ما واجبنا تجاه نعمة الماء

ما واجبنا تجاه نعمة الماء، إن نعم الله تعالى على الإنسانِ لا يَحدها حدٌ، ولا يُحصيها أحد من الناس، ولا يُستثنَى من عمومها أي شخث، فهي نعم عامة تشمل جميع الناس، ومنها ما هو ظاهر، ومنها ما هو باطن، ومن هذه النعم العظيمة نعمة الماء التي لا تقدر بأي ثمن، فهي التي تمنح الإنسان الحياة والاستمرارية، وفي هذا المقال سنعرف ما واجبنا اتجاه هذه النعمة.

نعمة الماء

الماء هبة الخالق تفضل بها على عباده، فهذا الماء المبارك لا تستغني عنه جميع الكائنات، فلا غذاء إلا بالماء، ولا نظافة إلا بالماء، ولا دواء ولا زراعة ولا صناعة إلا بالماء، هو الثروة الثمينة، فالبلاد التي بلا ماء تهجر، ولا تسكن، وهو من أجلّ النعم، وهو سر الوجود وأهم ما يوجد في هذه الحياة وأغلاها، وإنزال الماء أمر بيد الله تعالى، لا بيد غيره، وهو من صور رحمة الله بعباده، وقد يمسك رحـمته لحكمة يعـلمها سبحانه، وقد ورد ذكر الماء في القرآن الكريم في تسع وخمسين آية، من المياه النازلة ومن السماء أو الخارجة من الأرض أو المختزنة فيها، وهذا يدل على أهمية نعمة المياه وعظيم قدرها، فلولا نعمة الماء لما كان في هذه الحياة إنسان، وما عاش حيوانٌ، وما نبت زَرْعٌ أو اخضر شَجَر، فمنه تشرب ومنه يخرج المرعى، وبه تكسى الأرض بساطًا أخضرَ، وتكون للناظر أحلى وأجمل. [1]

شاهد أيضًا: طرق للتقليل من استهلاك الماء

ما واجبنا تجاه نعمة الماء

إن واجبنا تجاه نعمة الماء هو المحافظة عليه وعدم الإسراف في استعماله، لأنه نعمة الحياة للجميع، وبه يكون كل شيء حي، فقد قال الله تعالى في القرآن الكريم: “وجعلنا من الماء كل شيء حي”[2]، فيجب المحافظة على نعمة الماء لأن في فقدها إرهاق وعناء، وفي غورها إزهاق للحياة وشقاء، فمن المهم الأخذ بالوسائل التي تعين على حفظ المياه ومصادرها من الهدر والضياع، والاستعانة بتقنية الترشيد في البيوت والمزارع والمؤسسات، والاستفادة من المياه المسـتخدمة في الوضوء ونحوه في سقي المزروعات والمسطحات، فذلك خير من إهـدارها.

شاهد أيضًا: طريقة توفير الماء

المحافظة على نعمة الماء في الإسلام

دعا الإسلام إلى المحافظة على الماء وعدم الإسراف في استهلاكه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا من غير إسراف ولا مخيلة”، وهذا دليل واضح على ضرورة التوسط في كل شيء لا زيادة ولا نقصان، حتى تستقيم الحياة ويعم العدل، وقد نهى عليه الصلاة والسلام عن الإسراف في استعمال الماء حتى ولو كان من أجل الوضوء، فقد روي عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بسعد بن أبي وقاص، وهو يتوضأ فقال: “ما هذا الإسراف؟، فقال: أفي الوضوء إسراف؟، قال: نعم وان كنت على نهر جار”. [3]

شاهد أيضًا: حكم شرب الماء واقف

وفي نهاية هذا المقال نكون قد بيّنا لكم ما واجبنا تجاه نعمة الماء، حيث يجب علينا المحافظة عليه وعدم الإسراف في استعماله، لأنه نعمة الحياة للجميع، فلا يستطيع أي شخص أن يحيا بغيره.