ما هي السورة التي ختمت باسم نبيين

ما هي السورة التي ختمت باسم نبيين

ما هي السورة التي ختمت باسم نبيين ؟ سؤالٌ يتبادر إلى أذهان كثيرٍ من الناس، ومن المعلوم أنَّ القرآن الكريم ذُكر به أسماء عددٍ لا بأس به من الأنبياء، كما أنَّ هناك سورةٌ خُتمت بذكر اسمين من أسماء الأنبياء، فما هذه السورة؟ وما أهم المعلومات عنها، ومن هم هؤلاء النببين، وما أهم المعلومات عنهم، كلُّ هذه الأسئلة سيتمُّ الإجابة عليها في هذا المقال، وفيما يأتي ذلك:

ما هي السورة التي ختمت باسم نبيين

إنَّ السورة التي خُتمت باسم نبيين من أنبياء الله هي سورة الأعلى، وذلك في قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى* صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى}،[1] وصحف موسى هي التوراة التي أنزلها عليه، وقيل أنَّها غير التوراة، وقد جاء حديثٌ تفرد به يحيى بن سعيد العبشمي توضحُ ما هي صحف إبراهيم وموسي حيث قال: “ فَما كانَت صُحفُ إبراهيمَ ؟ قالَ : كانَت أمثالًا كلُّها : أيُّها الملِكُ المسلَّطُ المبتَلَى المغرورُ ، فإنِّي لم أبعثْكَ لتجمَعَ الدُّنيا بعضَها إلى بعضٍ ، ولكن بعثتُكَ لترُدَّ عنِّي دعوةَ المظلومِ ، فإنِّي لا أردُّها ولَو كانَت مِن كافِرٍ . وكانَت فيها أمثالٌ : علَى العاقِلِ ما لَم يكُن مغلوبًا علَى عقلِهِ أن تكونَ له ساعاتٌ ؛ ساعَةٌ يُناجي فيها ربَّهُ عزَّ وجلَّ ، وساعةٌ يحاسِبُ فيها نفسَهُ ، وساعَةٌ يفكِّرُ فيها في صُنعِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ ، وساعةٌ يخلو فيها بحاجتِهِ من المطعَمِ والمشرَبِ ، وعلى العاقلِ أن لا يكون ظاعِنًا إلَّا لثلاثٍ ؛ تزوُّدٍ لمعادٍ ، أو مرمَّةٍ لمعاشٍ ، أو لذَّةٍ في غيرِ محرَّمٍ ، وعلى العاقِلِ أن يكونَ بصيرًا بزمانِهِ ، مقبِلًا على شأنِهِ ، حافِظًا للسانِهِ ، ومن حسَبَ كلامَهُ من عمَلِهِ قلَّ كلامُهُ إلا فيما يعنيهِ . قلتُ : يا رسولَ اللَّهِ ! فما كان صحُفُ موسَى عليهِ السَّلامُ ؟ قال : كانَت عبرًا كلَّها ، عجبتُ لمن أيقنَ بالموتِ ثُمَّ هو يفرَحًُ ، عجبتُ لمن أيقنَ بالنَّارِ وهو يضحَكُ ، عجبتُ لمن أيقنَ للقدرِ ثم هو ينصَبُ ، عجبتُ لمن رأى الدُّنيا وتقلُّبَها ثُمَّ اطمأنَّ إليها ، عجِبتُ لمن أيقنَ بالحسابِ غدًا ثُمَّ لا يعمَلُ”،[2] وفيما يأتي نبذة عن سورة الأعلى:

شاهد أيضًا: عدد الأنبياء الذين ذكروا في القرآن

معلومات عن سورة الأعلى

هي إحدى السور التي نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة، وبناءً على ذلك فهي تعدُّ من السور المكية، ويبلغ عدد آياتها تسعة عشر، وهي السورة السابعة والثمانون بحسب ترتيب المصحف العثماني.

شاهد أيضًا: سورة الأعلى مكتوبة كاملة بالتشكيل

نبذة عن إبراهيم عليه السلام

بعد أن أجبنا على سؤال ما هي السورة التي ختمت باسم نبيين، سيتمُّ إعطاء نبذة عن نبي الأول المذكور فيها، هو إبراهيم بن آزر، أحد الأنبياء الذين أرسلهم الله -عزَّ وجلَّ- لدعوة الناس إلى التوحيد، وقد اختلف العلماء في مكان مولد على أقوال: حيث ذهب بعضهم إلى القول بأنَّه ولد في لسوس من أرض الأهواز، وقيل: ولد ببابل وهي أرض الكلدانيين، وقيل: بحران، وقيل: بغوطة دمشق في قرية يقال لها برزة في جبل يقال له قاسيون، والمشهور عند أهل السير والتواريخ أنه ولد ببابل، وقد أيَّده الله -عزَّ وجلَّ- بمعجزة عدم إحراقه في النار عندما أراد قومه التخلص منه وإلقائه في نارٍ عظيمة، حيث قال تعالى: {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ}،[3] وقد وصفه الله -عزَّ وجلَّ- في كتابه الكريم بعدة صفات، وفيما يأتي ذكرها:

  • حنيفًا سَمحًا: قال -تعالى-: {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}،[4] كما وصف الله -تعالى- من أعرضَ عن ملّة إبراهيم بأنّه سفيه.
  • حليمًا منيبًا: أي لا يتعجّل مجازاة غيره، بل يعفو عنهم، ومُنيبًا؛ أي كثير الإنابة والرجوع إلى الله، قال -تعالى-: {إِنَّ إِبراهيمَ لَحَليمٌ أَوّاهٌ مُنيبٌ}.[5]
  • سليم القلب: أي أنّ قلبه خالٍ من الشرك بالله؛ فقد كان مُوحِّدًا توحيدًا خالصًا، قال -تعالى-: {إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}.[6]
  • كريمًا مِضيافًا: وقد ظهر ذلك في ما ذكره القرآن الكريم من مبادرته إلى إكرام الضيف، قال -تعالى-: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ}.[7]
  • راشدًا: فقد آتاه الله رُشده منذ أن كان صغيراً، قال -تعالى-: {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ}،[8]، وقد ظهر هذا الرشد بندمه على ما يفعله من الصغائر، وبحلمه على المخطئ بحقه.
  • صِدّيقًا: وقد اكتسب هذه الصفة؛ لكثرة تصديقه بالحقّ حتى صار مشهورًا به.
  • قويًّا بصيرًا: فكان قويًّا في البُنية، وطاعة الله، وبصيراً في دينه، قال -تعالى-: {وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ}.[9]
  • عالِمًا قويّ الحُجّة، وثابتًا على الحقّ، وصابرًا مُستسلِمًا لأوامر الله.

شاهد أيضًا: كم عدد الأيام التي ظل فيها نبي الله إبراهيم وسط نيران النمرود

نبذة عن موسى عليه السلام

بعد أن تمَّ بيان اسم السورة التي ختمت باسم نبيين سيتمُّ إعطاء نبذة بسيطة عن النبي الثاني المذكور فيها، وهو موسى بن عمران، أحد الأنبياء المرسلين إلى بني إسرائيل لدعوتهم إلى توحيد الله -عزَّ وجلَّ- وقد وُلد في مصر، وكان حاكم البلاد آنذاك هو فرعون،[10] ويعدُّ موسى -عليه السلام- هو كليم الله، وقد أيده الله -عزَّ وجلَّ- بعدد من المعجزات، وفيما يأتي ذكرها:

  • العصا: التي صارت بقدرة الله تعالى حية عظيمة، فابتلعت ما جاء به سحرة فرعون من السحر، ودليل ذلك قوله تعالى: {فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ}.[11]
  • اليد البيضاء: فقد كان يدخل يده في جيبه، فتخرج بيضاء من غير سوء، حيث قال تعالى: {وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ}.[12]
  • إرسال الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم على بني إسرائيل: حيث قال تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ}.[13]

شاهد أيضًا: قصة موسى عليه السلام مختصرة

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام مقال ما هي السورة التي ختمت باسم نبيين والذي تمَّ فيه بيان اسم السورة التي ختمت باسم نبيين، كما تمَّ إعطاء نبذة بسيطة عن هذه السورة، ثمَّ تمَّ إعطاء نبذة عن النبيين المذكورين في الآية الكريمة.

المراجع

  1. ^ الأعلى: 18-19
  2. ^ حلية الأولياء، أبو نعيم، أبو ذر الغفاري، 221/1، حديث تفرد بن يحيى بن سعيد العبشمي
  3. ^ الأنبياء: 69
  4. ^ darulfatwa.org , نبي الله إبراهيم عليه السلام , 17/4/2021
  5. ^ البقرة: 135
  6. ^ هود: 75
  7. ^ الصافات: 84
  8. ^ الذاريات: 24
  9. ^ الأنبياء: 51
  10. ^ ص: 45
  11. ^ islamqa.info , نبذة عن موسى عليه السلام , 17/4/2021
  12. ^ الأعراف: 107
  13. ^ الأعراف: 108
  14. ^ الأعراف: 133

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *