ما طريقة القران الكريم في مخاطبة الفطرة البشرية

ما طريقة القران الكريم في مخاطبة الفطرة البشرية

ما طريقة القران الكريم في مخاطبة الفطرة البشرية من الطُرُق التي يرغب المُسلمون عامّةً، وطُلّاب العلم الشرعيّ خاصّةً في معرفتها، وذلك لأن القرآن الكريم احتوى على كُل ما يُهمّ النّاس في أُمور دينهم ودُنياهم ومعاشهم، وكرّم الإنسان أحسن تكريم، وخلقه في أحسن تقويم، وفيما يلي سنتعرف على الطريقة التي اتّبعها القرآن في مخاطبة الفطرة البشرية.

القرآن الكريم

القرآن الكريم هو كلامُ الله المُعجز المُنزّل على النبيّ المُصطفى-صلى الله عليه وسلّم- المُتعبّد بتلاوته المنقول بالتّواتُر، وهو الكلام الذي فاق كل بيان، وأعجز الجنّ والإنس على الإتيان بمثله ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيرًا، فقد أيّد الله -تعالى- كُلّ نبيٍّ بمُعجزةٍ من جنس ما برع فيه القوم، والعرب كانوا أهل فصاحة وبلاغةٍ وبيانٍ، فقد كان الولد منهم يُولد يتكلّم الفُصحى بالسّليقة، فتحدّاهم القُرآن أن يأتوا بمثله؛ فعجزوا عن الإتيان بذلك، فتحدّاهم أن يأتوا بعشر سور مثله ولو حتّى مُفترياتٍ؛ فعجزوا عن ذلك، فتحدّاهم أن يأتوا بسورة من مثله؛ فعجزوا، وكان بعضهم يقول: إنّ له لحلاوة، وإنّ عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإنّ أسفله لمُغدق، وإذا كان هذا حال أرباب الفصاحة والبيان مع القرآن، فما بالُك بغيرهم من الأقوام التي لا ترقى فصاحتهم لفصاحتهم.

شاهد أيضًا: ما اعظم سورة في القران الكريم

ما طريقة القران الكريم في مخاطبة الفطرة البشرية

لقد اتّبع القرآن الكريم طريقةً خاصّةً عند مخاطبة الفطرة البشريّة، واعتمدت تلك الطّريقة على استثارة الفطرة، وتذكيرها بخالقها-سُبحانه وتعالى-، فالفطرة مُهيّأة لذلك، فلقد خُلقت الفطرة على الطّهارة والنّظافة من كُلّ ما يُدنّسها، والمرء هو الذي يقوم إمّا بتنقيتها من الشّوائب التي تُواجهها، أو أن يغمسها في الشّهوات؛ فتتيه في غيابات الشّهوات، كما أن الفطرة البشريّة مُزوّدة ببصيرة أخلاقيّة، هذه البصيرة تجعلُها لا تُصاب بأي دهشةٍ حينما يدعوها القرآن إلى أصل من أصول الإسلام، أو يُرغّبها في الفضائل، أو يُرهّبها من الرذائل، فقد قال الله -تعالى-:” بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ”، ولذا فالمُسلمون في كُلّ صلاةٍ يدعون خالقهم-عزّ وجلّ-:” اهدنا الصّراط المُستقيم”، فالصّراط المُستقيم هو الطّريق المُستقيم الذي يسعى المرء بأن يسلكه، أو يُوفّقه الله إليه.[1]

شاهد أيضًا: من اول من ضبط الاحرف بالقران الكريم

طريقة القرآن الكريم

القرآن الكريم كتاب الله الذي أنزله الله -تعالى- على رسول الهُدى-صلى الله عليه وسلّم-؛ ليُخرج النّاس من ظُلُمات كُفرهم إلى نور الإسلام، فلقد كانوا قومًا جاهليين يعبُدون الأصنام التي لا تعقل ولا تنفع ولا تضُرّ من دون الله، ولكنّ الرّسالة السّمحة التي جاء بها النبي أخرجتتهم من جهلهم إلى النّور الذي يُدخلهم جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا، ولقد نزل القرآن مُنجّمًا أي مُفرّقًا حسب الوقائع والأحداث، فإذا ما حدث للمُصطفى حادثة أراد الفصل فيها ؛ نزل القرآن ليُعلم النبي ما يفعله، وقد اشتمل القرآن على العقائد والتّشريعات والأصول التي من خلالها يكون المُسلم مُسلمًا حقًّا، وتجعله يُراعي  حقّ الله -تعالى- في سرّه وعلانيته.

شاهد أيضًا: ما هي اطول اية في القران الكريم

القرآن الكريم ومخاطبة النفس

إن القرآن الكريم قد قوّم الفطر البشريّة، وتجعلها تترقّى إلى أعلى درجات الإيمان، والتي من خلالها يفوز بجنّاتٍ عرضها السّموات والأرض التي أُعدّت للمُتّقين، والفطرة البشريّة لا تشُكّ أبدًا في وجود الله -تعالى-، فقال :” قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ..”، كما أنّها حثّت أتباعها على أن يتفكّروا ويتدبّروا، ويُعملوا عقلهم، كما أنّه ذمّ المُشركون على عدم إعمال عقولهم، وذلك يقول الله -تعالى-:”اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا”، كما أن هناك علاقةً وثيقةً بين الفطرة البشريّة وبين القرآن الكريم إذا ما طهُر القلب، وراعى الإنسان حقّ الله في كُلّ ذرّةٍ في كيانه، فبُمجّرد أن تستمع آذان المرء القرآن الكريم يُوقن بلا شكّ بأنّه من الذّكر الحكيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، وبهذا تميل النّفس البشريّة إلى ما يُرقّيها ويقوّمها.

ومن خلال هذا المقال يُمكننا التعرُّف على ما طريقة القران الكريم في مخاطبة الفطرة البشرية ، والتّعريف بالقرآن الكريم، وكيف عجز العرب على أن يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا، والتعرف على العلاقة بين النّفس البشريّة والقرىن، وكيف تميل النّفس إليه، وتعرف أن ما ذُكر من القرآن حتى ولو لم يحفظ المرء القرآن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *