ما هو حكم مرتكب الكبيرة

ما هو حكم مرتكب الكبيرة

ما هو حكم مرتكب الكبيرة في الشريعة الإسلاميّة خاصّة أنّ المسلم قد لا يعرف ما يترتب عليه في الحياة الدنيا أو في الآخرة بعد فعله لذنب عظيم، وقد صنّف العلماء الذنوب إلى كبائر وصغائر، وليس معنى ذلك أن يصرّ المسلم على الصغائر إذ بذلك قد تتحول إلى كبائر، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن كبائر الذنوب في الإسلام وكيفية تكفيرها بالاستناد إلى النصوص الشرعية الثابتة.

تعريف الكبائر

الكبيرة هو الفعل الذي نصّ الله تعالى أو الرسول صلى الله عليه وسلم على أنّ صاحبه سيناله غضب من الله وتُوعّد بالعذاب الأليم، وقال في ذلك بعض أهل العلم: “كُلّ ذَنْب أُطْلِقَ عَلَيْهِ بِنَصِّ كِتَاب أَوْ سُنَّة أَوْ إِجْمَاع أَنَّهُ كَبِيرَة أَوْ عَظِيم أَوْ أُخْبِرَ فِيهِ بِشِدَّةِ الْعِقَاب أَوْ عُلِّقَ عَلَيْهِ الْحَدّ أَوْ شُدِّدَ النَّكِير عَلَيْهِ فَهُوَ كَبِيرَة”، فالكبيرة بذلك باتت واضحة في الشريعة الإسلامية ونصوصها.[1]

شاهد أيضًا: ما هو الذنب الذي حرمه الله ولم يفعله احد

ما هو حكم مرتكب الكبيرة

إنّ حكم مرتكب الكبيرة في الإسلام هو عاصي ومذنب ويُؤخذ بالحد الذي أذنب فيه ولكنّه لا يخرج من الإسلام، وقد ذكر في ذلك ابن باز رحمه الله تعالى: “هذا يضعف شهادته ويضعف إيمانه لكن لا يكفر كفراً أكبر، بل يكون فيه نقص، فيه ضعف، ولهذا شرع الله في الزاني حداً إذا كان بكر يجلد مائة ويغرب عاماً، ولو كان الزنا ردة كان قتل، فدل على أنه ليس بردة، والسارق ما يقتل يقطع تقطع يده، فدل ذلك على أن هذه المعاصي ليست ردة، ولكنها ضعف في الإيمان ونقص في الإيمان”، وهذا هو صلب ما اختلف عليه عامة أهل السنة والجماعة مع غيرهم من الفرق.[2]

شاهد أيضًاماهو الشي الذي حرمه الله على نفسه

حكم مرتكب الكبيرة عند الخوارج والرد عليهم

إنّ الخوارج هم فرقة اختلفت مع أهل السنة والجماعة في كثير من المسائل، وهم يكفّرون صاحب الكبائر أي لو زنا المسلم عندهم فإنّه يصبح كافرًا ويستحلون على ذلك دمه لأنّه بات غير مسلم، وقالوا بأنّ المسلم لو مات عاقًا لوالديه وهو غير تائب فإنّه يكون كافرًا ويكون قد خرج من دائرة الإسلام ويكون خالدًا مخلدًا في نار جهنم، وهم يقولون ذلك في كلّ فاعل للكبيرة.[3]

شاهد أيضًا: الفرق بين الذنب والسيئة .. ومفهوم الذنب والسيئة

تكفير كبائر الذنوب

إنّ الكبائر لا تُكفّر إلا من خلال التوبة الصادقة بأن يعزم المسلم ألّا يعود لمثل ذلك الفعل أبدًا، ومن يدعو الله تعالى دائمًا في خلواته أن يعصمه من ذلك الذنب وألا يعود إليه مرة أخرى، ويُطيل الاستغفار ويُخرج الصدقات على نيّة غفران الله تعالى لذلك الذنب العظيم الذي ارتكبه، ويسأل الله العفو والعافية ويعمل جهده حتى لا يعود إليه، والله تعالى عفو لا يخيب السائلين.[4]

شاهد ايضًا: دعاء يغفر الذنوب ولو كانت مثل زبد البحر

وبذلك نكون قد أنهينا حديثنا عن ما هو حكم مرتكب الكبيرة وما الفرق بين الكبيرة عند أهل السنة وغيرهم، وما حكم مرتكب الكبيرة عند الخوارج والرد عليهم، وكيف يمكن أن يغفر الله تعالى لفاعل الكبيرة ولا يعذبه لقاء ذلك الفعل العظيم، وما هي الكبيرة في الإسلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *