ما هو السمو الروحاني ؟

ما هو السمو الروحاني 

ما هو السمو الروحاني ؟ قبل الخوض في الإجابة عن هذا السؤال لا بد لنا أن ننبه على أنه من المعلوم في عقيدتنا الإسلامية أن الرُّوح من أسرار الله سبحانه وتعالى، وقد حجَب أمرها عن خَلقه، يحيث لا يستطيع الإنسان مهما وصل إلى درجة من العلم في الدنيا أن يدريَ عن الروح شيئًا، كما أنه من الخطأ الذي يجب أن يترفعَ عنه العقلاء والفضلاء الخوضُ في أمرٍ قد سدَّ الله الباب لمعرفته، وجعله سرًّا من أسراره التي لا يطلعُ عليها أحد، ولا حتى نبيٌّ مرسَل، أو ملَك مقرَّب. [1]

الروحانيات في الاسلام

عند التطرق إلى التعرف إلى معنى الروحانيات لا بد أن نفرِّق بدايةً بين الروح وبين الروحانيات حسب معناها في اللغة العربية، فقد قال الفراء: “الروح هو الذي يعيش به الإنسان”؛ أي الذي يقوم به الجسد وتكون به الحياة. ولم يخبر الله -سبحانه وتعالى- به أحدًا من خلقه، ولم يُعط علمه أحدًا من عباده. قال الله عز وجل: “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً”. (الإسراء: 85). [2]

أما معنى في الروحانيات فقد روى الأزهر عن أبي العباس أحمد بن يحيى أنه قال في قول الله تعالى: “وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنا”، (الشورى: 52)؛ هذا ما نزل به جبريل من الدين فصار تحيا به الناس أي يعيش الناس به. وذلك يدل على أن معنى الروحانيات هو الإيمان. وإن الإيمان في الإسلام يعني الاعتقاد الجازم، وأركان الإيمان هي؛ الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، وبالقضاء والقدر. [2]

ما هو السمو الروحاني

السمو الروحي يتمثل في الرقي بالنفس والجسد من خلال شريعة سماوية؛ هي الشريعة الإسلامية وتعاليمها السامية التي تترقى بالنَّفس البشرية، وتتجانس مع الفطرة الانسانية السوية، ما دام الإنسان حيًّا يُرزق في هذه الدنيا. والسمو بالروح والجسد له أسباب خلقها الله سبحانه وتعالى، ويسَّر للإنسان بلطفه الواسع وكرمه الوصول لها، ورزقه الإحساس بنتائجها في الدنيا الفانية، وجعل الإنسان مخيَّرًا بين سلوك الطريق المستقيم، والطريق المظلم، وهو الطريق الذي يُهين النفس، وينحط بالجسد، ويزري بقيمة الروح ومكانتها. [1]

ولا ريب أن الغايةَ من الحياة الدنيا وما فيها للإنسان العاقل هي الفوز بالحياة الحقيقية، التي فيها أعلى درجات السمو والترقي للنفس البشرية في دار الخلود والمقامة؛ وكما قال الله – تبارك وتعالى – في كتابه العظيم: “وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ”، (العنكبوت: 64). [1]

رسول الله الأسوة الحسنة للسمو والرقي

إن اتِّباع الرسول والعمل بهديه -صلى الله عليه وسلم- يصل بالإنسان إلى درجةٍ عالية من السمو والرقي والسكينة، والله -سبحانه وتعالى- يأمر البشرية جميعًا باتباع خاتم النَّبيين المبعوث للناس كلهم بالرسالة الخاتمة، التي ارتضاها الله دِينًا لهم، لأنه إليه -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- المنتهى في السمو الإنساني، والكمال في الخُلق والأدب، وقد دلَّت عليه شمائلُه الجمة، فاصطفاه -سبحانه وتعالى- من خَلْقه، وأنعم عليه بالقُرب منه -تعالى- بما لَم يستطِعْ ملَكٌ مقرَّب ولا نبيٌّ مرسَل أن يدنو دنوه عليه الصلاة والسلام. [1]

وقد وصل النبي محمد -صلى الله عليه وسلم إلى هذه الدرجة من السمو الروحي بين العبد وربِّه، وما كان هذا إلا لصفاء سريرتِه، وحبِّ الله -تعالى- له، الذي جعل محبَّتَه وطاعتَه شرطًا لمحبَّة الله، فقد قال الله جل في علاه: “قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ”، (آل عمران: 31، 32). [1]

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال، وقد أجبنا لكم فيه عن السؤال ” ما هو السمو الروحاني ؟”، كما سلطنا الضوء على معنى كلمة الروحانيات في الإسلام وكيف كان رسول الله الأسوة الحسنة للعباد في السمو والرقي.

المراجع

  1. ^ alukah.net , الإسلام والسمو الروحي للإنسان , 20/1/2021
  2. ^ aliftaa.jo , الروحانية في الإسلام , 20/1/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *