ما هو أفضل سن للزواج

أفضل سن للزواج

ما هو أفضل سن للزواج، الزواج آية من آيات الله، وسنة عظيمة قوامه التفاهم بين الزوجين لينتج المودة والرحمة والسكن الذي جعل الله تعالى الزواج طريقًا إلى تحققها عندما قال تعالى: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”، وعلى أسس تلك المودة الرحمة تنشأ الأسرة الصالحة التي هي اللبنة الأولى التي يقوم عليها استقرار المجتمع.

أفضل سن للزواج

إن أفضل سن للزواج هو بداية العشرينيات وحتى بداية الثلاثينيات، غير أنه لا توجد ثوابت في هذا الأمر، فلكل فترة مميزاتها وعيوبها، وأن الأساس في بداية الارتباط والزواج يختلف من المرأة إلى الرجل، وأن مرحلة النضوج الجسمي والجنسي والعقلي والعاطفي هي الأصل للوصول إلى الوقت المناسب لتأسيس الأسرة عن طريق عقد الزواج.

ويؤسس الزواج على أسس سليمة ومعايير واضحة المعالم، وإذا روعيت تلك المعايير بدقة انخفضت بشدة فرص المشكلات والتفكك الأسري، ومن أبرز تلك المعايير مسألة سن الزواج، فمن الأفضل وجود تناسب ومقاربة عمرية بين الزوجين وأفضل سن للزواج يحقق هذا التقارب هو الفترة ما بين 28 سنة و32 سنة، أما زواج القاصرات وهو تزويج البنت قبل بلوغها السن القانونية وهي سن الثامنة عشرة فهذا تغول على حقوق المرأة وحتما ستكون نتيجته عدم الاستقرار، وضياع الكثير من الحقوق، ناهيك عن تدمير مستقبل الزوجة وكذلك الطفل المحتمل والذي سيكون ثمرة تلك الفترة من الزواج.

شاهد أيضاً: تحليل الزواج كم يوم ويطلع

أفضل سن للزواج بالنسبة للبنت

الأصل أن يكتمل نضوج البنت حتى تصلح لتحمل تبعات الزواج وتكوين الأسرة وتربية الأولاد، ولا يمكن أن يتحقق ذلك دون التهيئة البيولوجية والنفسية والعاطفية والعقلية للبنت، وكل هذا لا يمكن أن يتوفر للبنت بأي حال من الأحوال قبل بلوغها سن الثامنة عشرة من العمر، وتشير التقارير الطبية والنفسية التي أجريت في هذا الشأن إلى أن أفضل سن للزواج بالنسبة للبنت هو ما بين 18 و25 سنة، وذلك نابع من عدة أولويات وعوامل أبرزها:

  • أن الزواج في تلك السن للبنت يمثل مناعة لها من الإصابة بالأورام التي تصيب النساء، ولاسيما سرطان الثدي الذي بدأ ينتشر بصورة كبيرة بسبب التبكير بالزواج أو التأخير به، وكلاهما له نتائج سلبية على صحة المرأة.
  • كما أن الخصوبة عامل هام فإنما يرتجى الزواج أصلاً للعمران وتكوين الأسر التي تتكون منها المجتمعات ولاشك أن مسألة الخصوبة يجب أن تراعي، وإنما تكون الخصوبة في أعلى درجاتها خلال الفترة من 18 وحتى 25 سنة بالنسبة للبنت، أما قبل ذلك فيكون النضوج غير مكتمل، وبعد ذلك تنخفض فرص الخصوبة تدريجيا، وربما يشكل الحمل وتشكل الولادة خطرًا داهمًا على المرأة.
  • في حال تأخر زواج البنت عن سن الخامسة والثلاثين تكون فرص الأمراض والتشوهات الخلقية للأجنة والمواليد لهؤلاء السيدات كبيرًا، ومن ثم يتعرض هن وأولادهن للكثير من الأخطار، ومن ثم ينبغي الالتزام بالسن المناسبة ما أمكن ذلك.

أفضل سن للزواج بالنسبة للرجل

بالنسبة لما يخص الرجل فالأمر يختلف إلى حد كبير من حيث تحديد السن المناسب للزواج، ولعل أفضل سن للزواج بالنسبة للرجل هي فترة العشرينيات والثلاثينيات، ولعل تلك الفترة هي الفترة المثلى للزواج وذلك راجع إلى ما يلي:

  • لأن الرجل في تلك المرحلة يكون في أرقى درجات الخصوبة واستطاعة الإنجاب، وتكون كل خلايا جسده مهيأة لهذا الأمر، ولكن عند الوصول للأربعين تنخفض القدرة على الخصوبة والإنجاب، لتنخفض القدرة بشكل كبير عند بلوغ الستين والسبعين من العمر، علمًا بأن هذا لا يجزم بانعدام قدرته على الإنجاب نهائيًا ولكن علميًا تنخفض القدرة بشكل ملحوظ.
  • الرجاحة العقلية والحكمة والتمييز بين الصواب والخطأ تكون قد تشكلت بشكل كبير خلال تلك الفترة، وعليه تنخفض أسباب المشاكل الأسرية، وتمنح الرجل الفرصة لإدارة بيته وأسرته بطريقة أكثر حكمة وتعقلاً وتكون لديه قدرة كبيرة على مواجهة صعوبات الحياة.

شاهد أيضاً: شي يتوقف عن فعل الازواج بعد الزواج

هل للزواج المبكر فوائد؟

يعتقد الكثيرون أن الزواج المبكر بعد بلوغ فترة النضج الكافية للزواج هو أمر محبذ ومقبول بل ومرغوب، ولا يخص طرفًا دون الآخر، وإنما فوائد الزواج المبكر تعود على الزوجين، ويرون أن ذلك راجع لعدة أسباب وعوامل مقنعة:

  • التخلص من الفراغ القاتل الذي يشعر الإنسان بالملل والضجر، فعندئذٍ سيجد الزوجان ما يشغلهما في تجهيز وبناء أسرتهما السعيدة على أسس ومعايير قوية وصحيحة.
  • سيشكل الزوجان جبهة قوية لمواجهة مشاكل ومصاعب الحياة، و سيكونان يدًا واحدة في التعامل مع كل ما يواجههما من مشكلات.
  • القدرة على الإنجاب حيث سيكون الطرفان في أعلى درجات الخصوبة، وهو ما يحقق إنجاب أطفال أصحاب ولا يعتريهم أي تشوهات أو أعراض مرضية مزعجة.
  • القدرة على التربية بطريقة صحيحة، حيث تحتاج التربية إلى بذل الكثير من المجهود وتحمل الكثير من الإرهاق الفكري والجسدي والعقلي، وهو ما يكون متوفرًا في الزوجين خلال فترتي العشرينيات والثلاثينيات، نظرًا لتوفر الطاقة الشبابية التي تتوفر في الإنسان خلال تلك الفترة من العمر.
  • القدرة على العمل وتوفير اللازم والضروري للبيت والأسرة، وهو الأمر الذي يستطيع الزواج خلال فترة العشرينيات والثلاثينيات، أما قبل ذلك فلن تكون القدرة كافية، وبعد ذلك ستكون القدرة خائرة ولن يستطيع الجسد تلبية الرغبة في العمل لمواجهة الأزمات الاقتصادية التي يمكن أن يواجها الزوجان أو أولادهما.
  • ولا يمكن إنكار دور النضج العاطفي خلال تلك الفترة عما هو عليه الحال في فترة المراهقة مثلاً التي تتميز بالتذبذب العاطفي، وعدم الاستقرار النفسي، أما في مرحلة العشرينيات والثلاثينيات يكون النضج العاطفي هو المسيطر على حياة الزوجين من أجل بناء بيت سعيد.

مشاكل التأخر في الزواج على الرجل والمرأة

كما أن التعجيل بالزواج قبل النضوج الكافي فكريًا وعاطفيًا وجسديًا، فيه الكثير من المغامرة بتعريض تلك الزيجة للفشل، فإن تأخير الزواج عن موعده الأفضل يعرض البيوت للانهيار، ويمكن إيجاز بعض المظاهر السلبية لتأخير الزواج فيما يلي:

  • حيث يكون الشخصان قد تعودا على نمط حياة معين يفضلان فيه الوحدة والعزلة، عندما يجتمعان تحت سقف واحدة تكون مهمة كل واحد منهما في احتواء الآخر وتخليصه من عاداته وأنماط حياته السلبية أمرًا صعبًا بل مستحيلاً أحيانًا.
  •  تنخفض الرغبة عند البعض إذا تأخر الزواج في موضوع الإنجاب، بل وتضعف الخصوبة بدرجة ما لدى أحدهما، مما يخلق مشاكل إنجابية أو يأتي الطفل معاقًا أو مشوهًا.
  • يقول البعض إن الإثارة والشغف في مرحلة الأربعينيات تنخفض بصورة كبيرة، وأن الزواج في تلك الفترة محفوف بالمخاطر من جميع النواحي، غير أنه لا يمكن الجزم المطلق بصحة هذا الأمر، فهناك الكثير من الزيجات السعيدة والتي لم تتعرض لمخاطر تذكر قد بدأ أصحابها حياتهما في مرحلة الثلاثينيات أو الأربعينيات فالمسألة نسبية إلى حد ما.
  • بالرغم من أن فترة الثلاثينيات مثلاً تعتبر مرحلة جيدة لبناء أسرة يملؤها النضج الفكري والتفاهم العقلي، إلا أنها كذلك فترة مزدحمة بالكثير من الأعمال، فإذا لم تكن الأسرة قد بنيت وتأسست قبل هذا الازدحام الفكري والعملي، فممن الممكن أن يكون لذلك الازدحام أثرًا سلبيًا عليها.

شاهد أيضاً: ما هو الزواج المسيار وما هو حكمه وشروطه

في الختام نقول إن أفضل سن للزواج من الناحية النظرية هي الفترة ما بين الثامنة والعشرين إلى الثانية والثلاثين وفق دراسات وإحصائيات وتقريرات عنيت بدراسة الظاهرة، ولكننا نستطيع القطع بأن النظريات هنا لا يمكن تعميمها، وأن الأمر يحسم بالنضج الفكري والجسدي والعقلي والعاطفي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *