ما هو الذكر الذي يعتبر كنز من كنوز الجنة

ما هو الذكر الذي يعتبر كنز من كنوز الجنة

ما هو الذكر الذي يعتبر كنز من كنوز الجنة ؟ هو أحد الأسئلة التي قد يسألها الكثير من المسلمين، فالذِكر هو أحد العبادات العظيمة التي حثّ الشرع على لزومها، ومعنى الذِكر في اللغة: “الشيء الذي يجري على اللسان، وتارةً يُقصد به الحفظ للشيء”، كما عرّفه الراغب الأصفهاني بأنّه: “هيئةٌ للنفس بها يمكن للإنسان أن يحفظ ما يقتنيه من المعرفة، وهو كالحفظ إلّا أنّ الحفظ يُقال اعتبارًا باحترازه، والذِكر يُقال اعتبارًا باستحضاره، أمّا الذِكر بالمعنى الشرعي فهو: “كلُّ قولٍ سيق للثناء والدعاء، أيّ ما تعبّد الخالق عباده بلفظٍ منهم يتعلّق بتعظيمه والثناء عليه، بأسمائه وصفاته، وتمجيده وتوحيده، وشكره وتعظيمه، أو بتلاوة كتابه، أو بمسألته ودعائه”.

ما هو الذكر الذي يعتبر كنز من كنوز الجنة

الذكر الذي يعتبر كنز من كنوز الجنة هو لا حول ولا قوة إلّا بالله، وهو ما ورد في الأخبار عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ويقال الحوقلة أي ترديد لا حول ولا قوة إلّا بالله، قصد منها الافتقار والتذلّل لله سبحانه، كما أنّ فيها إقرارٌ بقدرة الله تعالى، ولفضل ذلك الذكر وعظمته حثّ النبي صلّى الله عليه وسلّم أصحابه على الإكثار منه، فيروي البخاري في الحديث الصحيح، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أنّه قال: “يا عبدَ اللهِ بنَ قَيسٍ، قُلْ: لا حولَ ولا قوةَ إلّا باللهِ، فإنّها كَنزٌ من كُنوزِ الجنةِ أو قال: ألا أدُلُّكَ على كلمةٍ هي كَنزٌ من كُنوزِ الجنةِ؟ لا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ”[1]، وذكر النبي صلّى الله عليه وسلّم الحوقلة في حديثٍ آخرٍ، إذ قال: “ما على الأرضِ أحدٌ يقولُ، لا إله إلّا اللهُ، واللهُ أكبرُ، ولا حولَ ولا قوةِ إلّا باللهِ، إلّا كفّرتْ عنهُ خطاياهُ، ولو كانتْ مثلَ زبدِ البحرِ”[2]، والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: جزاء من أعرض عن ذكر الله

فضل الذكر

إنّ الذِكر هو منحةٌ ربّانية، فالسعيد من نالها وداوم عليها، ويكفي في معرفة فوائد الذكر ما رواه أبو هريرة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حيث قال: “يقولُ اللَّهُ تَعالَى: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ”،[4] وقد أحصى علماء الإسلام الكثير من فوائد الذِكر وفيما يأتي بعضٌ منها:[5]

  • الذِكر هو سبب في نوال رضا الرحمن وطرد الشيطان، كما أنّه يُزيل الهم ويجلب السعادة، وينير الوجه والقلب ويُقوّي البَدَن.
  • الذِكر مجلبة للرزق والعطاء، ويُضفي على الذاكر الهيبة والوقار، ويزرع في نفسه المحبة لله ودوام استشعار مراقبته.
  • الذاكرون لله عزّ وجلّ هم أهل الإنابة، كما نالوا القرب منه سبحانه بكثرة ذِكرهم له.
  • الذِكر هو سبب في فتح أبواب المعرفة، وتنمية مهابة الله وخشيته في النفس والقلب.
  • الله عزّ وجلّ يذكر الذاكرين من عباده ويتعرّف إليهم في الشدّة، ويمحو خطاياهم وينجيهم من العذاب.
  • مجالس الذِكر محفوفة بالملائكة مغشيّة بالرحمة والسكينة بعيدة عن الغيبة والنميمة.
  • من فوائد الذِكر أنّه سهلٌ يسير ولكنّه من أجلِّ العبادات، والثواب المترتب عليه عظيم.
  • فضل الذِكر يعدُل عتق الرقاب والجهاد في سبيل الله والصدقة.

وهكذا نكون قد أجبنا على السؤال ما هو الذكر الذي يعتبر كنز من كنوز الجنة، ثم ذكرنا فضل الذكر فقد رغّب الله تعالى عباده بذكره، ورتّب عليه الأجور العظيمة، وأمر به في القرآن الكريم.

المراجع

  1. ^ صحيح البخاري , أبو موسى الأشعري،البخاري،6384، صحيح.
  2. ^ صحيح الجامع , عبد الله بن عمرو،الألباني،5636، حسن
  3. ^ islamweb.net , كنز من كنوز الجنة. , 29-04-2021
  4. ^ صحيح البخاري , أبو هريرة،البخاري،7405، حديث صحيح.
  5. ^ kalemtayeb.com , من فوائد وفضائل الذكر , 29-04-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *