ما أنواع النسك لمن أراد الحج

ما أنواع النسك لمن أراد الحج هو أحد الأمور التي يتساءل عنها الكثير من المسلمين، فإنَّ عبادة الحج هي أحد الفرائض التي أمر الله تعالى المُسلمين بأدائها، وهي عبادة من العبادات التي يقوم عليها الدين الإسلامي، لذا لابدَّ من التعرَّف عليها وعلى فرائضها وواجباتها وفضلها وأنواع نًسكها، وفي هذا المقال سيتم بيان ذلك، كما سيتم توضيح أفضل أنواع النسك للحاج.

ما معنى النسك

إنَّ كلمة النسك هي من الكلمات التي تكرر لفظها في القرآن الكريم، وإنَّ معنى كلمة نسك هو في اللغة هو الذبح لوجه الله تعالى وجمعها مناسك ويُقال نسيكة عن الذبيحة، وقد ورد لفظ النسك أو المناسك في القرآن الكريم في عدد من المواضع وقد اختلفت المعاني من آية لأخرى وذلك وفق ما يلي:[1]

• العبادة: وردت كلمة المناسك في قوله تعالى: “قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين“[2]، وقد فُسر معنى كلمة النسك بأنَّها العبادة التي يقوم بها الإنسان ويتقرب بها من الله عزَّ وجل.
• الذبيحة: وردت كلمة النسك في قوله تعالى: “ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة“[3]، وهي بمعنى الذبيحة والدم الذي يُراق في سبيل الله تعالى أو لوجه الله عزَّ وجل.
• أعمال الحج: وكذلك فقد وردت كلمة الناسك في عدد من آيات القرآن الكريم وكان يُقصد فيها أعمال الحج وشعائره، ومن ذلك قوله تعالى: “رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ”[4].

ما أنواع النسك لمن أراد الحج

إنَّ أنواع النسك في الحج هي ثلاث وهي الإفراد أو التمتع أو القران، وهي ثلاثة من النسك التي أجازها الله تعالى والتي يجوز للمسم أن يسلك أي منها أو أن يُحرم للحج بأي منها دون أي حرج أو ضرر أو شُهة، وقد اجمع على ذلك أئمة المذاهب الأربعة، وقد ثَبُت ذلك في حديث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- الوارد عن عائشة أم المؤمنين في قولها: “خرجنا معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ موافينَ لِهلالِ ذي الحجَّةِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ من شاءَ أن يُهلَّ بحجٍّ فليُهلَّ ومن شاءَ أن يُهلَّ بعمرةٍ فليُهلَّ بعمرةٍ”[5].

التمتع في الحج

إنَّ معنى نسك التمتع هو أن يُحرم الإنسان للعمرة في أشهر الحج ثم يقوم بالتحلل منها ثم يُحرم للحج، وفيما يلي توضيح لأهم المسائل التي تتعلق بنسك التمتع:[6]

• سبب التسمية: سُمي نسك التمتع بهذا الاسم لسببين أولهما أنَّ المرء يتمتع بإسقاط أحد سفري الحج والعمرة عنه، والثاني هو أنَّ للمرء الحق في التمتع بما أحل الله له من النساء والطيب في الفترة التي يتحلل بها من الإحرام بين العمرة والحج.
• شروط النسك: لكي يُحرم المرء بنسك التمتع لا بدَّ له من الإحرام للعمرة في أشهر الحج، وكذلك لا يجب أن يُسافر بين الإحرام بالعمرة والحج.

القران في الحج

وإنَّ نسك القران هو أن ينوي المرء عمرة وحج في نسك واحد، وذلك بأن يقول في نية الإحرام: “لبَّيْكَ اللهم عُمْرَةً في حَجَّةٍ”، وقد وردت الأدلة على نسك القران في السنَّة النبوية والقرآن الكريم، ومن ذلك قوله تعالى في كتابه الكريم: “فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ“[7]، وكذلك في قول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “صَلِّ في هذا الوَادِي المُبَارَكِ، وقُلْ: عُمْرَةً في حَجَّةٍ“[8]، والله أعلم.[9]

الإفراد في الحج

وإنَّ الإفراد في الحج هو أن ينوي الإنسان الإحرام للحج فقط، ويقول حين إحرامه: “لبيَّكَ اللهُمَّ حَجًّا”،وفي ذلك عليه أن يُتمَّ أعمال حجِّه، وذلك بأن يقوم بطواف واحد وهو طواف الإفاضة، وسعي واحد وهو سعي الحج، ولا يجب عليه أن يحلّ إلا في يوم النحر، ومن الجدير بالذكر أنَّ في الإفراد في الحج ليس على الحاج دم، إلَّا أنَّ ذلك مُستحب له.[10]

أفضل أنواع النسك للحاج

إنَّ أفضل أنواع النسك للحاج هو نسك التمتع في الحج، فإنَّ الحاج في التمتع فهو يشتل على طواف وسعي للعمرة، وكذلك طواف وسعي للحج، فإنَّ التمتع يطوف المُسلم ويسعى ويُقصر للعمرة، ثم يمكث حتى ميقات الحج وهو يوم التروية فيُحرم في اليوم الثامن من ذي الحجة ويؤدي مناسك الحج كما أمر الله تعالى وكغيره من المناسك.[11]

نوع نسك الرسول

إنَّ النسك الذي حجَّ به النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- حجَّة الوداع هو نسك القران، وهو مذهب أبي حنيفة، وقد ورد ذلك في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه: “تَمَتَّعَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في حَجَّةِ الوَدَاعِ، بالعُمْرَةِ إلى الحَجِّ وأَهْدَى، فَسَاقَ معهُ الهَدْيَ مِن ذِي الحُلَيْفَةِ، وبَدَأَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأهَلَّ بالعُمْرَةِ ثُمَّ أهَلَّ بالحَجِّ“، فقد نوى الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- في حجة الوداع بالحج والعمرة معًا، والله أعلم.[12]

شاهد أيضًا: كم مرة اعتمر الرسول صلى الله عليه وسلم

عبادة الحج

إنَّ لعبادة الحج أربعة أركان وسبع واجبات، وغير ذلك من أفعال الحج فهو من السنن، وقد وردت الأدلة الواضحة التي تُشير وتُثبت الأركان والسنن والواجبات في الحج في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الشريفة، وفيما يلي سيتم توضيح الواجبات والأركان والسنن في الحج.[13]

أركان الحج

إنَّ أركان الحج هي أربع أركان ثابتة لا يصح الحج بدون أدائها كلها، وهي:

• الإحرام: وهو نية الدخول في الإحرام ونسك الحج.
• الوقوف بعرفة: وهو أن يقف الحاج في عرفة في الميقات الزمني المحدد لذلك، وهو منذ طلوع فجر اليوم التاسع من ذي الحجة إلى طلوع اليوم التالي.
• طواف الإفاضة: وهو الطوف من عرفة فيفيضون منه، ويبدأ من
• السعي: وهو السعي بين الصفا والمروة والذي يكون بعد طواف الإفاضة.

واجبات الحج

إنَّ واجبات الحج سبع واجبات، وهي:

• الإحرام من الميقات أمّضا الإحرام بحد ذاته فهو ركن.
• الوقوف إلى عرفة إلى الغروب.
• المبيت بمنى في أيام التشريق.
• المبيت بمزدلفة.
• الرمي.
• الحلق أو التقصير.
• الوداع.

سنن الحج

إنَّ كل فعل في الحج ليس مذكورًا في الواجبات أو الأركان هو من سنن الحج، ومن السنن الواردة في الحج:

• طواف القدوم.
• المبيت بمنى ليلة عرفة.
• الاضطباع والرمل.
• صعود الصفا والمروة.
• تقبيل الحجر الأسود.

فضل عبادة الحج

إنَّ لعبادة الحج الكثير من الفضل الذي خصَّها الله تعالى بها، ومن هذه الفضائل نذكر:[14]

• إنَّ الحج أحد الأركان الخمسة التي يقوم عليها الدين الإسلامي.
• إنَّ الإنسان حين يرجع من الحج يردع كما خلقته أمّه خاليًا من الذنوب والمعاصي.
• إنَّ عبادة الحج هي أفضل الجهاد في سبيل الله تعالى.
• يُعدُّ الحج أفضل الأعمال بعد الإيمان والجهاد.
• إنَّ الجزاء الذي أعدَّه الله تعالى للحج المبرور هو جنة النعيم.

شاهد أيضًا: المواقيت الزمانية للحج ثلاثة أشهر منها شهر

وبهذا نكن قد وصلنا إلى ختام المقال الذي بيَّن ما أنواع النسك لمن أراد الحج، كما بيَّن أفضل النُسك لمن أراد الحج، والنسك الذي حجَّ به الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- حجَّة الوداع، بالإضافة للتعريف بعبادة الحج وأركانها وواجباتها وسننها وفضلها.