ما هو أجر صيام عاشوراء

أجر صيام يوم عاشوراء

أجر صيام عاشوراء سيتم بيانه في هذا المقال، ومن الجدير بالذّكر أن طريقة صيام يوم عاشوراء لا تختلف عن غيرها من الصيام الواجب والتطوعي، وبناءً على ذلك لا يلزم المسلم شيئًا إلا أن ينوي صيام يوم عاشوراء ثم يمتنع عن الأكل والشرب والجماع، وسائر ما يفطر من ظهور الفجر الصادق حتى غروب الشمس ما ينقص أجر الصيام، وبذلك يكون قد أكمل صيام هذا اليوم.

أجر صيام عاشوراء

يترتب على صيام يوم عاشوراء الأجر العظيم عند الله سبحانه وتعالى وهو تكفير السنة التي قبلها، وذلك وارد في السنة النبوية الشريفة، حيث قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: “وصِيامُ يومِ عاشُوراءَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التِي قَبْلَهُ”، ولقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ما مِن عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا في سَبيلِ اللهِ، إِلَّا بَاعَدَ اللَّهُ، بذلكَ اليَومِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا”.

وقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين أن يصوموا التاسع والحادي عشر من شهر محرم، لأن ذلك يعد مخالفة صريحة لليهود كما كانوا يصومون في هذا اليوم، وصيام هذين اليومين احترازًا ليوم عاشوراء، إذ يخشى حدوث خطأ في تحديد اليوم العاشر من شهر محرم.

وإن حكم من فاته صيام التسعة وعاشوراء في إسلام ويب ليس بعاص، لأن صيام يومي عاشوراء وتاسوعاء من السنة، ولم يلزم المسلمون بصيامهم، وأن هناك لا شيء في كلام الرسول صلى الله عليه وسلم يدل على فرض صيام يوم عاشوراء على المسلمين بل على رغبة المسلم، إذا شاء أن يصوم، وإذا شاء أفطر، واعتبار أن صيام عاشوراء وتاسوعاء ليس بواجب، فلا إثم ولا ذنب على من فاته الصيام، ولكن في ذلك يضيع الكثير من الأجر الذي خصصه الله تعالى لمن يصوم هذه الأيام في حال تركهم صيامهم حيث يقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في يوم عاشوراء: “هذا يَوْمُ عَاشُورَاءَ، ولَمْ يَكْتُبِ اللَّهُ علَيْكُم صِيَامَهُ، وأَنَا صَائِمٌ، فمَن شَاءَ فَلْيَصُمْ، ومَن شَاءَ فَلْيُفْطِر”.[1]

شاهد أيضًا: افضل ادعية يوم عاشوراء … ادعية يوم عاشوراء مكتوبه

مراتب صيام يوم عاشوراء

إن صوم اليوم العاشر من شهر محرم عبادة عظيمة وقربة وفضيلة، ولصيامه ثلاث مراتب مختلفة، وهي:

  • المرتبة الأولى: إن صوم التاسع والعاشر والحادي عشر، وهذا أكمله وخيرهم لزيادة الخير والطاعة.
  • المرتبة الثانية: إن صوم التاسع والعاشر، مبني على معظم الأحاديث، ومنها عندما قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: (لئِنْ بَقِيتُ إلى قابِلٍ، لأصون التاسِعَ).
  • المرتبة الثالثة: إن صيام العاشر وحده، ليس فيه كراهة أو حرمة، وقد خص بهذا الصوم عند كثير من أهل العلم.

قال العلماء: إن الحكمة من صيام اليوم التاسع أو الحادي عشر مع عاشوراء: (إِنَّهُ إحياء لِهَا لِحُجْبِ الْخَطَأَ فِي بَدْءِ الشَّهْرِ، وإنداء صَائِمِ الْيَهُودِ) العاشرة، مع الحرص على عدم إفرادها بالصوم كما في يوم الجمعة.

سبب صيام يوم عاشوراء

في يوم عاشوراء حصل خير عظيم وبر، فقد أنقذ الله عز وجل بني إسرائيل من عدوهم فرعون، وأغرقه هو وجنوده في البحر، فصام عليه نبي الله موسى، بفضل الله تعالى فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة وجد يهود المدينة صائمين في هذا اليوم فسألهم عن سبب ذلك فقالوا: إنه يوم صالح فيه أنقذ الله بني إسرائيل من أعدائهم، فصام عليه موسى – عليه السلام – فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، أخبره أنه أحق بموسى منهم، فصامه وحث أصحابه على الصوم عن عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – قال: (قَدِمَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَومَ عاشُوراءَ، فَقالَ: ما هذا؟ قالوا: هذا يَوْمٌ صَالِحٌ؛ هذا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إسْرَائِيلَ مِن عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى قالَ: فأنَا أحَقُّ بمُوسَى مِنكُمْ، فَصَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ).[2]

فضل صيام يوم عاشوراء

هنالك العديد من الأدلة الواردة في السنة النبوية الشريفة والتي تدل على فضل صيام يوم عاشوراء:

  • قول الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم: “هذا يَوْمُ عَاشُورَاءَ ولَمْ يَكْتُبِ اللَّهُ علَيْكُم صِيَامَهُ، وأَنَا صَائِمٌ، فمَن شَاءَ، فَلْيَصُمْ ومَن شَاءَ، فَلْيُفْطِرْ“.
  • قول عبد الله بن عباس أنَّه قال: “قَدِمَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَومَ عَاشُورَاءَ، فَقالَ: ما هذا؟، قالوا: هذا يَوْمٌ صَالِحٌ هذا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إسْرَائِيلَ مِن عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قالَ: فأنَا أحَقُّ بمُوسَى مِنكُمْ، فَصَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ”.
  • قول عبد الله بن عباس: “حِينَ صَامَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَومَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بصِيَامِهِ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، إنَّه يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: فَإِذَا كانَ العَامُ المُقْبِلُ إنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا اليومَ التَّاسِعَ قالَ: فَلَمْ يَأْتِ العَامُ المُقْبِلُ، حتَّى تُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ“.

الحكمة من صيام يوم عاشوراء

وضحت الفتوى أن كفارة الذنوب بصيام عاشوراء تعني الصغائر، وهي ذنوب السنة السابقة القادمة، إذا كانت من الصائم في مجمل الحديث المتفق عليه: “من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه”، وكما أكدت فتوى دار الافتاء أن يوم عاشوراء فضيلة عظيمة وقداسة قديمة، وقد عُرِف صومه لفضائله بين الأنبياء عليهم السلام، وصام نوح وموسى عليهم السلام صلى الله عليه وسلم – قال: “ما رأيت رسول الله – صلى الله عليه وآلة وسلم – صام يومًا يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم – يعني: يوم عاشوراء- وهذا الشهر، يعني: رمضان”.

ونصت الفتوى على أن تقديم صيام يوم تاسوعاء على عاشوراء حكم ذكره العلماء ومن بينها أن المراد به نقيض اليهود في حصرهم بالعاشر، في أخذ الحيطة في صيام العاشر خشية فقدان الهلال والخطأ، فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر، وأفضل ما يصوم يوم عاشوراء أن يصومه بصوم اليوم التاسع والحادي عشر من شهر محرم، أي صيامه مع اليوم الذي قبله واليوم الذي يليه.

فصيام هذه الأيام الثلاثة هو أفضل المراتب من صيام عاشوراء، وذلك لرغبة الرسول – صلى الله عليه وسلم – في معارضة اليهود وعدم صيام يوم عاشوراء منفردًا مثلهم، فنوى صيام يوم تاسوعاء، ويرى علماء المسلمين أنه من الأفضل صيام اليوم الحادي عشر تحسبا في حالة حدوث خطأ في حساب هلال شهر محرم يحرص الثلاثة على صيام يوم عاشوراء، وعصيان اليهود، وتطبيق سنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، لأنه يؤجر ويؤجر بإذن الله تعالى.[3]

حكم صيام تاسوعاء مع عاشوراء

إن السبب في صيام المسلمين يوم عاشوراء أنه يوم غرق فرعون وجنوده في البحر، وأنقذ الله تعالى موسى – عليه السلام – وبني إسرائيل من ظلمهم وطغيانهم هذا اليوم من الأيام الفاضلة التي ينال فيها الصائمون أجرًا عظيمًا، لكن الرسول – صلى الله عليه وسلم – أراد من المسلمين ألا يسيروا على خطى اليهود، فقرر أن يصوم على يوم تاسوعاء، ولكنه مات قبل تحقيق ذلك، وهذا من أسباب صيام المسلمين كلا اليومين تحقيقًا لرغبة الرسول – صلى الله عليه وسلم – وتنفيذاً لشيء سنته كما أنه من الجيد أن يصوم يوم تاسوعاء للتأكد من أن المسلمين يصومون يوم عاشوراء في حالة حدوث خطأ في حساب هلال شهر محرم.[4]

شاهد أيضاً: ادعية يوم عاشوراء كاملة .. دعاء وفضل يوم عاشوراء

بينا في هذا المقال أجر صيام عاشوراء وبينا أن الأجر للصائم عظيم عند صيامه لهذا اليوم، ودليل ذلك ما رُوي أنّ الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: (وأفضلُ الصيامِ، بعد شهرِ رمضانَ، صيامُ شهرِ اللهِ المُحرَّمِ).

المراجع

  1. ^ عبيد الله المباركفوري (1404ه - 1984م)، مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (الطبعة الثالثة)، بنارس - الهند: إدارة البحوث العلمية والدعوة والإفتاء، صفحة 48، جزء 7. بتصرّف , 04/08/2022
  2. ^ ابن القيم (1415ه - 1994م)، زاد المعاد في هدي خير العباد (الطبعة السابعة والعشرون)، الكويت: مكتبة المنار الإسلامية، صفحة 72، جزء 2. بتصرّف , 04/08/2022
  3. ^ ابن القيم (1415ه - 1994م)، زاد المعاد في هدي خير العباد (الطبعة السابعة والعشرون)، الكويت: مكتبة المنار الإسلامية، صفحة 72، جزء 2. بتصرّف , 04/08/2022
  4. ^ وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: دار الصفوة، صفحة 219 , 04/08/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *