ما معنى الانتماء للمجتمع وما أصل الانتماء المجتمعي

ما معنى الانتماء للمجتمع وما أصل الانتماء المجتمعي

ما معنى الانتماء للمجتمع؟ واحد من أشهر الأسئلة التي يتكرر ذكرها في المناهج الدراسية في مختلف المراحل التعليمية، وإذا أمعنا التفكير لبضع ثوانِ سنعرف أنه يتكرر ذكره بسبب أهمية هذا المفهوم الذي يندرج تحت لواء علم الاجتماع الذي تم تأسيسه على يد العالم، والفيلسوف المسلم والعربي بن خلدون.

ما معنى الانتماء للمجتمع

  • يعرف مصطلح الانتماء بشكلٍ عام على أنه شعور داخلي يحرك في الإنسان نتيجة مشاعر مختلطة بين السعادة، والخوف، والحب، وتحرّك معها شعور بالواجب لدعْم شخصٍ أو مُنظمةٍ أو فكرةٍ أو كيان ما لتلبية هذا الشعور بالانتماء.
  • مقياس الالتزام الذي يمكن أن يبديه الشخص يختلف بالطبع حسب درجة رضاه عن الخدمات التي يحصل عليها أو الأداء العام للمؤسسة أو البلاد أو الفكرة التي ينتمي إليها.
  • بمرور أزمنة مختلفة لم تستطيع البشرية بعد جزم ما إذا كان الشعور بالانتماء شعوراً فطرياً، فمثلاً يمكن أن يولد شخص في وطناً ما لكن بمرور الوقت يبدأ في فقدان شعورها بالانتماء تدريجياً نتيجة عدم رضاه عن وضعه أو دوره داخل هذا الوطن وبالطبع هذا المثل إلى جانب العديد من الأمثلة الأخرى تسقط فكرة أن يكون الشعور بالانتماء شعوراً فطرياً.
  • المفهوم العام للانتماء يعبّر عن إخلاص المرء للشيء الذي يشعر تجاه بالانتماء، كذلك يُعبر عن مدى تمسكه وارتباطه بالفكرة أو المؤسسة التي يدين لها بالولاء.
  • قد يشعر المرء بهذه المشاعر تجاه شخص أو جماعة، أو مكان، أو فريق، أن الانتماء يعد وظيفة اجتماعية لها قدر عالي من الأهمية، حيث يمنح الإنسان دافعاً للتعاون مع الآخرين في سبيل تحقيق هدف مشترك.
  • لذلك دائما يسعى لاستثمار كافة الموارد المتاحة لديه سواء كانت موارد مادية مثل الأموال، والموارد، أو معنوية مثل الأخلاق أو الأفكار أو غير ذلك من خلال توسع الآفاق وتجاوز المصالح الشخصية الضيقة وتستبدل بمصالح الأمة أو الوطن، أو المؤسسة.
  • واقعياً فإنّ الشعور بالولاءْ، أو الانتماء له صور عديدة، حيث يمكن أن نجده في علاقات الصداقة، والعلاقات الأُسرية، والمنظمات العالمية، والمهن بمختلف أشكالها، والبلدان والأوطان، والأديانْ، والأعراق.
  • اختزال الانتماء بمشاعر وحسبْ هو شيء غير الصحيح، لأنّه بطبيعة الحال كلما مارس الإنسان الانتماء وإظهار ولائه سوف يصبح أمراً فطرياً.
  • لكن تعلُم الإخلاص والولاء داخل الأسرة منذ الصّغر بالتأكيد سيساهم في تسهيل الكثير على الطفل فيما بعد فيما يخص تطوير العلاقات والصداقات المرتكزة على الانتماء مستقبلاً.

أصل الانتماء المجتمعي

  • الشعور بالانتماء للمجتمع هو شعور نفسي في المقام الأول، يندرج هذا النوع من الانتماء تحت لواء مفاهيم علم النفس المجتمعي أو علم النفس الاجتماعي، أو تخصصات البحث الأخرى مثل علم الاجتماع الحضري هو نوع يركز على تجربة المجتمع بدلاً من تكوينه ومحيطه.
  • قام المختصون في علم الاجتماع، وعلم نفس الاجتماع، وعلم الإنسان، وغيرهم بصيغة نظريات عديدة وأجروا أبحاث وتجارب كثيرة تدور حول المجتمع.
  • لكن لطالما اختص الجانب النفسي بطرح الأسئلة حول الإدراك الحسي للفرد، والمحاولة في فهمه، وفهم اتجاهاته، ومشاعره، ومن الأمور المتعلقة بالعلاقة بين الفرد والمجتمع.
  • يوجد عدد كبير من التعريفات التي تناولت الانتماء المجتمعي ويعد رأى عالم النفس سارسون واحد من أشهر هذه التعريفات حيث ذهب إلى ما معنى الانتماء للمجتمع؟ إلى أنه شعور نفسي يربط بين الفرد ومجتمعه من خلاله يستطيع الفرد إدراك التشابه بينه وبين الآخرين من أفراد مجتمعه، ويرى كذلك الارتباط المتبادل والواعي المشترك بينهم.
  • عادةً وفى الحالات السليمة والصحة يصاحب الفرد دائماً رغبة في الحفاظ على هذا الارتباط المتبادل من خلال تقديم كافة المساعدات أو فعل ما يتوقعه الآخرون منه، وذلك حتى يشعر هذا الفرد بأنه جزءً من بنية أكبر منه ثابتة يمكن الاعتماد عليها.
  • بينما عرف العالم ماكميلان وتشافيز الشعور بالانتماء للمجتمع على أنه شعور ينتاب الأفراد بالانتماء لشيء أكبر منهم، يدرك فيه الأشخاص أن كل فرد له أهميته لدى الآخر ولدى الجماعة ككل، والذي يجمع بينهما هو الإيمان المشترك بأن احتياجات الأفراد هي أمثلة مصغرة من احتياجات الجماعة، لذلك دائماً يلي هذا شعور بالالتزام والبقاء سويًا.
  • يوجد بعدين الانتماء للمجتمع واحد إقليمي واخر علائقي (يختص هذا البعض بأنواع العلاقات الموجودة في المجتمع وطبيعتها، أما البعد الإقليمي فو مبني على المساحة الجغرافية، حيث تعرف بعض المجتمعات بشكل أساسي بناءً على المنطقة البلد أو المدينة أو حتى الحي السكني الذي يربط بينهم، لكن حتى هذه الحالات فإن القرب والوجود الإقليمي المشترك لا يمكن أن يشكل مجتمعًا بذاته لأن البعد العلائقي يثمثل عملاً أساساً.
  • فكثير من العلماء شككوا في قوة العامل الإقليمي حيث يوجد بعض المجتمعات التي لا تحكمها حدود إقليمية، فمثلا يمكن لمجموعة من العلماء المُتخصصين في علم معين أن يكون بينهم وبين بعض أنواع مختلفة من التواصل والتفاعل على الرغم من اختلاف مواقعهم الجغرافية والإقليمية.
  • كذلك الأفراد أو الجماعات المجتمعة بناءً على فكرة أو دين أو فلسفة العامل الجغرافي هنا لا يمكن أن يشكل عائقاً أمم الهدف الأسمى التي بنيت من أجله هذه الجماعة.

شاهد أيضاً: فعاليات يوم الطفل العالمي في المجتمع والعائلة

عوامل الشعور بالانتماء المجتمعي

الترابط الاجتماعي والتجذر المادي بين أبناء المجتمع الواحد ينمو بنمو الأفراد، لأن هناك علاقة قوية بين الشعور النفسي بالانتماء للمجتمع والقدرة على المشاركة فيه بشكل أكبر، ويمكن تلخيص الأمر في أربعة عناصر أو (عوامل) تزيد من الشعور بالانتماء للمجتمع، وذلك وفقًا لنظرية (ماكميلان وتشافيز)

العضوية

  • يندرج تحت العضوية خمس سمات هما (الحدود، السلامة العاطفية، الشعور بالانتماء والهوية، الاستثمار الشخصي، نظام رموز مشترك، التأثير).
  • التكامل وتلبية الاحتياجات.
  • يشعر الأعضاء بالمكافأة بطريقة ما لمشاركتهم في المجتمع.
  • علاقة عاطفية مشتركة.
  • يظهر التأثير على محورين حيث يحتاج أعضاء المجتمع إلى الشعور بأن لديهم قدر من النفوذ في المجموعة التي يشتركون به حتى يظل الشعور بالانتماء قوياً.
  • كذلك يجب على الجماعة أو المجتمع أن يترك تأثيراً إيجابيناً على أعضائها وذلك سعياً للوصول إلى تماسك المجموعة، ويظهر منطلق التأثير جلياً في المجتمعات الريفية.

شاهد أيضاً: دور المرأة السعودية الكبير في المجتمع بعد رؤية 2030

أهمية الانتماء المجتمعي

  • ما معنى الانتماء للمجتمع كان هو البداية التي انطلقنا منها لمعرفة المزيد عن علم الاجتماع خاصةً فيما يخص الانتماء، فمما لا شك به إنَّ الانتماء بشكلٍ عام وبمختلف أنواعه (الفكري، السياسي، الديني، الوطني) مهمّ جدًا ويعد من الدعائم الأساسية التي يجب تواجدها داخل المجتمع، وداخل كل أفراده.
  • الانتماء شعور يعزز العلاقات بين أفراد المجتمع، ويزيد من تقدم الدّولة والأمة في كافة المجالات، يمتلك أيضاً دوراً كبيراً في ترسيخ الأخلاق الحميدة في كل نفس تشترك في نفس المجتمع.
  • من خلاله يمكن أن يتحمّل كل فرد مسؤولية في مجال معين سواء داخل دولته أم عمله، المؤسسة التي ينتمي إليها، بشكل عام يمكن قول إنَّ الانتماء يمنح الأفراد شعوراً بالأمن والأمان.

شاهد أيضاً : كيف نحافظ على البيئة وما هو دور المجتمعات والافراد في ديمومة بيئة صحية

ما معنى الانتماء للمجتمع بمنتهى البساطة هو تنمية العلاقات القائمة على الحب والولاء بين أبناء المجتمع الواحد، حتى تتأصل هذه القيم في المجتمع بشكل جذري، فالانتماء للمجتمع يعد أحد العوامل الرئيسية في تحقق التنمية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *