ما أول يوم خلقه الله ؟

ما أول يوم خلقه الله ؟

ما أول يوم خلقه الله ؟ يظهر هذا السؤال دائما مصاحبًا لسؤال آخر وهو: ما أول شيء خلقه الله ؟ وبالنسبة لهذه المسألة فهناك خلاف في ذلك؛ حيث إن الأقوال المعتبرة في المسألة ثلاثة وهي؛ القلم، وهذا  ما رجحه ابن جرير الطبري وابن الجوزي، أو العرش ، كما رجحه ابن تيمية وابن القيم، أو الماء، وهذا مروي عن ابن مسعود وطائفة من السلف. [1]

ما أول يوم خلقه الله ؟

لم يقل أي من العلماء بوجود دليل من نصوص الوحي يبين أول يوم خلقه الله تعالى، لكن ثبت ما يدل على أن خلق السماوات والأرض بدأت في يوم الأحد، [2] وقد أخبر الله سبحانه وتعالى أنه قد خلق السماوات والأرض خلال ستة أيام في مواضع متعددة من القرآن [3]، التي منها قوله سبحانه: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ. [4]

بيان خلق السماوات والأرض في ستة أيام

وقد جاء في بيان ذلك أن الأرض خلقت في يومين، والله سبحانه وتعالى جعل الرواسي فيها وبارك فيها، كما قدر فيها أقواتها خلال يومين آخرين كذلك، وهكذا يصير المجموع أربعًا، ثم خلقت السماوات في يومين،[3] وذلك في قوله تعالى: “قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَ”. [5]

وقد بين المفسرون أن الأرض قد خلقت وقدرت أقواتها وكان ذلك كله في أربعة أيام، قالآية الكريمة ذكرت العدد مجملاً بعد أن فصل المعدود، وهي الكلام المجمل، الذي يؤتى به بعد ذكره مفصلاً. وقد قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: “الظاهر أن معنى قوله هنا:”فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ” أي: في تتمة أربعة أيام. وتتمة الأربعة حاصلة بيومين فقط؛ لأنه تعالى قال: “قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ””. ثم قال: “”فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ”: فتضم اليومين إلى الأربعة السابقة، فيكون مجموع الأيام التي خلق فيها السماوات والأرض وما بينهما ستة أيام، وهذا التفسير الذي ذكرنا في الآية لا يصح غيره بحال”. [3]

الحكمة من خلق الله تعالى السماوات والأرض في ستة أيام

الحكمةُ من خلق السموات والأرض في هذه المدة مع أنه كان قادرًا على أن يخلقها في لحظة، تتمثل في عدة أمور أذكرها فيما يأتي:[6]

  • الله -سبحانه وتعالى- أرادَ تأديب عبادَه؛ فكان خَلَقَه للسمواتِ والأرضَ خلال ستة أيام؛ حتى يعظ عباده، ويعلمهم التأني، والتثبُّتَ في الأمور كلها؛ فالإنسان مجبولٌ على حب العاجلة، والله – عز وجل – أراد أن يضع له مثالًا للتأني؛ حتى يكون ذلك أدعى للمخلوق؛ ولهذا فقد كان من عجيب الإشارات في القرآن الكريم أنه عندما ذكر خلق السموات والأرض في سورة الأنبياء وقال : ” أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ” [7]، ساق تفصيلَ شيءٍ من هذا، فقال بعدها: “خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ”. [8]
  • إظهار عَظَمَة خَلْقِه؛ فإن خلْقَ الشيءِ شيئًا بعد شيء أشد وقعًا في النفس الانسانية، وأعوَنُ على التدبُّر بالنسبة لها؛ فقد يأتيها من عظيم الخِلْقة ما يمكن أن يبهرُها، ويجعلهاغير قادرة على إدراك ذلك، فإذا جاءها الأمرُ متدرِّجًا حَصَلَ لها التعظيم والفهم الذي لا يمكن تحصِّيله دفعة واحدة.
  • الله سبحانه وتعالى تارةً يُظْهِرُ قدرته، فيخلُق الشيءَ مرة واحدة، وإن كان عظيمًا جليلًا، وتارةً يُظهِر حكمته، فيخلقه متدرِّجًا؛ شيئًا فشيئًا، وكلُّ ذلك ليُتَمِّمُ المعنى الظاهر.
  • الإشارةُ للإمهال، وأن الله – سبحانه وتعالى – يُمهِل خلقَه، فكما أنه خلق هذا الخلقَ متدرِّجًا؛ فكذلك يُمهِلهُم، ويضع آجالهم، فيفتح بابَ التوبة للتائبين، ويُعذِر للكافر، وهذا من الحكم الجليلة العظيمة، التي لو تأمل الإنسانُ فيها، لانبَهَرَ من عظيم حكمته جل في علاه.

بينّا فيما سبق أن العلماء لم يحددوأ إجابة على سؤال: ” ما أول يوم خلقه الله ؟ “، لكنه ثبت أن السمواوات والخلق بدأ خلقها يوم الأحد، وقد خلقت في ستة أيام على تفصيل وضعه العلماء، كما بينّا الحكمة من ذلك.

المراجع

  1. ^ /islamqa.info , ما ترتيب أوائل المخلوقات المذكورة في الشرع وكيف تعرج الملائكة إلى السماء ؟ , 2/11/2020
  2. ^ islamweb.net , يوم الأحد هل هو أول يوم خلقه الله , 2/11/2020
  3. ^ islamweb.net , لا تعارض بين خلق السموات والأرض في ستة أيام وحديث التربة , 2/11/2020
  4. ^ سورة هود , الآية 7
  5. ^ سورة فصلت , الآيات (9-12)
  6. ^ alukah.net , بداية الخلق والتكليف
  7. ^ سورة الأنبياء , الآية 30
  8. ^ سورة الأنبياء , الآية 37

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *