رجع ترجف بوادره وضلوعه، حتى دخل على السيدة خديجة فقال: “زملوني زملوني”، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقصَّ عليها الخبر ثمَّ قال لها: “قدْ خَشِيتُ علَى نَفْسِي”[6] فردت عليه بما يطيِّب خاطره حيث قالت: “كَلَّا، أبْشِرْ، فَوَاللَّهِ لا يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا، إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوَائِبِ الحَقِّ”،[7] ثمَّ انطلقت به إلى ورقة بن نوفل، حتى بشرَّه بأنَّه نبيِّ هذه الأمة، وهنا آمنت السيدة خديجة برسول الله، وصدقته، وكانت راحته التي يلجأ إليها عند تعبه من قومه، وهكذا كانت السيدة خديجة أول من آمن بالرسول من زوجاته.[8]

مناقب السيدة خديجة

اتسمت شخصية السيدة خديجة بنت خويلد، بالعديد من المزايا، كيف لا تكون كذلك وقد كانت أول من آمن بالرسول من زوجاته، وفيما يأتي ذكر مناقبها:[9]

  • العفة والطهارة: إنَّ أول ما برز في شخصية السيدة خديجة هي صفتي العفة والطهارة، حيث أنَّها لقبت في ذاك الزمان بالطاهرة.
  • الحكمة: كما عُرف عنها أنها حكمتها وعقلانيتها، وتمثل ذلك في مواقف تجلَّت فيها هذه الصفة؛ كسياستها في تسيير أمور تجارتها، واختيار زواجها من النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- وطريقة عرض نفسها عليه بصورة تحفظها وتُعلي شأنها، بالإضافة إلى كيفيَّة استقبالها أمر الوحي وتقبُّله كحدثٍ غير عادي بعيدٍ عن الأوهام، وبلاغة كلماتها في تثبيت رسول الله والتخفيف من خشيته، ثم حكمتها في أخذه -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلى ورقة بن نوفل.
  • الصَّبر على الأذى ونصرة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: فهذه الزوجة المخلصة لم تتزعزع ثقتها برسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ولا بدعوته التي كانت سببا لحقد بعض من أهله عليه وإيذائهما في تطليق بناتهما، بل كان عاقبة صبرها ودعائها أن أبدلهما الله بأزواجٍ أكثر خُلُقا وغنىً، ولا ننسَ رضاءها واحتسابها وثباتها في محنة الحصار ودعمها المستمر للإسلام والمسلمين.

وفاة السيدة خديجة

توفّيت السيدة خديجة في السنة العاشرة من بعثة الرسول، وكان ذلك بعد المقاطعة التي كانت لبني هاشم، وكان عمرها آنذاك خمساً وستين سنةً، ودُفنت في مقبرة الحُجون، وقد دفنها الرسول، إلّا أنّه لم يصلِ عليها؛ إذ لم تكن صلاة الجنازة مشروعةً، وكان ذلك بعد وفاة عمّ الرسول أبي طالب بمدةٍ قصيرةٍ، فذكر الحاكم أنّها توفيت بعده بثلاثة أيامٍ، وقيل بشهرين وخمسة أيامٍ كما نقل ابن الجوزي، وسمّي ذلك العام بعام الحزن؛ لما كان فيه من تتابع الأحزان على النبي؛ بموت عمّه ثمّ زوجته.[10]

من هنَّ زوجات النبي

في ختام مقال من أول من آمن بالرسول من زوجاته، سيتمُّ التعريف بزجاته، حيث أنَّ عدد زوجات رسول الله إحدى عشر زوجة، مات منهنَّ في حياته اثنتان، ومات هو عن تسع، وفيما يأتي التعريف بزوجات رسول الله:[11]

  • السيدة خديجة بنت خويلد: وقد سبق التعريف بها.
  • سودة بنت زمعة: وهي ثاني زوجات رسول الله، حيث تزوجها بعد وفاة خديجة، وقد كانت في الجاهلية زوجة لابن عمها السكران بن عمرو بن عبد شمس، وأسلمت مع زوجها، وهاجرا إلى الحبشة، ولـمَّا توفي عنها زوجها خاف عليها النبي صلى الله من كفار قريش فتزوجها تكريم لها وحماية لدينها من الفتنة، وتوفيت في المدينة.
  • عائشة بنت أبي بكر الصديق: وهي ثالث زوجات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهي الوحيدة التي كانت بكرًا عند زواجها من النبي، هي أفقه نساء المسلمين وأعلمهن بالدين والأدب، وكانت أحب زوجات النبي صلى الله عليه وسلم إليه، وأكثرهن رواية للحديث عنه، ولها خطب ومواقف، وكان أكابر الصحابة يسألونها عن الفرائض فتجيبهم، وكانت ممن حضر وقعة الجمل بموقفها المعروف، وتوفيت في المدينة وروي عنها 2210 أحاديث.
  • حفصة بنت عمر: صحابية جليلة صالحة، ولدت بمكة وتزوجها خنيس بن حذافة السهمي، ولـمَّا ظهر الإسلام أسلما معًا وهاجرا إلى المدينة فمات عنها، فخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيها وتزوجها.
  • زينب بنت خزيمة: توفيت بعد زواجها من رسول الله بعد شهرين أو ثلاثة.
  • أم سلمة: كانت من أكمل النساء عقلًا وخلقًا وكان لها يوم الحديبية رأي أشارت به على النبي صلى الله عليه وسلم دل على وفور عقلها، وبلغ ما روته من الحديث 378 حديثًا وكانت وفاتها بالمدينة ودفنت بالبقيع.
  • زينب بنت جحش: كانت زوجة زيد بن حارثة فطلقها، فأنزل الله تعالى يخاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا}،[11] فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان اسمها بَرّةُ فغيره النبي صلى الله عليه وسلم وسماها زينب.
  • جويرية بنت الحارث: سبيت في غزوة بني المصطلق ووقعت في نصيب الأنصاري ثابت بن قيس، فأدى الرسول عنها مكاتبتها لـثابت بن قيس، وعرض عليها الزواج بعد أن أسلمت وتزوجها.
  • صفية بنت حيي بن أخطب: كانت ممن سبي خيبر، فأسلمت واصطفاها النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه وأعتقها وتزوجها.
  • أم حبيبة: هي رملة بنت أبي سفيان، وعهد رسول الله عقد نكاحها إلى الحبشة.
  • ميمونة بنت الحارث: وهي آخر امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وآخر من مات من زوجاته.

أول من آمن بالرسول من زوجاته، مقال تمَّ فيه الحديث عن زوجات النبي، وبيان أنَّ خديجة بنت خويلد رضي الله عنها- كانت أولهنَّ إيمانًا به، وتمَّ ذكر  نبذة عن السيدة خديجة من حيث نسبها وإسلامها ومناقبها وتاريخ وفاتها.

المراجع

  1. ^ تخريج المسند، شعيب الأرناؤوط، عائشة أم المؤمنين، 24864، حديث صحيح
  2. ^ islamstory.com , زوجات الرسول , 12-3-2021
  3. ^ al-eman.com , نسب خديجة رضي الله عنها , 12-3-2021
  4. ^ نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، السيد الجميلي، ص11 , https://al-maktaba.org/book/23687/8#p1
  5. ^ العلق: 1
  6. ^ صحيح البخاري، البخاري، عائشة أم المؤمنين، 6982، حديث صحيح
  7. ^ صحيح البخاري، البخاري، عائشة أم المؤمنين، 6982، حديث صحيح
  8. ^ islamstory.com , السيدة خديجة , 12-3-2021
  9. ^ السيدة خديجة أم المؤمنين، عبد الحميد طهماز، ص95-96 , https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AE%D8%AF%D9%8A%D8%AC%D8%A9-%D8%A3%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D9%85%D9%86%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%82-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-pdf
  10. ^ islamstory.com , زوجات الرسول , 12-3-2021
  11. ^ الأحزاب: 37

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *