ما هو مرض التحذلق اللغوي ؟ وعلاقته بالوسواس القهري ؟

مرض التحذلق اللغوي ما هو؟، حيث توجد العديد من أنواع المتلازمات التي تصيب الإنسان وعلى الرغم من عدم كونها مزعجة أو خطيرة إلا أنها قد تسبب إزعاج للآخرين وفي السطور القادمة سوف نتحدث عن إجابة هذا السؤال كما سنتعرف على أهم المعلومات عن هذا المرض وأسبابه وعلاقته بمرض الوسواس القهري والعديد من المعلومات الأخرى عن هذا الموضوع بالتفصيل.

مرض التحذلق اللغوي

يعتبر مرض التحذلق اللغوي أو متلازمة التحذلق اللغوي مشكلة تصيب بعض الأشخاص والتي تدفعهم إلى تصحيح الأخطاء الإملائية أو اللغوية للآخرين عند النطق أو الكتابة، حيث تكون هناك رغبة أو دافع بشكل دائم داخل الشخص تدفعه إلى تصحيح أخطاء الآخرين عند التحدث أو الكتابة، حيث يشعر الشخص بالضيق والتوتر عند رؤية هذه الأخطاء كما قد يصل الحال به إلى الشعور بالاكتئاب، ومن أهم عيوب ومشاكل هذه المتلازمة أنها تجعل الأشخاص يبتعدون عن هذا الشخص نظرًا لقيامه بتصحيح أخطائهم بشكل دائم وهذا يجعلهم يشعرون أن هذا الشخص متكبر ويتعالى عليهم، كما أن هؤلاء الأشخاص لا يجدون سبب أو تفسير مقنع لرغبتهم الدائمة في تصحيح الأخطاء الإملائية واللغوية والنحوية للآخرين مما يسبب لهم العديد من المشاكل الاجتماعية، ولكن هناك جانب إيجابي لهذا الأمر حيث أن أصحاب هذه المتلازمة يصبحون أفضل المحررين ومصححين الأخطاء في مجال الكتابة والصحافة نظرًا لقدرتهم على اكتشاف الأخطاء.[1]

شاهد أيضًا: اعراض الوسواس القهري وأسبابه وعوامل خطر الإصابة به

علاقة التحذلق اللغوي بالوسواس القهري

يعتبر معظم العلماء أن مرض التحذلق اللغوي نوع من أنواع اضطراب الوسواس القهري، وذلك لأن الأشخاص المصابين به يكون لديهم وسواس نحو تصحيح الأخطاء الإملائية أو اللغوية للآخرين عند تحدثهم أو عند كتابتهم، كما أن هؤلاء الأشخاص تكون لديهم رغبة ملحة في مراجعة الكلام المكتوب أو يركزون في الكلام الذي يقوله الأشخاص من أجل تصحيح الأخطاء، وعلى الرغم من ذلك فإن كثير من الناس لا يعتبرون التحذلق اللغوي مرض بل يعتبرونه موهبة أو ميزة فيهم تجعلهم يكتشفون الأخطاء بسرعة وكذلك تصحيحها.[1]

أسباب مرض التحذلق اللغوي

على الرغم من عدم وجود أسباب أو عوامل واضحة حتى الآن تؤدي إلى حدوث الإصابة بهذه المتلازمة كما أنه على الرغم من أن هذه المتلازمة لا تصيب الإنسان في عمر معين أو جنس معين فهي تصيب كلا من الرجال والنساء على حد سواء، إلا أن بعض العلماء يعتقدون أن سبب الإصابة بهذا المرض يرجع إلى وجود جين عند هؤلاء الأشخاص يسمى جين FOXP2.1 حيث أن هذا الجين هو المسؤول عن شعورهم بالاضطراب والتوتر عند رؤية الأشخاص يكتبون أو يقولون جمل بها أخطاء نحوية أو أخطاء لغوية أو إملائية، وهو المسؤول عن ظهور تلك الأعراض على هؤلاء الأشخاص، ولكن في الأشخاص الطبيعيين الغير مصابين بهذه المتلازمة فإن هذا الجين يكون غير موجود بينما يوجد مكانه جين FOXP2 وهو الذي يجعل معظم الأشخاص يخطئون أحيانًا عند صياغة الجمل مما يؤدي إلى وجود أخطاء لغوية أو نحوية عند الكتابة أو التحدث.[1][2]

شاهد أيضًا: علاج الوسواس القهري نهائيا .. مظاهر وأسباب الوسواس القهري

أعراض مرض التحذلق اللغوي

توجد بعض الأعراض والعلامات التي تظهر على الشخص وتدل على إصابته بهذه المشكلة ومن أهم هذه الأعراض والعلامات ما يلي:[1][2]

• الاندفاع والشعور بالتوتر والغضب عند رؤية أي نوع من أنواع الأخطاء في الكتابة أو النطق والاندفاع الدائم من أجل تصحيح هذه الأخطاء.
• الميل إلى استخدام الألفاظ الدقيقة عند التحدث والكتابة ورفض استخدام الألفاظ والكلمات التي تحمل أكثر من معنى.
• مراجعة الكتابات والألفاظ التي يستخدمها أكثر من مرة من أجل التأكد من عدم وجود أخطاء لغوية أو إملائية.
• الشعور بالسعادة والراحة النفسية عند تصحيح الأخطاء اللغوية والإملائية كما أنه يشعر بالضيق في حالة وجود هذه الأخطاء كما في بعض الأحيان يشعر بأنه أكثر ذكاءًا من الآخرين.

كيف يكون التحذلق اللغوي سلاح ذو حدين

يعتبر مرض التحذلق اللغوي سلاح ذو حدين حيث أنه يكون ضار للشخص لأنه يعتبر اضطراب من اضطرابات الوسواس القهري كما أنه يجعله يشعر بالقلق عند رؤية خطأ لغوي أو نحوي، فضلاً عن ذلك فإن الشخص المصاب بهذا الاضطراب قد يفشل في حياته الاجتماعية ولن يكون قادر على تكوين صداقات وسوف يبتعد الناس عنه وذلك لأنه يقوم دائمًا بتصحيح الأخطاء لهم مما قد يجعلهم يشعرون أن هذا الشخص يتكبر عليهم أو يشعرهم بأنه أكثر ثقافة منهم، ولكن من ناحية أخرى يمكن اعتبار هذه المتلازمة من الأشياء النافعة حيث أن هؤلاء الأشخاص من الممكن أن يعملون في مجال التدقيق اللغوي حيث أن هؤلاء الأشخاص قد يصبحون أفضل المحررين ومصححين الأخطاء في مجال الكتابة والصحافة نظرًا لقدرتهم على اكتشاف الأخطاء وبالتالي يمكن استغلال هذا الاضطراب بشكل صحيح.[1]

شاهد أيضًا: ما هو الوسواس القهري الذهاني

علاج مرض التحذلق اللغوي

يتم التعامل مع هذه الحالة على حسب درجة الاضطراب، حيث إذا كانت هذه الحالة لا تحدث بدرجة كبيرة فلا داعي للجوء للمساعدة الطبية أو تناول الأدوية ويمكن التعايش معها وهذا يكون في معظم الحالات، أما في حالات أخرى قد يحدث هذا الاضطراب بدرجة كبيرة مما يجعله يؤثر على حياة الشخص الاجتماعية لذلك في هذه الحالة لابد أن يحصل الشخص على الرعاية والدعم من المقربين وكذلك التحدث مع طبيب نفسي من أجل التحكم في هذه الحالة.[1]

ختامًا نكون قد أجبنا على سؤال مرض التحذلق اللغوي ما هو؟، كما تعرفنا على أهم المعلومات عن أعراضه وأسبابه وعلاقته بالوسواس القهري وكيفية التحكم في هذا المرض والعديد من المعلومات الأخرى عن هذا الموضوع.