ما هو الوسواس القهري

ما هو الوسواس القهري

ما هو الوسواس القهري الذي يُعد واحدًا من أشهر أنواع الاضطرابات النفسية التي يُصاب بها عدد ليس بالقليل من الأشخاص بدرجات متفاوتة من المرض بعضها يتطلب الهدوء النفسي والراحة والابتعاد عن مصدر التوتر، والبعض الآخر يتطلب التدخل الطبي العلاجي من أجل الحد من تطور المرض وما يتبعه من أعراض نفسية مزاجية وبدنية، ومن خلال الفقرات التالية سوف تتم الإشارة إلى أهم المعلومات عن الوسواس القهري أعراضه وطرق علاجه وبعد الإرشادات للحد من أعراض المرض.

ما هو الوسواس القهري

مرض الوسواس القهري (وبالإنجليزية: Obsessive compulsive disorder) ويُعرف اختصارًا بـ OCD وهو يأتي فص صورة مجموعة من المخاوف والأفكار البعيدة بشكل كبير عن الواقع والتي تُعرف في بعض الأوقات باسم (الهواجس) وهذا ما يدفع المريض إلى القيام بأفعال وسلوكيات متكررة بشكل قهري نظرًا إلى انعدام الثقة في أي عمل يقوم به ومن ثم تتولد لديه الرغبة في القيام بتكرار نفس السلوك مرة أخرى، وتلك السلوكيات المتكررة بشكل قهري تؤدي بالطبع إلى الأذى النفسي والانزعاج الشديد[1].

وعندما يحاول المريض تجاهل هذا الشعور بالوسواس القهري؛ فإن ذلك يجعله يشعر بمزيد من الضيق التوتر ومن ثم يقوم بإعادة عمله مرة أخرى من أجل تخفيف هذا التوتر على الرغم من أن تكرار السلوك يحتاج إلى بذل المجهود ولكنه لا يجد لنفسه حلًا آخر غير ذلك.

ومن أشهر مظاهر الوسواس القهري غسيل اليدين بشكل متكرر وملحوظ خوفًا من الإصابة بالجراثيم، إعادة العمل عدة مرات أخرى خوفًا من أن لا يكون قد تم على أكمل من وجه بدون وجود سبب لذلك، الخوف طوال الوقت من الإصابة بالأمراض، وهكذا.

اقرأ أيضًا: الوسواس القهري

أسباب الوسواس القهري

لا يوجد سبب مُحدد ظاهر وواضح للإصابة بالوسواس القهري، ولكن أشار العلماء أن ظهور المرض ربما يكون ناتج عن أحد الأسباب التالية:

  • أسباب بيولوجية تحدث نتيجة التأثير على واحدًا أو أكثر من المركبات الكيميائية المتحكمة في الحالة المزاجية والنفسية للإنسان.
  • عوامل بيئية تحدث نتيجة التعرض إلى عدوى أو التهاب ينجم عنه شعور المريض بالوسواس والقلق فترة طويلة.
  • عوامل وراثية حيث قد يرث الطفل الإصابة بهذا المرض من أحد الأبوين وخصوصًا إذا كان الوسواس القهري من الأمراض الشائعة في العائلة الواحدة.

أعراض الوسواس القهري

عند تعريف ما هو الوسواس القهري فإن العرض الأهم لمرض الوسواس القهري هو الشعور المتكرر بالهواجس والمخاوف التي لا أساس لها من الصحة، مثل[2]:

  • الخوف طوال الوقت من الإصابة بالأمراض والجراثيم.
  • تكرار فعل نفس الشيء الواحد وإعادته عدة مرات بدون مبرر.
  • الخوف من الوقوع في الأخطاء.
  • طلب المثالية والنظام والنمطية في كل شيء.
  • الخوف من إيذاء نفسه أو إيذاء الآخرين.
  • الخوف من التعرض إلى المواقف المحرجة غير اللائقة وخصوصًا أمام الآخرين.
  • الخوف من الشعور بالخطيئة.
  • الحاجة المبالغ بها إلى الدقة والتنظيم خوفًا من التعرض إلى الانتقاد من الآخرين.
  • الرغبة في تناول أنواع مُحددة فقط من الطعام بترتيب ثابت لا يتغير.
  • الوسواس والتشكيك فيما يخص أمور المعتقدات الدينية.

عوامل الإصابة بالوسواس القهري

قد يتعرض أي شخص إلى الإصابة بالوسواس القهري، ولكن هناك بعض الفئات التي تكون مٌعرضة إلى الإصابة بالمرض بشكل أكبر من غيرهم، مثل:

  • انتشار المرض لدى أكثر من فرد واحد داخل العائلة.
  • الحياة في ظل أجواء مليئة بالتعب والإجهاد والضغط النفسي والبدني.
  • التعرض إلى صدمات نفسية قوية وشديدة أو بعض الأحداث الأخرى المؤلمة.
  • الإصابة بأي من الأمراض النفسية الأخرى وخصوصًا الاكتئاب النفسي.
  • إذا كانت الأم مُصابة بالوسواس القهري، فقد تزيد حدة المرض بعد الحمل والولادة.

اقرأ أيضًا: انواع المرض النفسي وعلاج الادمان

مضاعفات الوسواس القهري

تطور حالة الوسواس القهري وعدم الحصول على الرعاية الطبية اللازمة قد يؤدي إلى الإصابة بالمضاعفات التالية:

  • التأثير السلبي على المريض فيما يخص العلاقات الاجتماعية مع من حوله.
  • عدم القدرة أو الإقبال على الذهاب إلى المدرسة أو الجامعة أو العمل.
  • تطور الحالة النفسية الاكتئابية والإصابة بأمراض نفسية أخرى أكثر حدة وخطورة.
  • الإصابة ببعض الاضطرابات والأفكار غير السوية والتفكير دائمًا في الموت والتخلص من الحياة عبر الانتحار.
  • الإصابة بالإجهاد والمرض البدني نتيجة تكرار بعض الأفعال والسلوكيات وهو أمر ناتج عن الوسواس القهري.

علاج الوسواس القهري

هناك أكثر من خطة وطريقة يُمكن من خلال معرفة ما هو الوسواس القهري والبدء في علاجه مباشرةً عبر أي من الوسائل العلاجية التالية[3]:

العلاج النفسي

وهو الأهم لأنه سوف يُساعد المريض على التغلب من أعراض ووقع الوسواس القهري على نفسه، حيث يتم استخدام طريقة (التعريض ومنع الاستجابة) التي يتم من خلالها وضع المريض في بعض المواقف مثل التي يُعاني من الوسواس بشأنها ومنعه من إصلاحها أو تنظيمها، وتُعد هذه الطريقة هي الأفضل لعلاج الوسواس القهري في مراحله الأولى، وتتفاوت نسبة الإستجابة للعلاج وفقًا لحالة كل مريض.

العلاج الدوائي

كما يُمكن الاعتماد أيضًا على استخدام العلاج الدوائي إذا رأى الطبيب أن العلاج النفسي بمفرده غير مُجدي، قد يلجأ هنا إلى استخدام بعض أنواع الأدوية المضادة للاكتئاب، وربما يحتاج فيما بعض إلى استخدام بعض الأدوية المهدئة والأدوية التي تُساعد في التغلب على مشاعر القلق والتوتر.

وبوجه عام يجب الرجوع إلى الطبيب أولًا من أجل تقرير الخطة العلاجية المناسبة للمريض وتحديد هل ما إذا كان في حاجة إلى العلاج النفسي أو الدوائي أو العلاج النفسي والدوائي معًا.

اقرأ أيضًا: كيف اتعامل مع المريض النفسي

نصائح لمرضى الوسواس 

  • يجب ألا يقوم المريض باستخدام أي من عقاقير علاج الوسواس أو الاكتئاب أو غيره من الأمراض الأخرى إلا بعد استشارة الطبيب النفسي.
  • كما يجب عدم الإقلاع أيضًا عن أي من علاجات الوسواس القهري أو المهدئات إلّا بعد الرجوع إلى الطبيب المُعالج حتى يتم وقف العلاج بشكل تدريجي لا يؤثر على الصحة.
  • على المريض أن لا يكتم مشاعره في داخله بل أن يقوم بإفراغ ما يجول في خاطره من آلام وأحزان إلى المقربين إليه أو أن يقوم بكتبة ما يجتاح نفسه من مشاعر على الورق.
  • قضاء فترة زمنية أطول مع الأصدقاء وكذلك الأهل والأقارب من أجل الترويح عن النفس قدر الإمكان، ومقاومة الرغبة في الانعزال الاجتماعي قدر المستطاع أيضًا.
  • التخلي عن النمطية والرغبة في المثالية الفائقة في كل شيئ وإهمال الشعور بالرغبة في التكرار ي شلوك أو نشاط.
  • الحصول على قسط كافي من النوم يوميًا أثناء ساعات الليل وتناول الغذاء الصحي وممارسة الرياضة أيضًا لأن جميع هذه الأنشطة تُساعد على تعزيز الصحة والترويح عن النفس.

وفي ختام المقال بعد أن تعرفنا على ما هو الوسواس القهري وأشرنا إلى أسباب هذا المرض وأعراضه ومضاعفاته وطرق علاجه النفسية والدوائية، تُجدر الإشارة إلى أهمية أن تلاحظ كل أسرة أي آثار وسواس قهري أو مرض نفسي تظهر على أحد الأطفال أو أحد أفراد الأسرة عمومًا وأن تحاول أن تُقدم الرعاية والاهتمام النفسي والصحي والغذائي اللازم له حتى لا تتطور الحالة المرضية أو اللجوء إلى عرض المريض على الطبيب النفسي إذا تطورت الحالة المرضية وصار لا بُد من التدخل الطبي النفسي والدوائي.

المراجع

  1. ^ nhs , Obsessive compulsive disorder (OCD) , 21-8-2020
  2. ^ psychiatry , What Is Obsessive-Compulsive Disorder? , 21-8-2020
  3. ^ webmd , OCD , 21-8-2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *