ما الشرط في طلب العلم لتحقيق الوعد المذكور

ما الشرط في طلب العلم لتحقيق الوعد المذكور

ما الشرط في طلب العلم لتحقيق الوعد المذكور  هو أحد الشروط التي لابدَّ من التعرّف عليها، إذ أنَّ طلب العلم والسعي في سبيله وتعلم كل ما يمكن أن ينفع البشرية من الأعمال التي حثَّ الإسلام عليها ووصى بها، كمّا حدد شرطًا مهمًا ليُقبل هذا العمل في الدنيا والآخرة، وينال المرء جزاءه كاملًا، والذي سنُبيّنه في هذا المقال من خلال الإجابة على سؤال ما الشرط في طلب العلم لتحقيق الوعد المذكور، بالإضافة لبيان فضل طلب العلم وثوابه.

العلم في الإسلام

جاء الإسلام ليخرج البشرية من الظلمات والجهل إلى النور والمعرفة، ويدعو إلى سبيل الهُدى الذي يمكن للمرء أن يُدركه بإعمال العقل والتفكير والتعلّم، وحثَّ على طلب العلم الذي ينفع الإنسان ويُفيده في حياته وآخرته، كمّا جعل طلب العلم فريضة على كل مسلم، وكثُرت الآيات الكريمة في القرآن الكريم التي تؤكد على أهمية العلم وتبيّن فضل العلماء ومكانتهم على غيرهم من الناس، ومن الجدير بالذكر أنَّ أفضل العلوم التي يجب على المرء أن يتعلمها هي علوم الشريعة والفقه التي يتعرف من خلالها الإنسان على  ربه ودينه وتشريعاته وتعاليمه وأحكامه، ثم يلي ذلك علوم الطب ثم غيرها من العلوم.[1]

ما الشرط في طلب العلم لتحقيق الوعد المذكور

إنَّ الشرط في طلب العلم لتحقيق الوعد المذكور هو النية الصادقة في طلب العلم والسعي له والإخلاص فيه لله عز وجل، حيث ذُكر هذا الشرط في الحديث المَروي عن أبي هريرة عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال: “مَن تعلَّم علمًا مما يُبتَغَى به وجهُ الله، لا يتعلمُه إلا ليصيبَ به عرضًا من الدنيا لم يجدْ عَرفَ الجنةِ”[2]، أي أنَّ من يتعلم العلم لأجل الأغراض الدنيوية فقط، دون أن يقصد وجه الله تعالى فيه فلا ينفعه هذا العلم يوم القيامة، إذ لابدَّ من توافر النية الصادقة والخالصة لله تعالى في أي عمل يقوم به الإنسان، حتى ينال جزاءه وأجره في الآخرة، والله أعلم.[3]

فضل طلب العلم

ينبغي على الإنسان الاستمرار في التعلم طوال حياته، لما لطلب العلم والعمل به من فوائد وفضائل يجنيها في حياته الدنيا وكذلك في الحياة الأخرى، ومن أهم فضائل طلب العلم:[4]

  • طريق موصل إلى الجنة: حيث أنَّ طلب العلم عبادة والطريق إليه يوصل إلى الجنة، إذ يقول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: “وَمَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ”[5].
  • المنزلة الشريفة: جعل الله تعالى للعلماء وطالبي العلم مكانة عالية، وأثنى عليهم في الكثير من الآيات، وفي قوله تعالى: “يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات”[6] دليل على منزلتهم الشريفة التي يتفوقون بها على غيرهم.
  • ميراث الأنبياء: فلم يترك الأنبياء والرسل ورائهم أموالًا أو جواهر، إنَّما كنوزًا من العلم والمعرفة، من يرثها ويسعى ليتعلمها فقد نال الحظ والوفير، وكسب أشرف أمور الدنيا.
  • الأجر المستمر: ينقطع عمل الإنسان عند الموت إلا من ثلاثة أمور، أحدها هو علم ينتفع به، أي علم تعلمه وعلمه لغيره، وغيره يعلم لغيره وهكذا، فإن أجر هذا العلم مُستمر ومحفوظ في ميزان الحسنات حتى تقوم الساعة.
  • جهاد في سبيل الله: حيث ذكر النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّ قصد المساجد للتعلم أو التعليم هو بمثابة الجهاد، ويساويه في المنزلة، لأن فيه إحياء الدين، وجهاد للنفس.

شاهد أيضًا: حكم العلم قبل الدعوة إلى الله

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي ذكر ما الشرط في طلب العلم لتحقيق الوعد المذكور، وهو النية الصادقة في طلبه، وكذلك بيّن منزلة العلم في الإسلام، كمّا وضّح فضل طلب العلم والسعي في ذلك.

المراجع

  1. ^ islamqa.info , العلم في الإسلام , 09/10/2021
  2. ^ مجموع فتاوى ابن باز , أبو هريرة، ابن باز، 303/23، إسناده جيد.
  3. ^ binbaz.org.sa , أهمية النية وإخلاص العبادة في طلب العلم , 09/10/2021
  4. ^ islamway.net , فضل طلب العلم , 09/10/2021
  5. ^ صحيح مسلم , أبو هريرة، مسلم، 2699، صحيح.
  6. ^ سورة المجادلة , الآية 11.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *