اعراض الوسواس القهري وأسبابه وعوامل خطر الإصابة به

اعراض الوسواس القهري

يمكن أن تتشابه اعراض الوسواس القهري مع أعراض أمراض نفسيّة أخرى، مثل القلق أو الاكتئاب، وهذا يصعّب تشخيصه بدقّة، لكنّه في المقابل يتميّز بأعراض لا شكّ فيها، مثل تكرار تصرّفات معيّنة، لا تعني شيئًا عند الناس الأصحاء، والفقرات الآتية تتحدّث أكثر عن أعراض الوسواس القهري، وطرق التعامل معه.

ما هو الوسواس القهري

هو حالة صحية عقلية تسبّب هوسًا أو إكراهًا على فعل عمل ما، وقد تكون أفعالًا مؤلمة، ومن الصعب على المصاب القيام بمهامه الروتينية؛ إذ عادة ما يعاني من:[1]

  • أفكار أو صور أو دوافع، يشعر حيالها بأنّه غير قادرٍ أن يسيطر عليها.
  • لا يريد أن يكون لديه هذه الأفكار والمشاعر المتطفلة.
  • يعاني من قدر كبير من الانزعاج، مثل الخوف، أو الاشمئزاز، أو الشك، أو الاقتناع بأن الأشياء يجب أن تتم بطريقة معينة.
  • يقضي كثيرًا من الوقت للتّركيز على هواجسه، والانخراط في الإكراهات التي تتعارض مع أنشطته الشخصية، والاجتماعية، والمهنية.

أنواع الوسواس القهري

يؤثر الوسواس القهري على المصابين بطرق مختلفة، ومن أنواعه ما يأتي:[1]

تكرار الفحص

يشعر الشخص المصاب بالوسواس القهري بالحاجة إلى التحقق من المشكلات، بشكل متكرر، مثل:

  • تفحّص الصنابير، وأقفال الأبواب والنوافذ، وأضواء المنزل.
  • تفحّص أجسادهم بحثًا عن علامات المرض.
  • مراجعة الذكريات دائمًا.
  • التحقق المتكرّر من الاتصالات، مثل رسائل البريد الإلكتروني، خوفًا من ارتكاب خطأ أو الإساءة إلى المستلم.

مخاوف من التلوث

يشعر بعض المصابين بالوسواس القهري بالحاجة الملحة للغسيل، ويخشون من ملامسة أيِّ ملوّثات، وهذا يؤدّي إلى ما يأتي:

  • الإفراط في غسل الأسنان بالفرشاة أو غسل اليدين.
  • تنظيف الحمام والمطبخ والغرف بشكل متكرر.
  • تجنب الازدحام خوفًا من الإصابة بالجراثيم.
  • قد يشعرون بالتّلوث إذا شعروا أن شخصًا ما قد انتقدهم أو أساء معاملتهم، وقد يحاولون إزالة هذا الشعور بالغسيل، وغسل أيديهم.

بالإضافة إلى:

  • الادخار: هو شعور الشخص بعدم القدرة على التّخلّص من ممتلكاته المستعملة، أو عديمة الفائدة.
  • الأفكار الدخيلة: هي عدم القدرة على منع الأفكار المتكررة غير المرغوب فيها، وقد تنطوي على العنف، بما في ذلك الانتحار أو إيذاء الآخرين.
  • التناسق والنظام: قد يشعر المصابون بوسواس التناسق والتنظيم أنّهم بحاجة إلى ترتيب الأشياء بشكل معين لتجنب الانزعاج أو الأذى، وقد يعيدون ترتيب الأشياء بشكل متكرّر.

اعراض الوسواس القهري

يسبّب الوسواس القهري أعراضًا وضغوطات تتعارض مع قدرة الشخص على أداء أنشطته اليوميّة، ومن بينها ما يأتي:[1]

الهواجس

مع أنّ القلق يصيب الجميع بلا استثناء، إلّا أنّه يسيطر على المصابين بالوسواس القهري، ويصعّب تنفيذ مهامّهم اليومية، ومن بين أنواع القلق التي تصيبهم ما يأتي:

  • وسواس التلوث بسوائل الجسم والجراثيم والأوساخ ومواد أخرى.
  • فقدان السيطرة، مثل الخوف من إيذاء النفس أو إيذاء الآخرين.
  • الكمالية، التي قد تنطوي على الخوف من فقدان الأشياء، أو التركيز الشديد على الدقة، أو تذكّر الأشياء.
  • الأذى، بما في ذلك الخوف من أن يكون مسؤولًا عن حدث كارثي.
  • الأفكار الجنسية غير المرغوب فيها، بما في ذلك الأفكار حول الأنشطة غير اللائقة.
  • المعتقدات الدينية، مثل القلق من الإساءة إلى الله.
  • المعتقدات الخرافية، مثل الخوف من الدوس على الشقوق في الرصيف.

الإكراه

ليس كل سلوك متكرر يُعتبر قهريًّا؛ لأن الكثير من الأنشطة اليوميّة، تعدّ مكرّرة مثل النوم، وغسل الوجه، وهي مهمّة للمساعدة في إدارة الحياة اليومية، لكنّ المصابين بالوسواس القهري، تكون لديهم الحاجة إلى تكرار الأفعال شديدة، وتستغرق وقتًا طويلًا، وقد يتّخذ سلوكهم جانبًا شعائريًّا، ومن الأمثلة على ذلك:

  • الغسيل والتنظيف.
  • مراقبة أعراض الأمراض.
  • تكرار الأنشطة الروتينية، مثل الجلوس على نفس الكرسي.
  • الإكراهات العقلية، مثل المراجعة المتكررة لحدث ما.

أسباب الوسواس القهري

لم تُعرف أسباب الإصابة بالوسواس القهري الحقيقيّة، لكنّهم يرجّحون أن العديد من العوامل تساهم إلى حدٍّ بعيد في الإصابة بالمرض، ومن بينها ما يأتي:[1]

الأسباب الوراثيّة

بيّنت دراسات الصور الإشعاعيّة، أنّ أدمغة الأشخاص المصابين بالوسواس القهري تُبيّن اختلافات مميزة، عن الأدمغة السليمة، وبيّنت أيضًا أن الجينات التي تؤثر على كيفية استجابة الدماغ للنواقل العصبية مثل (الدوبامين والسيروتونين)، قد تلعب دورًا في التسبب في الاضطراب.

المناعة الذاتية

أحيانًا يظهر الوسواس القهري عند الأطفال، بعد الإصابة بما يأتي:

  • عدوى المكورات العقدية، مثل التهاب الحلق.
  • مرض لايم.
  • انفلونزا H1N1.

يسمّى الوسواس القهريّ في هذه الحالة (المتلازمة العصبية النفسية الشديدة عند الأطفال PANS)، وتبدأ أعراض الوسواس فجأة عند الطفل المصاب بمتلازمة آلام الظهر، وتصل إلى شدتها خلال 24-72 ساعة، لكنّها قد تختفي بعد ذلك، وقد تعود لاحقًا.

الأسباب السلوكية

تشير أحد النظريّات أن الشخص المصاب بالوسواس القهري يتعلم تجنُّب الخوف المرتبط بمواقف أو أشياء معينة، عن طريق أداء طقوسه الخاصّة لتقليل المخاطر المتصورة، وقد يبدأ الخوف الأولي من التوتر الشديد، مثل حدث صادم أو خسارة كبيرة، وبمجرّد أن يربط الشخص شيئًا أو ظرفًا بشعور الخوف هذا، يبدأ في تجنب الشيء أو الموقف، بطريقة مميّزة من الوسواس القهري، وهذا النوع شائع لمن لديهم استعداد وراثي للاضطراب.

الأسباب المعرفية

توضّح نظريّة أن الوسواس القهري قد يبدأ عندما يسيء الناس تفسير الأفكار؛ ومع أنّ معظم الناس لديهم أفكار غير مرحّب بها، إلّا أنّها بالنّسبة لمن يعانون من الوسواس القهري، تصبح هذه الأفكار أكثر حدة أو تطرفًا، وقد يصبح الشخص المصاب بالوسواس القهري مقتنعًا بأنّ الأفكار من المحتمل أن تحدث؛ لهذا فإنّهم دائمًا ما يتّخذون إجراءات مفرطة ومستمرة لمنع التهديد أو الخطر.

أسباب بيئية

قد تؤدي أحداث الحياة المجهدة إلى الإصابة بالوسواس القهري لدى الذين عندهم استعداد وراثي أو غير ذلك، وقد تبدأ أعراض الوسواس القهري خلال 6 أشهر، بعد الأحداث الآتية:

  • الولادة.
  • مضاعفات أثناء الحمل أو الولادة.
  • الصراع الشديد.
  • الشفاء من مرض خطير.
  • إصابة في الدماغ.
  • قد يحدث الوسواس القهري جنبًا إلى جنب مع اضطراب ما بعد الصدمة.

عوامل خطر الإصابة بالوسواس القهري

من العوامل التي قد تزيد أو تحفّز خطر الإصابة بالوسواس القهري:[2]

  • تاريخ العائلة: إصابة أحد الوالدين أو أفراد من العائلة بالوسواس.
  • أحداث الحياة المجهدة: قد تحدث الإصابة بالوسواس بعد التّعرّض لأحداث مؤلمة أو مرهقة، ويسبّب ردّ الفعل منها إلى أفكار وضغط عاطفيّ وطقوس متطفّلة، وهي ما يميّز الوسواس القهريّ.
  • اضطرابات الصحة العقلية الأخرى: قد يرتبط الوسواس القهري بمشاكل عقلية أخرى، مثل القلق، أو الاكتئاب، أو اضطرابات التشنج اللاإرادي، أو تعاطي المخدرات.

مضاعفات الوسواس القهري

من المضاعفات التي يسبّبها الوسواس القهري، ما يأتي:[2]

  • قضاء الكثير من الوقت في الانخراط في سلوكيّات فرديّة.
  • المشكلات الصحية، مثل التهاب الجلد التماسي الذي ينتج عن غسل اليدين كثيرًا.
  • اضطراب العلاقات.
  • صعوبة الذهاب للعمل أو الأنشطة الاجتماعية.
  • سوء نوعية الحياة بشكل عام.
  • الأفكار والسلوكات الانتحارية.

تشخيص الوسواس القهري

يشخّص الأطباء اضطراب الوسواس القهري عن طريق ما يأتي:[1]

  • وجود الوساوس أو الإكراهات أو كليهما.
  • وجود هواجس وأفعال قهريّة التي تستغرق وقتًا طويلًا، أو تسبب مشكلة يوميّة، أو ضعفًا في الأوضاع الاجتماعية، أو المهنية، أو غيرها من الأماكن المهمة.
  • تشخيص الأعراض التي لا تنتج عن استخدام مادة أو دواء.
  • تشخيص الأعراض التي لا ترتبط بمشكلة صحية أو نفسيّة أخرى.
  • تداخل أعراض الوسواس القهري مع الكثير من الاضطرابات الأخرى، مثل الاكتئاب أو القلق، وقد يحدث الاكتئاب والقلق عند الإصابة بالوسواس.

علاج الوسواس القهري

يُعالج الوسواس القهري عن طريق ما يأتي:[3]

العلاج المعرفي السلوكي هو الأكثر فاعلية، ويتضمّن:

  • منع التعرض المتكرّر لمصدر الاضطراب.
  • العلاج المعرفي، الذي يركز على الشعور المبالغ فيه بالمسؤولية التي يشعر بها المصاب، والأفكار الكارثية.
  • تعليم المصاب طرق صحية وفعالة للاستجابة لأفكار الوسواس، دون اللجوء إلى السلوك القهري.

علاجات أخرى للوسواس القهري

بالإضافة إلى ما سبق، تُستخدم العلاجات الآتية للوسواس القهري:

  • الأدوية: مثل مضادات الاكتئاب، ونادرًا ما يجدِ الدواء لوحده نفعًا في تخفيف الأعراض.
  • العلاج الأسري: نظرًا لأنّ الوسواس القهري يؤدّي غالبًا لمشاكل أسرية واجتماعيّة، يمكن أن يعزّز العلاج الأسري فهم الاضطراب، وتقليل النزاعات العائلية.
  • تعليم أفراد الأسرة كيفية مساعدة المصابين بالوسواس.
  • العلاج الجماعي من خلال التفاعل مع المصابين الآخرين بالوسواس القهري؛ وهذا يوفّر دعمًا وتشجيعًا للمصاب، ويقلّل من شعوره بالعزلة.

من أكثر اعراض الوسواس القهري تميّزًا، تكرار فعل ما، مثل غسل اليدين، وإقفال الأبواب، وقد يحدث الوسواس القهريّ بسبب الكثير من الأمور، منها ما يتعلّق بالبيئة أو الوراثة أو غيرها، لكنّ السببّ الرئيسيّ غير محدّد بالضبّط؛ لذا لا يمكن الوقاية منه تمامًا، لكن يمكن تجنّب مثيرات الوسواس لمنع تفاقم أعراضه مستقبلًا.

المراجع

  1. ^ medicalnewstoday , What is obsessive-compulsive disorder? , 22-12-2020
  2. ^ mayoclinic , Causes , 22-12-2020
  3. ^ helpguide , Treatment for OCD , 22-12-2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *