ماذا يقال في العزاء والرد عليه

ماذا يقال في العزاء والرد عليه

ماذا يقال في العزاء والرد عليه هو الموضوع الّذي سيناقشه هذا المقال. وقبل الخوض في أصل الموضوع وصلبه وجب الحديث عن الموت. فالموت حقٌّ على كلّ مخلوق ٍفي الكون، وهو من سنن الله تعالى الّتي لا تبديل لها وتغيير، وهو النّهاية الحتميّة لكلّ كائنٍ على وجه الأرض. والله -تبارك وتعالى- هو وحده الباقيب والحيّ، وهو الوارث للأرض وما عليها. ويهتمّ موقع محتويات في بيان الأقوال الّتي تقال في التّعزية عند الموت. و كذلك معرفة الأقوال المأثورة عن النّبي في هذا الشأن.

العزاء

إنّ العزاء والتّعزية هما مواساةٌ وتصبيرٌ لأهل الميت على فقدانه ، وهي سنّة ٌمستحبّةٌ عن النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام. ويكون ذلك بالقول والتّذكير بأنّ الموت حقٌّ والدّعاء، بقصد التّخفيف من مصابهم والوقوف بجانبهم في هذا الوقت العصيب، وفي العزاء يجتمع أهل الميّت في بيتٍ أو مكانٍ واحدٍ، ويلاقوه من أراد مواساتهم وتعزيتهم، كما يجتمعون في أوقاتٍ معيّنةٍ لقراءة القرآن الكريم والدّعاء للميّت بالغفران والعفو والرّحمة من الله تعالى، وفي هذا العصر والزّمن، تكون مدّة العزاء واستقبال النّاس للتّعزية ثلاثة أيّامٍ فقط، وقد اجتهد العلماء المسلمون في مشروعيّة هذا العزاء والاجتماع للتّعزية عند أهل الميّت، فكان لهم قولان في ذلك:[1][2]

  • أوّلهما أنّه غير جائزٍ أبداً وهو من محدثات الأمور، فالرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- لم يفعل ذلك ولا صحابته الكرام، ووأيّد هذا القول الشّافعيّة والإمام النّوويّ وغيرهم.
  • ثانيهما: أنّه لا بأس ولا حرج على من جلس ثلثاة أيّامٍ لتلقّي التّعزية والمواساة من المسلمين، وهو جائز ٌما دام خالياً من البدع والمنكرات والمحظورات كالنّياحة على الميت وغيرها، وقد أيّد هذا القول بعضٌ من الحنفيّة والمالكيّة والحنبليّة.
    حيث بقي الاجتماع لمدّة ثلاثة أيّامٍ للعزاء محلّ خلافٍ بين العلماء المسلمكين والله أعلم.

شاهد أيضًا: هل البكاء على الميت يعذبه

ماذا يقال في العزاء والرد عليه

يقال في العزاء ما يناسب المقام والموقف من مواساةٍ وتخفيف وتسلية، كما يجب على المُعزّى أن يردّ عليه بقول ٍحسنٍ أو دعاء خير. فقد حثّ رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- على أن يعزّي ويواسي المسلمون بعضهم البعض عند فقدان أحدٍ أو عند موت أحد، فالمسلمون يشاركون بعضهم السّرور والحزن، وقد اتّفق العلماء المسلمون على عدم وجود أقوالٍ معيّنة تقال في العزاء، وكذلك لا ردود معيّنة أيضاً، ويستحبّ عند التّعزية أن يدعو المسلمون للميّت بالرّحمة والغفران، وأن يردّ أهل الميّت الدّعاء ببعض عبارات الشّكر والدّعاء بالخير.[3]

ولأن أصل التّعزية هو المواساة والتّخفيف من المصاب وتسلية أهل الميّت، فلا حصر للألفاظ الّتي يجب أن يعزّى بها وقد ذكرت أقوال ٌ للعلماء تفيد في ذلك، ومنها ما ذكر عن الإمام الشّافعيّ -رحمه الله- حيث قال: وليس في التّعزية شيءٌ مؤقت ولا محدّد، كما ذكر في الإنصاف ماردّ به الإمام أحمد على من عزّاه فقال: استجاب الله دعاءك ورحمنا وإيّاك، كذلك ذكر عن ابن قدامة -رحمه الله- أنّه قال: لا نعلم في التعزية شيئاً محدوداً، وأحسن التّعزية والمواساة هو ما روي عن رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- والله أعلم.[3]

التعزية كما وردت في السنة الشريفة

كذلك في ظل إجابة ماذا يقال في العزاء والرد عليه لا بدّ من ذكر التعزية كما وردت في السنة الشريفة. فلا حصر ولا تعيين في الأقوال والعبارات الّتي تقال في التّعزية والعزاء، فلم يقف العلماء ولم ينصّوا على عباراتٍ ثابتةٍ تقال عند العزاء والمواساة، وقد قيل عن بعض العلماء أنّ أفضل وأحسن التّعزية، هو التعزية والمواساة بقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وهو: “إنَّ للهِ ما أخذ وله ما أعطى وكلُّ شيءٍ عنده بأجلٍ مسمًّى”.[4]

فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- هذا القول لإحدى بناته عندما توفّي ولدها صغيراً، فأقرأها السّلام وعزّاها وواساها بهذا القول العظيم، كما ثبت أنّه كان يعزّي المسلمين ويواسيهم بهذا القول، ووجب على المسلمين اتّباع هدي النّبي، واتّباع قوله هذا عند العزاء، فهو أفضل وأحسن القول، ولا بأس وحرج على من تركه وقال غيره من القول الطّيّب والدّعاء الخيّر والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: عبارات عظم الله أجركم وأحسن الله عزاكم وغفر الله لميتكم

عبارات في التعزية

قد سبق وذكر أنّ أفضل التّعزية هي الأقوال المأثورة عن رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- في سنّته، ويجوز لمعزّي أن يقول ما شاء من الأقوال الحسنة الطّيّبة والدّعاء للميّت كذلك، ولا يفرض عليه أن يلتزم بقول رسول الله لأنّه سنّة ولا حرج في تركها، لكن لزيادة الأجر ونوال الأفضل والأخير، يفضّل اتّباع نهج الرّسول، وفيما يأتي بعضٌ مما يقال في العزاء والرد عليه و كذلك العبارات الّتي يمكن أن تقال في التّعزية:

  • إنّا لله وإنّا إليه راجعون، اللهمّ اغفر له وارحمه وثبّته عند السّؤال.
  • رحمه الله، آنسه الله، عوّضه الله الجنّة.
  • اللهمّ اجعل قبره روضةً من رياض الجنّة، وثبّته عند السّؤال ونجّه من العذاب.
  • كذلك اللهمّ اغفر له خطاياه، ونجّه من عذاب القبر، وآنسه في وحدته.
  • اللهمّ أكرم مدخله، ووسّع نزله، واجعل منزلته مع الشّهداء والصّدّيقين.
  • عظّم الله أجركم، وغفر لميتكم، وجعل مأواه جنان الخلد والنّعيم.
  • اللهمّ اجزهم خير الجزاء في مصيبتهم واخلفهم خيرا ًمنها.
  • تغمّد الله الفقيد برحمته، وأنزله منزلة الشّهداء والصّدّيقين وأسكنه فسيح جنّاته.
  • اللهمّ ألهم أهله وأحبّته الصّبر والسّلوان على ما أصابهم، وعوضّهم خيراً من ذلك.
  • رحم الله ميّتكم وتجاوز عن خطاياه، وغفر له.

كلمات في التعزية

أهمّ ما في التّعزية هو التّخفيف عن أهل الميت، ومواساتهم في مصابهم الجلل، فالكلام الطّيّب الحسن والدّعاء للميّت ولأهل الميت، هو ما يخفّف من عظم المصيبة، ويرفع بعضاً من الثّقل الّذي في قلوب أهل الميّت، ومن الكلمات الّتي يمكن أن تقال لأهل الميت أو الأدعية للميّت في العزاء:

  • اللهمّ أبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيرا ًمن أهله، وبيتاً خيراً من بيته، وتجاوز عنه، واغفر خطاياه، وأحطه برحمتك الواسعة.
  • كذلك اللهمّ خفف عن أهل الميّت مصابهم، وأجرهم فيها، وعوّضهم خيراً منها.
  • اللهمّ ألهم أهل الفقيد الصّبر، ولا تثقل قلوبهم بالهمّ والحزن، واجزهم خير الجزاء واخلفهم خيرا ًمن مصيبتهم.
  • حسبنا الله ونعم الوكيل، إنّا لله وإنّا إليه راجعون، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله.
  • الحياة دار فناءٍ وزوال، فاللهمّ ارحم أمواتنا وأموات المسلمين، واجعل لنا من يطلب لنا الرّحمة عند موتنا.
  • البقاء لله وحده وهو خير الوارثين.
  • اللهمّ ألقِ على قلوب أهل الفقيد السّكينة، وارزقهم رحابة الصّدر والصّبر والسّلوان.
  • كلّ من عليه فانٍ ، ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام.
  • رحم الله الفقيد ووسّع عليه نزله، وأحسن مأواه، وأكرم منزلته.
  • كلّ نفس ٍذائقةٌ الموت، لا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العليم.
  • إنّ الله مع الصّابرين، اللهمّ ارحم الميّت وألهم أهله الصّبر والسّلوان.

ماذا يقال في العزاء والرد عليه مقالٌ قدّم معلوماتٍ  وافيةٍ عن العزاء والتّعزية، وذكر حكم العزاء والاجتماع له في بيت الميّت، كما ذكر التّعزية الّتي وردت في السّنة النبوية الشّريفة. و كذلك أدرج العديد من العبارات والكلمات الّتي يعزّى بها أهل الميّت، وبعض الأدعية للميت.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , باب التعزية , 16/03/2021
  2. ^ islamqa.info , ما حكم اجتماع الناس في العزاء ؟ , 16/03/2021
  3. ^ islamweb.net , التعزية والرد عليها تجوز بكل ما يناسب المقام , 16/03/2021
  4. ^ النوافح العطرة , محمد جار الله الصعدي/عائشة أم المؤمنين/76/صحيح
  5. ^ islamqa.info , أفضل ما يقال في التعزية , 16/03/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *