ما الفرق بين الأمن والأمان

ما الفرق بين الأمن والأمان

ما الفرق بين الأمن والأمان قد يخلط البعض بين مفهومي الأمن والأمان، ظنًا منهما أن الأمن والأمان بمعنى واحد، وهو ما ليس صحيحًا، فهما يتشابهان في تركيب الحروف وتقارب ترتيبها، إلا أن بينهما تبينًا على مستوى المعنى، إذ يؤكد أهل اللغة وأهل الاصطلاح على أن هناك فرقًا بين كلٍ من الأمن والأمان، وهذا ما سوف نتعرف عليه خلال هذا المقال.

ما الفرق بين الأمن والأمان

الأمان رد فعل للأمن، إذ الأمان شعور داخلي بالراحة والطمأنينة تعكسها البيئة المحيطة التي تتوافر فيها عناصر الأمن، فالأمن يتم وفق آليات ونظم وأجهزة أمنية وشرطية محددة ترعاها الدولة وتحيط بها المواطنين وتتمثل في الشرطة الداخلية وأمن حرس الحدود، في حين أن الأمان شعور داخل بالراحة يحدث نتيجة شعور الفرد بانتزاع المخاوف من قبله بسبب توافر شروط الأمن في البيئة المحيطة التي يقوم بالعيش فيها، والشعور بالأمن والأمان معًا يوفر للإنسان فرصة مواتية للقيام بالأنشطة والفعاليات المختلفة، وبدون الأمن الخارجي والأمن الداخلي للشخص فسوف يحل به التوتر وينتابه القلق والخوف من المستقبل ومما هو قادم، ولن يستطيع إنجاز مهامه وتحقيق أهدافة ولا القيام بالأنشطة والسعي على أعماله ومعاشه، ولما استطاع الحياة أصلاً، فالأمن والأمان مرادفان للحياة نفسها.

شاهد أيضاً: العدل سبب لانتشار الامن وضح كيف يكون ذلك

أبرز العوامل التي تحقق الأمن والأمان

هناك عوامل هامة لابد من توافرها لتحقيق كل من الأمن والأمان في المجتمع، منها:

  • ضرورة استقرار البيئة والوسط الذي يعيش فيه الأفراد، وبذلك يتحقق الأمن على حياة الناس وأموالهم وأعراضهم، ويتبعه الأمان الداخلي والشعور بالراحة والطمأنينة.
  • العمل على تحقيق العدالة بين أفراد المجتمع والمساواة كذلك، فلا شيء يجلب المخاوف والبلبة والتوترات في المجتمع وداخل النفس سوى الشعور بالظلم والاستبداد والقهر وغياب العدالة والمساواة.
  • العمل على توفر الفرص الكافية للتعليم، فالجهل والأمية والفقر يتوافر الثالوث المرعب الذي يقضي على كل فرص الأمن والأمان، فالتطبيقية والتخلف والجهل ينتج عنها معدل كبير من الجرائم والإخلال بالأمن داخل المجتمع.
  • سيادة القانون من الأمور الضرورية التي تحقق الأمن والأمان، وتطبيق القانون على الجميع دون محاباة يخوف المجرم والجانح نحو الإجرام، ويردع كل من تسول له نفسه القيام بأي شيء من شأنه زعزعة الأمن والاستقرار داخل المجتمع.

معنى الأمن والأمان في الإسلام

يعرف الأمن في الإسلام على أنه الحفاظ على سلامة الفرد النفسية والبدنية، وإعطائه شعورًا دائمًا بالأمن والاستقرار والطمأنينة والسكينة والراحة النفسية، والإحساس بأن حياته آمنة ولا يوجد من يعتدي عليها، وأن عرضه مصان وماله محفوظ من السرقة والاعتداء والسطو، والإسلام يهتم بتحقيق الأمن النفسي والأمن الخارجي، فالأمن النفسي يتحقق وفق رؤية الإسلام بالإيمان بالله والتقرب إليه، والالتزام بتعليمات الدين، وإقامة الفرائض، وعدم الإشراك بالله، يقول الله تعالى: “الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون.

والأمن الخارجي إنما يتحقق بالتكاتف والتآزر بين جموع المواطنين، وأن يحتوي كل منهما الآخر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “والله لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولن تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم” والسلام هو الأمن والأمان بين أفراد المجتمع المسلم، وقد مدح الإسلام هؤلاء الجنود القائمين على حراسة الحدود، وعلى توفير الأمن داخل المجتمع أيضًا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله”، وهكذا يشجع النبي على الالتحاق بهؤلاء الجنود وتلك الأجهزة الأمنية التي تحقق الأمن والأمان للمجتمع.

شاهد أيضاً: النظام الذي يهتم بتحقيق العداله للجميع و تعزيز الامانه هو

من خلال هذا المقال نكون قد تعرفنا على ما هو الفرق بين الأمن والأمان وبينا وجه الشبه بينهما في اللفظ، وهناك تشارك في المعنى إلا أن الأمان يحدث كرد فعل داخلي لحدوث الأمن الخارجي، فلا يمكن أن يشعر الإنسان بالأمان دون ارتياحه وشعوره بالأمن من حوله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *