متى فرضت الصلوات الخمس

متى فرضت الصلوات الخمس

متى فرضت الصلوات الخمس هو من الأسئلة الهامة التي قد لا يعرفها كثير من المسلمين، وقد يظن بعضهم أنَّ الصلاة كانت تُقام منذ بداية بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنّ هذا المقال سيُبيّن الوقت بشكل دقيق، وسيتم الحديث عن بعض الأحكام التي تتعلق بالصلاة من ناحية تركها وأهميتها وسبب فريضتها.

متى فرضت الصلوات الخمس

للحديث عن متى فرضت الصلوات الخمسيجب معرفة أنها قد فرضت في ليلة الإسراء والمعراج، وقد كان ذلك قبل الهجرية النبوية الشريفة إلى المدينة المنورة بعام ونصف عام، وأمَّا ما يتعلق بالصلوات سواء ما كان من ناحية الشروط أو من ناحية الأركان فإنَّ ذلك قد تمّ تفصيله فيما بعد شيئًا فشيئًا، وقد ورد توقيت فرض الصلاة حديث نبوي شريف يروي فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحوال تلك الحادثة قائلًا:

“فأوْحَى اللَّهُ إلَيَّ ما أوْحَى، فَفَرَضَ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلاةً في كُلِّ يَومٍ ولَيْلَةٍ، فَنَزَلْتُ إلى مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: ما فَرَضَ رَبُّكَ علَى أُمَّتِكَ؟ قُلتُ: خَمْسِينَ صَلاةً، قالَ: ارْجِعْ إلى رَبِّكَ فاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، فإنَّ أُمَّتَكَ لا يُطِيقُونَ ذلكَ، فإنِّي قدْ بَلَوْتُ بَنِي إسْرائِيلَ وخَبَرْتُهُمْ، قالَ: فَرَجَعْتُ إلى رَبِّي، فَقُلتُ: يا رَبِّ، خَفِّفْ علَى أُمَّتِي، فَحَطَّ عَنِّي خَمْسًا، فَرَجَعْتُ إلى مُوسَى، فَقُلتُ: حَطَّ عَنِّي خَمْسًا، قالَ: إنَّ أُمَّتَكَ لا يُطِيقُونَ ذلكَ، فارْجِعْ إلى رَبِّكَ فاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، قالَ: فَلَمْ أزَلْ أرْجِعُ بيْنَ رَبِّي تَبارَكَ وتَعالَى، وبيْنَ مُوسَى عليه السَّلامُ حتَّى قالَ: يا مُحَمَّدُ، إنَّهُنَّ خَمْسُ صَلَواتٍ كُلَّ يَومٍ ولَيْلَةٍ، لِكُلِّ صَلاةٍ عَشْرٌ، فَذلكَ خَمْسُونَ صَلاةً، ومَن هَمَّ بحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها كُتِبَتْ له حَسَنَةً، فإنْ عَمِلَها كُتِبَتْ له عَشْرًا، ومَن هَمَّ بسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها لَمْ تُكْتَبْ شيئًا، فإنْ عَمِلَها كُتِبَتْ سَيِّئَةً واحِدَةً، قالَ: فَنَزَلْتُ حتَّى انْتَهَيْتُ إلى مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأخْبَرْتُهُ، فقالَ: ارْجِعْ إلى رَبِّكَ فاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، فقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: فَقُلتُ: قدْ رَجَعْتُ إلى رَبِّي حتَّى اسْتَحْيَيْتُ منه”،[1] وفي هذا الكلام إشارة واضحة إلى حقيقة توقيت فرض الصلوات الخمس.[2]

لماذا فرض الله خمس صلوات

إنَّ حكمة فرض الصلاة هي مما لم تقف عليه الشريعة الإسلامية، وليس للمسلم الطائع لربّه أن يبحث عن تعليل كافة الأحكام الشرعية؛ لأنَّ الله -تعالى- هو الخالق الأوحد للعباد وهو كذلك أدرى بمصالحهم، والواجب على المسلم أن يقف عند حدود ربه، وأن يقول كما يقول المؤمنون الطائعون لربهم سمعنا وأطعنا، وألا يكون مثل الأقوام التي غضب الله عليها ومثل بني إسرائيل الذين قالوا سمعنا وعصينا، فالله جلّ شأنه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، والله تعالى هو الأعلم بحكمته التي يقضي بها في أمر عبيده.[3]

شاهد أيضًا: اين فرضت الصلاة ومتى وما هي مكانتها في الإسلام

حكم تارك الصلاة

لقد اتفق علماء السنة على كفر تارك الصلاة الذي  يجحد بها، ولكنّهم اختلفوا فيمن كان مقرًّا ولكنه تركها متكاسلًا، وفيما يأتي بيان آرائهم:[4]

  • الحنفية: لقد ذهب الإمام أبو حنيفة –رحمه الله- إلى أنّ تارك الصلاة كسلًا لا يكفر، ولكن يجب أن يُحبس إلى أن يعود لإقامة صلاته.
  • المالكية والشافعية: وذهب كل من الإمام مالك وكذلك الإمام الشافعي رحمهما الله تعالى إلى أن تارك الصلاة كسلًا لا يكفر ولكنه يجب أن يقتل وذلك لإقامة الحد لأنَّه لم يصل.
  • الحنابلة: وأمَّا المشهور من مذهب الإمام أحمد رحمه الله تعالى أنّ تارك الصلاة حتى ولو كان كسلًا يكفر ويقتل بسبب الردة عن دينه، وهذا الرأي هو المنقول عن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم،  وكذلك فإنَّه قد حكى عليه إسحاق بالإجماع، وقد نقل أيضًا عن المنذري في كتابه الترغيب والترهيب.

أهمية الصلوات الخمس

إنّ للصلاة أهمية عظيمة في حياة المسلم، وفيما يأتي بيان تلك الأهمية:[5]

  • إنَّ الصلاة هي معراج للروح وخاصة أنَّها تذكر النفس بالثواب العظيم الذي سيحصل عليه مقيم الصلاة وهو النظر إلى وجه الله الكريم يوم الحساب، وقد شبه نبي الله صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس بالنهر الذي يجري فيغتسل منه المسلم خمس مرات في اليوم.
  • الصلاة هي أشبه بالمحطات الروحية التي يقف فيه المسلم خمس مرات في يومه بين يدي ربه عز وجل، فيتذكر في المرات الخمس تلك ما الذي فاته من يومه وماذا أيضًا عمل فيه ويقدم لله وحده بياناً بتلك الساعات التي أمضاها، هل كانت تلك اللحظات في رضا الله جلّ ذكره فليستمر على ما يفعل، أم كانت فيما يغضب الله فيتوب من ذلك كله.
  • الصلوات الخمس هي بمثابة تجديد العهد بين الإنسان وربه، فيقف مع كل مرة في الصلاة سائلًا ربه عز وجل أن يعينه على التثبت على طاعته في هذه الحياة الدنيا، وأن يكون مساعدًا له في كل وقت وزمان.

الخشوع في الصلاة

إنَّه لا بدَّ على المسلم من أن يُقيم الخوع في صلاته، ومن الأسباب المؤدية لذلك:[5]

  • الاستعانة بالله تعالى على أن يرزقه الخشوع في صلاته.
  • إتيان الصلاة وهو خاشع الروح عازفًا عن الحياة الدنيا طالبًا من ربه عز وجل أن يكون قلبه في الصلاة له وحده.
  • استحضار عظمة الله -تعالى- في الصلاة وأن يعلم أنَّ الذي يُصلي له هو رب السماوات والأرض ومليكهما.
  • الوقوف وقفة العبد الخاضع المنكسر السائل ربه أن يُوفقه إلى لقائه في الدنيا والآخرة، ويجمعه مع الأنبياء والصديقين.

وبذلك يكون تمام الحديث عن إجابة سؤال متى فرضت الصلوات الخمس وما هي أهم الأحكام التي تتعلق بلصلاة، وهل يُقتل المسلم التارك لصلاته، وكيف يُمكن للإنسان أن يستحضر الخسوع في صلاته.

المراجع

  1. ^ صحيح مسلم , مسلم، أنس بن مالك، 162، صحيح
  2. ^ islamqa.info , متى فرضت الصلاة ؟ وكيف كان المسلمون يصلون قبل فرض الخمس ؟ , 1-5-2021
  3. ^ islamqa.info , لماذا نصلي خمس صلوات , 1-5-2021
  4. ^ islamweb.net , التفصيل في حكم تارك الصلاة , 1-5-2021
  5. ^ alukah.net , أهمية الصلاة , 1-5-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *