متى يحرم صوم اليوم الذي قبل دخول رمضان

متى يحرم صوم اليوم الذي قبل دخول رمضان؟ هو سؤال من الأسئلة الشرعية والفقهية التي بيَّنتها الشريعة الإسلامية، والتي لا بدَّ من توضيحها وشرح تفاصيلها، فإنَّ صيام شهر رمضان المبارك هو من أعظم الفرائض، وهو أحد أركان الإسلام الخمس، ومن خلال سطور هذا المقال سنقوم بتسليط الضوء على حكم تقديم رمضان بصيام يوم أو يومين، وحكم الصيام قبل دخوله بهدف القضاء أو التطوع.

متى يحرم صوم اليوم الذي قبل دخول رمضان

لا يجوز صوم اليوم الذي قبل دخول رمضان إذا لم يكن للمرء عادة في الصيام، وإذا لم يكن قد عزم على صيام شهر شعبان كله أو أغلبه، فقد نهى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن صيام اليوم التاسع والعشرين أو الثلاثين من شهر شعبان أو ما يُسمى بيوم الشك، وبيَّن أنَّه لا يجوز صيام هذا اليوم إلا لمن كان له عادة في ذلك، فإنَّه في هذه الحالة ليس عليه حرج من صيامه، والله أعلم.[1]

حكم صيام الدين في شعبان

لا حرج على من كان عليه صيام دين أو صيام قضاء أيام من رمضان السابق أن يقوم بقضائها في شهر شعبان، وليس هناك أي مانع من ذلك، فقد كان رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يُكثر من صيام التطوع في شهر شعبان، حتى أنَّه كان يصومه كلّه أو أقل بقليل، فإذا جاز صيام التطوع فيه، فإنَّ الأولى جواز صيام القضاء فيه، لذا لا مانع من تأخير صيام القضاء إلى شهر شعبان، والله أعلم.

حكم تقديم صوم رمضان بيوم أو يومين

نهى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن تقديم شهر رمضان بصيام يوم أو يومين، وقد ورد ذلك في حديثه الشريف: “لا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلا يَوْمَيْنِ إِلا رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا فَلْيَصُمْهُ”[2]، وإنَّ في الحديث الشريف استثناء لبعض الحالات، وبيان لبعض الحالات التي يجوز فيها تقديم صوم رمضان بيوم أو يومين، ومن ذلك وجود عادة في الصيام، أو وجود سبب كأن يكون على المرء قضاء من رمضان الفائت، والله أعلم.[3]

صيام آخر يوم في شعبان

إنَّ يوم الشك هو اليوم الثلاثين من شهر شعبان، وقد نهى الرسول عن صوم هذا اليوم واليوم الذي يسبقه، وذلك سدًا لبعض الذرائع ومنعًا للمغالاة في الدين والمبالغة في أحكام صيام شهر رمضان المبارك، وقد استُثني من هذا النهي بعض الحالات وهي:

• من عزم على صيام شهر شهر شعبان كاملًا أو أغلبه.
• وجود عادة في الصيام، كأن يعتاد المرء صيام يومي الاثنين والخميس ويُصادف ذلك آخر يوم من شهر شعبان.
• وجود صيام قضاء على المرء من رمضان الفائت.

حكم تأخير صيام القضاء إلى شعبان

ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنَّها كانت تُؤخر صيام القضاء إلى شهر شعبان، وذلك في قولها: “كانَ يَكونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِن رَمَضَانَ، فَما أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إلَّا في شَعْبَانَ؛ الشُّغْلُ مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، أَوْ برَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ”[4]، وفي هذا الحديث إشارة إلى سعة أمر صيام القضاء، وعدم وجوب صيامه بشكل فوري، وجواز تأخيره إلى شهر شعبان، كما إنَّ في هذا الحديث دلالة على عدم جواز تأخير صيام القضاء من رمضان إلى حين دخول شهر رمضان الذي يليه، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: يجب صيام رمضان اذا تم شعبان ثلاثين يوما

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال الذي أجاب عن سؤال متى يحرم صوم اليوم الذي قبل دخول رمضان، كما بيَّن حكم صيام الدين أو القضاء في شعبان، وحكم تأخير القضاء إلى رمضان، ووضَّح أحكام صيام آخر يوم في شعبان.