حكم محبة النبي صلى الله عليه وسلم

حكم محبة النبي صلى الله عليه وسلم

حكم محبة النبي صلى الله عليه وسلم من الأحكام المهمة على مستوى الفرد والجماعة، كونها تسهَم في الاقتداء بالرّسول -عليه السّلام- فمن المعلوم أنّ الرّسول الكريم هو القدوة الأول والأخير؛ لأنّ الله تعالى أوحى إليه بالشريعة الإسلاميّة، لذلك محبّته عليه السلام واجبة على كلّ مسلم، كما أنّ الإنسان يتبع محبوبه ويقتدي به، وفي هذا المقال سيتمّ التعرّف على العديد من الأمور المتعلّقة بمحبّة الرّسول -عليه السّلام-.

حكم محبة النبي صلى الله عليه وسلم

إنّ حكم محبّة النبي صلى الله عليه وسلم واجبة على كلّ فرد، وقد نُصّ على ذلك في الشريعة الإسلامية من القرآن الكريم والسّنّة النبوية، وفيما يأتي بيان ذلك:[1]

  • قوله تعالى: {قُل إِن كانَ آباؤُكُم وَأَبناؤُكُم وَإِخوانُكُم وَأَزواجُكُم وَعَشيرَتُكُم وَأَموالٌ اقتَرَفتُموها وَتِجارَةٌ تَخشَونَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرضَونَها أَحَبَّ إِلَيكُم مِنَ اللَّـهِ وَرَسولِهِ وَجِهادٍ في سَبيلِهِ فَتَرَبَّصوا حَتّى يَأتِيَ اللَّـهُ بِأَمرِهِ وَاللَّـهُ لا يَهدِي القَومَ الفاسِقينَ}،[2] ورد في قوله تعالى أنّ حب الرّسول -عليه السّلام- يأتي بعد حبّ الله تعالى، ممّا يعني أنّ حكم محبّته الوجوب.
  • قوله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ}،[3] يدل قوله تعالى على أنّ محبّة النبي -صلى الله عليه وسم- مقدمة على محبّة النفس ورغباتها، ممّا يعني وجوب محبته والاقتداء بأوامره والابتعاد عن نواهيه.
  • قول الرّسول -صلى الله عليه وسلم-: “لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ”،[4] يدل قوله -عليه السّلام- على أنّ الإيمان يكون مكتملًا بمحبة الرّسول -عليه السلام-.
  • قد تبيّن سابقًا أنّ الرّسول -عليه السّلام- تلقى الشريعة الإسلامية من الله تعالى بواسطة الوحي جبريل -عليه السّلام- وكان ذلك لعدّة مرة وعلى فترات، ممّا يعني أنّ المصدر الرّئيس للدّين الإسلامي هو الله تعالى ورسوله الكريم.

شاهد أيضًا: كم مرة راى الرسول جبريل.

من علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم

وبعد أن تم التعرف على حكم محبة النبي صلى الله عليه وسلم ، لا بُدّ من التعرّف على علامات محبته -عليه السلام-:[5]

  • لا بُدّ من الاقتداء به -عليه السلام- واتباع كل ما ورد في السنة، من حيث الأقوال والأفعال، وكما يجب طاعته، واجتناب نواهييه، والتمسك بآدابه في عسره ويسره، وسعادته وحزنه، والدليل على ذلك قوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}.[6]
  • الإكثار من ذكره في الصباح والمساء وعقب كل صلاة، والتشوق لرؤيته، فمن أحب شيئًا أكثر من ذكره وتشوق للقائه، حيث يقول ابن القيم: “كلما أكثر من ذكر المحبوب واستحضاره في قلبه، واستحضار محاسنه ومعانيه الجالبة لحبه، تضاعف حبه له، وتزايد شوقه إليه واستولى على جميع قلبه”.
  • الثناء عليه والدفاع على سنته، والصلاة عليه دائمًا، تلبية لأمر الله تعالى، حيث قال: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها   الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}،[7] ففي هذه الآية أمر بالصلاة عليه، ولهذا قال النبي –صلى الله عليه وسلم–: (البخيل من ذُكِرت عنده فلم يُصلِ علي).[8]

شاهد أيضًا: كيف ادافع عن الرسول.

ثمرات محبة النبي صلى الله عليه وسلم

إنّ لكلّ حكم من الأحكام الشرعية ثمرات تعود على صاحبها في الدّنيا والآخرة، وفيما يأتي بيان الآثار المترتبة على محبة النّبي -عليه السلام-:[9]

  • الحشر معه يوم القيامة، ونيل شفاعته عند الحساب.
  • الحصول على لذة الإيمان والارتقاء بذلك في الدنيا والآخرة.
  • زيادة الأجر والدرجات عن الله تعالى.
  • محبة الرّسول -عليه السلام- تغذّي العقل وتمدّه بالتفاؤل.
  • محبة الرّسول تساعد على تثبيت دعائم محبة الله والشوق للقاه والإكثار من العبادات ولا سيّما النوافل.
  • إنّ محبةّ الرّسول -عليه السلام- لا تتأتى إلى بالإجابة على كافّة الأسئلة التي على خاطر العبد للتّعرّف عليه جيّدًا.

شاهد أيضًا: اسئلة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

إلى هنا نكون قد بيّنا حكم محبة النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد تبيّن أنّ محبته واجبة كونه القدوة الأول والأخير، وهو المبلِّغ الوحيد للدّين الإسلامي وتبليغه عن الله تبارك وتعالى.

المراجع

  1. ^ أحمد بن هاشم، كتابة السنَّة النَّبويَّة في عهد النَّبي صلى الله عليه وسلم وأثرها في حفظ السنَّة النَّبويَّة، المدينة المنورة: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 9-14. بتصرّف. , 08-01-2020
  2. ^ سورة التوبة , 24
  3. ^ سورة الأحزاب , 6
  4. ^ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 15، صحيح
  5. ^ www.islamweb.net , من علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم , 08-01-2020
  6. ^ سورة آل عمران , 31
  7. ^ سورة الأحزاب , 56
  8. ^ الراوي : الحسين بن علي | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان الصفحة أو الرقم: 909 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه
  9. ^ www.saaid.net , أسباب محبة الرسول صلى الله عليه وسلم , 08-01-2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *