ما هي اعظم شفاعة فى الدنيا

ما هي اعظم شفاعة في الدنيا

ما هي اعظم شفاعة فى الدنيا يتساءل كثير من المسلمين عن ذلك فالشفاعات التي يحصل عليها المسلمين كثيرة للغاية سواء في الحياة الدنيا أو يوم القيامة ولكن يظل المحير في ذلك حول أعظم شفاعة للعبد في الدارين الدنيا والآخرة، حتى يحاول الجميع بلوغها، وفي هذا المقال سوف نقوم بالتعرف على هذه الشفاعة فتابعوا معنا.

ما هي اعظم شفاعة فى الدنيا

إن أعظم شفاعة في الدنيا هي فعل الطاعات والتقرب من الله تبارك وتعالى حيث أن الشفاعة مهمة للغاية وتساعد العبد يوم القيامة وتثقل ميزان حسناته وكذلك تثقل كفة دخوله الجنة وذلك لأنه كان يعمل الكثير من أعمال الخير في الدنيا وسيجازيه الله على ذلك يوم الحساب.

والعمل الصالح والذي يكون بنيه صادقه لله وحده وكذلك الابتعاد عن جميع المعاصي التي قد تغضب الله سبحانه وتعالى هو أعظم شفاعة في الدنيا فالحسنات يذهبن السيئات والله تعالي يغفر كل الذنوب إلا الشرك به، حيث أن الشفاعة عبارة عن التوسط للغير في جلب المنفعة أو دفع المضرة.

أنواع شفاعة الدنيا

يوجد نوعين من شفاعة الدنيا وهما كالتالي:-

  • النوع الأول: هو ما يكون في قدرة واستطاعة العبد حتى يقوم به وهي جائزة بشرط أن تكون في شيء مباح، فلا يمكن الشفاعة في شيء يترتب عليه ضياع حقوق الخلق أو ظلمهم، كما أن الشفاعة لا يمكن أن تكون في تحصيل أمر محرم مثل من يقوم بالشفاعة لأشخاص قد وجب عليهم الحد أن لا يقام عليهم، قال تعالى: ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان).

وفي الحديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها ” أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ فَقَالُوا مَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلا أُسَامَةُ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ.

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا “.

وعن أبي موسى رضي الله عنه قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَاهُ طَالِبُ حَاجَةٍ أَقْبَلَ عَلَى جُلَسَائِهِ فَقَالَ” اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا وَلْيَقْضِ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مَا أَحَب “َ.

  • النوع الثاني: من الشفاعة هو ما لا يكون في مقدور العبد ووسعه مثل طلب الشفاعة من الأموات وكذلك أصحاب القبور أو طلبها من الشخص الحي الغائب في الاعتقاد منهم بأن باستطاعته السمع وتحقيق كل ما يطلبه ويرغب به.

يطلق على هذا النوع من الشفاعة الشركية والتي وردت في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية حيث جاء نفسها وبطلانها وذلك لأنهم بهذه الطريقة سوف يوصفون بصفات الله الواحد فهو من صفاته عز وجل أنه هو الحي الذي لا يموت.

حيث أنهم يقولون إن الأولياء وإن السادة يشفعون لأقاربهم، ولمن دعاهم، ولمن والاهم، ولمن أحبهم، ولهذا السبب يطلبون منهم الشفاعة، وهذا ما قاله الله عن المشركين الأولين حين قالوا: (هؤلاء شفعاؤنا عند الله) وكانوا يقصدون معبوداتهم من الملائكة ومن الصالحين وغيرهم وأنها ستشفع لهم عند الله يوم القيامة.

كما أن المشركون الذين يعيشون في الوقت الحالي يقولون: إن الأولياء يشفعون لنا، وإننا لا نجرؤ أن نطلب من الله بل نطلب منهم وهم يطلبون من الله، ويقولون إن النبي صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء والصالحين أعطاهم الله الشفاعة، ونحن ندعوهم ونقول: اشفعوا لنا كما أعطاكم الله الشفاعة.

ويضربون مثلاً بملوك الدنيا فيقولون: إن ملوك الدنيا لا يوصل إليهم إلا بالشفاعة إذا أردت حاجة فإنك تتوسل بأوليائهم ومقربيهم من وزير وبواب وخادم.[1]

شاهد أيضًا: من شروط الشفاعة المثبتة والفرق بينها وبين الشفاعة المنفية

شفاعات النبي يوم القيامة

يوم القيامة يشفع الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع خلق الله وهذه الشفاعة يطلق عليها اسم الشفاعة العظمى والتي تكون عندما يقف الناس يوم القيامة في موقف صعب وعصيب في انتظار حسابهم من الله سبحانه وتعالى وتحديد مصيرهم في دخول الجنة أو النار.

ثم يبدأون في التوسل لجميع الأنبياء واحد تلو الآخر حتى يشفعوا لهم عند الله عز وجل ويعجل لهم بالحساب دون الانتظار في حالة كبيرة من الخوف والرعب لما هو قادم فيتوسلون لسيدنا آدم ثم نوح ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى حتى يصلوا إلى خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم.

النبي محمد هو صاحب الشفاعة العظمى يوم القيامة بين الأنبياء فيقوم وقتها بالشفاعة للخلق جميعا وذلك المقصود بقَوْله -تعالى-: (وَمِنَ اللَّيلِ فَتَهَجَّد بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَن يَبعَثَكَ رَبُّكَ مَقامًا مَحمودًا).

والنوع الثاني من شفاعة النبي محمد هي شفاعته في أمته ومن أتبعه إلى الدين الإسلامي دين الحق حيث أن الرسول يشفع في أمته بشكل خاص ومن اشكال هذه الشفاعة تكون لمن تساوت حسناته وسيّئاته، وهؤلاء هم أهل الأعراف الذين يشفع لهم رسول الله بدخول الجنة.

حيث أن الله عز وجل يأذن للنبي عليه الصلاة والسلام بالشفاعة لهم كما ورد في الحديث الذي أخرجه مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (أدْخِلِ الجَنَّةَ مِن أُمَّتِكَ مَن لا حِسابَ عليه مِنَ البابِ الأيْمَنِ مِن أبْوابِ الجَنَّةِ).[2]

أسباب استحقاق شفاعة الرسول يوم القيامة

بعد التعرف على أن الرسول صلى الله عليه وسلم سوف يشفع للخلق وخاصة أمته فيجب معرفة أسباب هذه الشفاعة واسباب استحقاقها من العباد يوم القيامة حيث ينال المسلم شفاعة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام من خلال الحرص في المجيء بالكثير من الأعمال التي تقرب العبد من ربه ورسوله ومنها.

توحيد الله سبحانه وتعالى حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (أسْعَدُ النَّاسِ بشَفَاعَتي يَومَ القِيَامَةِ، مَن قالَ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ)، كذلك ينصح بالدعاء الكثير بعد للآذان وكذلك سؤال الوسيلة والمَقام المَحمود لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

فهناك صحيح الإمام البخاري عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أنّ النبي عليه الصلاة والسلام- قال: (مَن قالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّداءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هذِه الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، والصَّلاةِ القائِمَةِ، آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ والفَضِيلَةَ، وابْعَثْهُ مَقامًا مَحْمُودًا الذي وعَدْتَهُ، حَلَّتْ له شَفاعَتي يَومَ القِيامَةِ).[3]

شاهد أيضًا: ما هي شروط الشفاعه

 الأدلة على ثبوت الشفاعة من الكتاب والسنة

هناك البعض من يقوم بالتشكيك في الشفاعة التي ينالها الخلق وخاصة الأمة الإسلامية يوم القيامة ويرغبون في رؤية الأدلة والاثباتات التي تؤكد ذلك الكلام، حيث أن الشفاعة في الآخرة ثابتة بالكتاب والسنة وكذلك بإجماع السلف ولم يخالف فيها إلا البعض القليل من أهل البدع القائلين بخلود أهل المعاصي في النار.

من يقول أن أهل المعاصي سوف يخلدون في النار فهذا يعني أنهم لا يؤمنون بالشفاعة وذلك لأن الشفاعة من أهم أهدافها إخراج ناس من أهل التوحيد من النار بعد أن عذبوا فيها ما شاء الله يخرجون بالشفاعة.

كذلك هناك من يقول بأن أصحاب الكبائر أو الذين يعصون الله سوف يخلدون في النار فهذا يعني أنهم لم يؤمنوا بالشفاعة التي تحدث عنها الله ورسوله وهذه الكذبة إذا حصلت فسوف يترتب عليها الكثير من الأكاذيب الأخرى، فالشفاعة ثابتة في الكتاب والسنة وإجماع الأمة وإنما خالف في بعض أنواعها أهل البدع القائلين بخلود أهل المعاصي في النار.

وفي نهاية المقال وبعد أن قمنا بذكر الاجابة عن سؤال ما هي اعظم شفاعة فى الدنيا؟، يجب على جميع المسلمين فعل كل ما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم لكي يستحقوا أن ينالوا شفاعته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *